| متابعة
* القاهرة واس:
تداعيات عديدة شهدها العالم العربي خلال عام 2001 أهمها آثار أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحضاريا، وحشد الجهود لمكافحة الارهاب الدولي، كما شهدت نهايات العام اعلان الرئيس عرفات رسميا عن وقف اطلاق النار لتفويت الفرصة على ارييل شارون لتصفية السلطة الفلسطينية والكوادر والمؤسسات الوطنية الفلسطينية.
كما تميز العام بانعقاد أول قمة عربية في مارس في عمان في إطار آلية الانعقاد الدوري المنتظم للقمم العربية والتي أقرتها قمة القاهرة 2000 في حين شهدت الساحة العربية تفاعلات عديدة وانعقاد عدد وافر من المجالس العربية على مستوى وزراء الخارجية وكذلك المؤتمر الوزاري الاسلامي مرتين في عام واحد لمتابعة تطورات الاوضاع في الاراضي المحتلة وأفغانستان. كما شهد العام نفسه تعيين سادس أمين عام للجامعة العربية وهو عمرو موسى واطلاقه منظومته لاعادة هيكلة الجامعة العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك.
ولعل أبرز أحداث العام المنصرم هو التغلب على العقبة الازلية في دورية انعقاد أعلى هيئة في مؤسسة العمل العربي المشترك وهي القمة العربية حيث عقدت أول قمة عربية في إطار آلية الانعقاد الدوري المنظم للقمة العربية والتي تم اقرارها في أكتوبر 2000 بالقاهرة تم عقد أول قمة في عمان حسب الترتيب الابجدي لاسماء الدول العربية الاعضاء وستعقد القمة القادمة في بيروت مارس 2002 بعد تنازل الامارات العربية المتحدة عن شرف استضافة القمة الثانية إلى لبنان وذلك في إطار اظهار الدعم العربي للبنان حيث تجرى حاليا الاستعدادات بين الجامعة العربية ولبنان للتحضير لهذه القمة الثانية الدورية.
وما يميز اجتماعات القمم العربية الدورية وهو ما ابتدعته قمة القاهرة غير العادية عام 2000 والتي شكلت لجنة وزارية عربية باسم لجنة المتابعة والتحرك ترأسها الدولة رئيس القمة لعقد اجتماعات وزارية وعلى مستوى المندوبين بشكل دوري شهري لمتابعة تنفيذ قرارات القمة في مختلف المجالات وفي مقدمتها الدعم العربي المالي المقدم منها لدعم الانتفاضة وفق الموارد المالية المخصصة لصندوقي القدس والاقصى.
وتميزت جهود لجنة المتابعة الوزارية العربية بالجدية في متابعة تنفيذ قرارات القمة لتخرجها إلى حيز التنفيذ بدلا من ان تكون حبراً على ورق مثل القرارات السابقة والدليل على ذلك ان الاثنتي عشرة التي أعلنت التزامها بتقديمها 70 في المائه من موارد الصندوقين حيث تعهدت في اجتماع وزراء المالية الطارىء الذي عقد في نوفمبر 2000 تقديم 693 مليون دولار من أصل مبلغ المليار دولار وبنهاية العام 2001 سدت 665 مليون دولار من أصل 693 مليون دولار وسددت غالبية الدول مساهمتها وهي السعودية 250 مليون دولار والكويت 150 مليون والامارات 135 مليون وقطر 50 مليون والجزائر 30 مليون دولار ومصر 20 مليون واليمن وسلطنة عمان كل منهما عشرة ملايين دولار وسوريا 7 ملايين والبحرين 3 ملايين دولار والاردن 2 مليون دولار.
لقد كانت أهم الاحداث العالمية التي اثرت على المنطقة العربية والعالم الاسلامي أحداث الحادي عشر التي وقعت في نيويورك وواشنطن حيث تضافرت الجهود الدولية لمكافحة الارهاب وبدء توجيه الضربات العسكرية الامريكية والبريطانية إلى افغانستان وما رافقه ذلك من تفاعلات سياسية وإعلامية وحضارية وثقافية عالمية لتشويه صورة العرب والمسلمين والصاق صورة العربي والاسلامي بالعنف والارهاب.
وواكب هذه الحملات التشويهية جهود عربية وإسلامية سياسية وثقافية حيث عقد وزراء خارجية الدول العربية والاسلامية اجتماعا في شهر أكتوبر الماضي بالدوحة لتدارس المواقف العربية والاسلامية بشأن مكافحة الارهاب الدولي ورفض توجيه هذا التحالف الدولي الذي تم تشكيله لضرب أي دولة عربية او اسلامية كما دعا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى المفكرين والمثقفين العرب لتشكيل هيئة للدفاع عن الهوية العربية والاسلامية والحضارتين الاسلامية والعربية في العالم الغربى وأمريكا واليابان والصين.
ومن أبرز الامور السلبية التي شهدها عام 2001 هو استغلال إسرائيل ومن يساندها في بعض الدول الاوروبية وأمريكا لاحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر لتشبيه انتفاضة الشعب الفلسطيني بما يحدث في افغانستان وتشبيه ياسر عرفات بابن لادن واستغلال الاجواء العالمية السلبية ضد العرب والمسلمين لتصعيد عدوانها ضد الشعب الفلسطيني ومؤسساته وكوادره الوطنية.
وقد اسفرت الضغوط الدولية وبخاصة الاوروبية والامريكية على السلطة الفلسطينية اعلان الرئيس عرفات هذا الشهر وقف اطلاق النار وتفكيك مجموعتي حماس والجهاد حيث أعلنا التزامهما بالوقف المشروط للعمليات داخل إسرائيل لتفويت الفرصة على شارون حتى لا يسقط السلطة الفلسطينية ويفككها. ولعل أخطر ما حدث في العدوان الإسرائيلي المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني هو استخدام إسرائيل للاسلحة الامريكية الصنع من طائرات (اف 16) و(اف 15) وطائرات الاباتشي وصواريخ أرض أرض وزوارق حربية دون ان تبدي الولايات المتحدة أي اعتراض رسمي.
ومن الآثار التي تعتبر ايجابية لاحداث 11 سبتمبر هو اعتراف الولايات المتحدة بحق الفلسطينيين في اقامة دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل وتأكيد وزير الخارجية الامريكي كولين باول في خطابه الشهير بشأن الوضع في الشرق الاوسط والذي أعاد فيه تأكيد التزام الولايات المتحدة بالمصطلحات القانونية والشرعية الخاصة بالمنطقة والتأكيد بأن القدس الشرقية هي أراضٍ عربية محتلة عام 1967م.
كما تميز عام 2001 بتعيين سادس أمين عام للجامعة العربية السيد عمرو موسى في 16 مايو الماضي لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد خلفا للدكتور عصمت عبدالمجيد الذي شغل المنصب عشر سنوات متصلة وتناثرت في المنطقة العربية الآمال في شخص الامين العام الجديد لينقل بيت العرب مرحلة جديدة بعد مرور نصف قرن على انشائها خاصة وان القادة العرب في قمة عمان كلفوا الامين العام وضع التصور اللازم لاعادة هيكلة وتطوير الجامعة العربية وقد وضع الامين العام خطه لتطوير منظومة العمل العربي المشترك تتضمن عدة عناصر منها اختيار شخصيات ذات ثقل في المجتمع العربي يتم تفويضها لتولي مسؤولية العمل العربي في مجالات محددة ووافق المسؤولون العرب على زيادة الموارد المالية لميزانية الجامعة العربية بنسبة 23 في المائه فقط بدلا من نسبة 100 في المائة التي طرحها الامين العام مما يطرح تساؤلات حول جدوى خطة التطوير التي طرحها الامين العام وتتطلب موارد مالية كافية لتنفيذ هذه الخطة كما بقيت نسب التحفظ والعجز في السداد لبعض الدول العربية في ميزانية الامانة العامة كما هى مما يعني نسبة الفاقد 27 في المائة من الميزانية.
ولقد كان استخدام الولايات المتحدة حق النقض الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع القرار حول حماية الشعب الفلسطيني وارسال مراقبين دوليين من الامور السلبية مما يؤكد انحياز الولايات المتحدة الاعمى خلف القيادة الإسرائيلية أدى إلى ازهاق أرواح المئات من الابرياء وجرح الآلاف ورغم ذلك فان الولايات المتحدة لا تزال تكافىء التطرف الإسرائيلى وتوفر له الحماية السياسية وتعطيه الضوء الاخضر ليمضي عكس ارادة المجتمع الدولي.
كما شهد العام المنقضي عقد عدة اجتماعات لوزراء الخارجية العرب سواء بشكل دوري في مارس وسبتمبر أو بشكل طارىء في شهري يوليو وأغسطس وأكتوبر وديسمبر وسبتمبر لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومؤسساته وقياداته ومقدساته.
ولاشك ان أحداث عام 2001 ستبقى تأثيراتها تتفاعل خلال العام الجديد سواء جهود مكافحة الارهاب وتطورات الاوضاع في فلسطين في ضوء الموقف الفلسطينيي الجديد بوقف اطلاق النار وما إذا كان سيتم بلورة الموقف الامريكى بخصوص قيام دولة فلسطينية سيرى النور أم لا وتساؤل عما إذا كان التوافق الدولي بشأن مكافحة الارهاب سيبقى إذا تم توجيه ضربات عسكرية ضد بعض الدول العربية والاسلامية.
|
|
|
|
|