| الاقتصادية
أخيراً ظهر نوع من التسويق نستطيع أن نطلق عليه مسمى التسويق المشبوه بمعنى فرض المنتج أو الخدمة بقوة الغريزة ومفعول الشهوات ولعبة اليانصيب والخداع والاحتيال والضحك على الذقون، ، بدلاً من ممارسات المزيج التسويقي المعروفة بالميل نحو الإقناع بعقلانية والتنافس بأخلاقية والعمل على جذب العميل باحترافية ومهنية شديدة، بدأت الشرارة التي أفرزت هذا النوع من التسويق عندما قامت القنوات الفضائية بتوظيف كل ما تستطيع من دجل ودبلجة وقوارير وإغراءات سطحية وبرامج من فصيلة الغثاء ومسابقات من نوعية «متسابق ما فهمش حاجة»!! وغيرها لجذب المشاهدين خلال فترات الذروة في شهر رمضان الخير والإيمان والبركة والعتق من النار،
لقد أفرز صراع القنوات الفضائية تسويقاً سامجا لا يتناسب البتة مع روحانية الشهر الفضيل ولا يتوافق مع قيم ومفاهيم وأخلاقيات المشاهدين المتلقين لسيل جارف من الغثاء و«السح الدح أمبو»!! قسريا خاصة مع تواضع واختفاء البدائل الجيدة، وقد تسببت هذه القنوات بلهاثها الساخن خلف المادة والإعلان وبعدها المتعمد عن البرامج الجادة والجدية إلى انحدار الذوق العام وفقدان الثقة والمصداقية في هذه الوسائل مما يهدد بفقدان أهميتها الإعلانية وبريقها التسويقي،
ومن المؤسف أن كبريات الشركات المعلنة تشجع مثل هذه النوعية الرديئة من الإنتاج الفضائي عندما تتسابق هي الأخرى على رعاية وتبني برامج الخواء ومسابقات اليانصيب ومسلسلات المسخرة والتنابز والكاميرا الخفية وغيرها، والخطر لن يكون على أولئك الذين قبضوا الثمن وأنتجوا ولكن سينصب على منتجات هذه الشركات نفسها التي سيربطها المشاهد بالتفاهات والسماجات والتعديات التي يشاهدها، ، ثم من يملك «مساحة» لتنظيف الانطباعات والإرتباطات الذهنية التي يكونها المشاهدون؟!
أعتقد أنه من الخطر الجسيم أن تربط شركة ما منتجها أو خدمتها ببرنامج يصر مقدمه على التحدث بلهجة محلية خاصة ويقدمه للعرب في كافة أصقاع الأرض أو أن تربط شعارها ببرنامج مسابقات يقوم على لعبة مكشوفة هدفها التكسب من اتصالات المشاركين المهووسين بالجائزة أو أن تخلق علاقة راسخة مع مسلسل استعراضي يحفل بكل أنواع المجون المخالفة لقيم المتلقين وعاداتهم وأعرافهم، ، الخ،
التسويق عملية خطرة لأنها تكون انطباعات لا تنمحي بسهولة لذا يتوجب الحرص الشديدعلى اختيار الوسيلة والبرنامج والأسلوب علاوة على أمور أخرى لها علاقة بتصميم الرسالة الإعلانية شكلاً ومضموناً وبثها توقيتاً ومكاناً الخ،
صراع من نوع مختلف
ونحن نتحدث عن القنوات الفضائية لا يجب أن ننسى الصراع المحتدم بين القنوات الإخبارية بعضها مع بعض ومع القنوات المنوعة التي تهتم بالأخبار والبرامج الحوارية خاصة مع الأجواء السياسية الساخنة والتقطيع المتواصل في جسد الأمة التي أعادت سيرة «الرجل المريض» مرة أخرى، لقد اكتسحت الجزيرة الفضاء الأخباري حتى جاءتها الصواريخ ثم أخلت الجو لقنوات أخرى يبدو أنها تدار من أوكار وليس من مراكز إعلامية محترمة، واللبيب بالإشارة يفهم،
sunotaibi@yahoo، com
|
|
|
|
|