| العالم اليوم
تؤكد الأحداث المعاصرة التي تتوالى هذه الأيام، كم كان أسلافنا العرب حكماء وهم يطلقون الحكم والأمثال ومنها قولهم «شر البلية ما يضحك».
ومن البلاوي التي تصيب المرء بالضحك.. وحتى الضحك الهستيري ما يتعرض له المسافرون جواً، وخصوصاً الذين يقصدون الولايات المتحدة الأمريكية.. فعلى المسافر إلى هذا البلد ان يكون متواجداً في المطار قبل إقلاع الطائرة بثلاث ساعات وعليه ان يصطحب معه حقيبة فالمسافر بدون امتعة لا يسمح له بالسفر وعليه ان يكون مؤدباً وعاقلاً وأن يكون حذراً لا يقوم بأي حركة أو تصرف يجعل رجال الأمن في المطار الذي يتوجه منه يشكّون فيه، وداخل الطائرة، وعند الوصول إلى المطار الأمريكي، وألا يتفوه بأي كلمة لا تعجب طاقم الطائرة ولا في المطار، وعليه ان يكون هادئاً، لذلك فعليك ألا تظهر الخوف حتى وإن كنت تخاف من ركوب الطائرات ولا تسرف في طلب أدوية صداع الرأس أو المشروبات وكن حذراً ولا تضايق المضيفين بطلبات إضافية والأهم ألا تكون كثير الحركة وتقلل من استعمال حمامات الطائرات.
أما ما يجب ان تكون عليه ملابسك بما فيها الحذاء، فقد أصبح رجال الأمن يشكُّون بعد محاولة مختطف إحدى الطائرات الأمريكية تفجير حذائه أصبح رجال الأمن يشكُّون في الذي يرتدي ملابس كثيرة وطبعاً على العربي ألا يغامر بلبس ملابسه الوطنية على طائرة أمريكية أو أوروبية، فرجال الأمن وطاقم الطائرة يشكُّون بوجود قنبلة أو مسدس تحت الطاقية أو الغترة وعليك ان ارتديت «بذلة» ألا يكون الحزام عريضاً وألا يكون محلى بقطع معدنية اذ سيعتبر الحزام سلاحاً يدوياً وستكون تحت طائلة شك وربما تُحتجز ويطلب منك خلع ملابسك إلى درجة التعري إذا ما غامرت ولبست حذاء ذي رقبة أو من الأحذية الكبيرة رغم ان الذي جلبها وروجها هم الأمريكيون أنفسهم الذين كانوا أول من ابتدع حذاء الكاوبوي الذي أصبح عنوانا للشك في المطارات والطائرات. وهناك قائمة طويلة من المحظورات السلوكية والملابس والحاجيات لا يمكن سردها جميعا لأنها طويلة ولكن الأكثر أهمية عند الأمريكيين ألا تكون سحنتك سمراء وعيونك سوداء فعندها ستكون متهما حتى تثبت نظافتك من أدوات الإرهاب والنوايا، وهذا لا يتم إلا بالتفتيش الذاتي والمراقبة الدقيقة حتى تغادر بلادهم.
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|