| أفاق اسلامية
* كتب مندوب «الجزيرة»:
أعلن معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد رئيس المجلس الأعلى للأوقاف الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ان لدى الوزارة انطلاقة جديدة خلال الأيام المقبلة بمشيئة الله تعالى لعمل صناديق وقفية متنوعة بحسب الحاجات في مجال العناية بالقرآن الكريم، ونشر الدعوة إلى الله تعالى، واعمار المساجد وصيانتها وتشغيلها، وبناء دور التعليم ودعم مناشطه بشكل عام، وغير ذلك من أبواب الأعمال الخيرية.
وأوضح معاليه في معرض تصريحه الصحفي ان هذه الصناديق الوقفية التي تدرسها الوزارة حالياً تمهيداً لإنشائها تهدف إلى دعوة الناس إلى الإسهام فيها؛ لتكون هناك أوقاف متنوعة تلبي حاجات الناس، مشيراً معاليه إلى ان هذا العمل الخيري من باب إعانة الناس على الخير، وفتح أبواب البر لهم، وهذا سيحقق بإذن الله تعالى جزءاً من رسالة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في رعاية الأوقاف الموجودة، وكذا في حث الناس على الوقف.
وأبان معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ان هذه الصناديق الوقفية الخيرية التي تعتزم الوزارة إقامتها بحول الله تعالى قريباً في جميع مناطق المملكة سيكون لها إن شاء الله برنامج عمل مدروس ومتكامل ومتنوع يكون لكل منطقة ما يخصها بحسب حاجة الناس فيها، وما يريده الواقف وما يريده المتبرع.
وقال معاليه: إن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من منطلق اختصاصها وواجبها تجاه الأوقاف في داخل المملكة، فإنها تسعى بجد وبعمل دؤوب إلى إحياء سنة الوقف، وتشجيع الناس على العمل على الصدقة الجارية، وإيجاد الأوقاف الإسلامية التي تنفع المسلمين، وذلك استحضارا منها للنصوص الشرعية التي أمرت بذلك، وحثت عليه، كقول الله تعالى: {لن تناولوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، وقوله عز من قائل: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب، ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل}، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث) وذكر منها الصدقة الجارية...، ويدخل فيها الأوقاف. وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقول جابر: «لم يكن منهم ذا مقدرة إلى وقف، يعني جعل وقفا له في سبيل الله تعالى»، هذه الرسالة كانت قديماً هي محط أنظار الناس في ان الأوقاف بجميع أنواعها هي التي تلبي حاجة المجتمع، وتلبي حاجة المسلمين وتساعد الدولة الإسلامية في التكاتف والتنمية، وفي إعطاء ما يحتاجه المسلمون.
وأثنى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ على الدعم المنقطع النظير ا لذي تجده الأوقاف من لدن قيادة هذه البلاد المباركة وأبواب الخير التي ينتفع بها المحتاجون، مبرزاً عناية الوزارة واهتمامها كبيرة بالأوقاف، حيث اعتنت بالأوقاف عناية بكيرة، حيث خصصت أوقافاً خيرية خاصة بمصالح حكومية معينة وإما جهات بر، أو دعوة، أو على تحفيظ القرآن الكريم، أو للدعوة إلى الله داخل المملكة، أو في خارجها، أو غيرها.
وشدد معاليه على أهمية التزام الوزارة بتنفيذ شروط الواقفين، وكيفية صرف الأموال المحصلة من غلال الأوقاف، مبينا ان ذلك أمانة في أعناق المسؤولين في مجلس الأوقاف الأعلى، وزارة الشؤون الإسلامية، وكذلك الوزير أيضاً مخاطبا برعاية هذا الجانب، كما أكد معاليه على ان صرف الأموال المحصلة من غلال الأوقاف هو واجب ولايجوز تجميدها أو رصدها دون صرفها في مصارفها الشرعية الخيرية العامة.
كما أبدى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ترحيب الوزارة بمشاركتها مع أية مؤسسة خيرية، أو أية مؤسسة أو شركة خاصة وأهلية ممن يريد أصحابها ان يقيموا وقفاً، أو ان يتبرعوا بعمل خير، وذلك بالاشتراك عن طريق ممثلها لتقديم ما يحتاجونه من الدراسات، والرؤى الشرعية لما للوزارة من خبرة طويلة في هذا المجال، مشيراً في الوقت نفسه إلى ان الوزارة تعرض خبرتها في مجال الوقف على جميع المؤسسات الخيرية وعلى جميع القطاعات الموجودة في المملكة التي تريد ان تقف أوقافاً في هذا المجال.
ونفى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ ان يكون لدى وزارة الشؤون الإسلامية أي تنظيم أو رغبة أو تشوُّف إلى أنها تأخذ الأوقاف من أيدي الناس، إلا الوقف الضائع الذي لم يتصرف فيه الناظر تصرفا صحيحاً، وكانت جهته مقطوعة، ولايتبع المحكمة الشرعية، عندها فإن الجهة المسؤولة عنه هي الوزارة أو من أخل بعمله في الوقف فإننا نتابعه ونمنع التصرفات السيئة في الأوقاف.
ومن جهة أخرى، كشف معاليه في تصريحه عن جهود الوزارة في المساعدة والإسهام في عمل الأوقاف الإسلامية في خارج المملكة قائلاً: إن الوزارة أحيت، أو ساعدت ودعت إلى إقامة أوقاف إسلامية في خارج المملكة، وخاصة الأوقاف التي يكون فيها نفع للمراكز الإسلامية، والمدارس الإسلامية، أو الجهات والمشروعات التي تكون في بعض البلاد، إما مدارس، أو معاهد، أو مكتبات، أو مراكز ترجمة، أو نحو ذلك؛ لأن التبرعات قد تنقطع يوماً ما، ولكن الأوقاف هي الأساس شرعاً؛ لأنها هي التي تبقى في ذلك.
وحث معاليه المتبرعين وأهل الخير على النظر نظرات جادة في إقامة المشروعات الوقفية على العمل الصالح الذي يختارونه في مختلف الأعمال الخيرية، مثل: رعاية الأيتام، ورعاية الأطفال المعوقين والمحتاجين والفقراء والمساكين، ورعاية الأرامل والمحتاجين بجميع أنواعهم وأصنافهم، وكذلك إقامة الأوقاف الخيرية على الصحة واعمال الدعوة إلى الله تعالى، وعلى العناية بالقرآن الكريم وعلى جمعيات تحفيظ القرآن الكريم الخيرية في مختلف مناطق المملكة، وكذا صيانة المساجد ورعايتها.
وأكد معاليه على أن منطلق الوزارة في هذا كله مبني ومنطلق من أصول شرعية ثابتة، ولا بد للناس ان يتنبهوا لذلك، وان يسعوا في تحقيق هذا المقصد الشرعي العظيم بما يحقق للجميع النفع في الدنيا والآخرة.
|
|
|
|
|