أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th December,2001 العدد:10682الطبعةالاولـي الخميس 12 ,شوال 1422

الريـاضيـة

إدارة التصريحات والبحث عن السراب
من العجيب والغريب أن شريحة ليست بالقليلة من وسطنا الرياضي تجدهم يتحلون بالصبر وطول الأمل والسباحة في بحر الأماني ولكن المصيبة تكمن عندما تجد أن هذه الفئة مغلوب على أمرها، تفتقد لحرية الرأي، أجبرهم عشقهم الأعمى على السير وراء من «يحلمون» انه سيحقق أمانيهم.
فمن خلال العقد الأخير الذي مر به أحد الأندية نجد أن حالته مع جماهيره أشبه ما تكون بمن يأمل بالمستحيل، ففي جهة نجد الجماهير المتعطشة لمجد أو بطولة أو إنجاز لفريقها تباهي به غيرها من الجماهير، وفي الجهة الثانية نجد إدارة تغرد بإطلاق التصاريح، وتأمل بالوعود وتهدد بالويل للخصوم، فقبل كل موسم رياضي يخرج أحد مسؤولي هذا النادي ويبدأ بتكرير الموال وبنفس الأسطوانة، وإذا عدنا إلى هذه التصاريح نجدها معدة ومدروسة قبل بداية الدوري، إضافة إلى أن هناك توقيتاً لإطلاقها وجدولاً لمن سيقوم بتصريحها، فمثلاً قبل بداية الموسم، تصرح بأنها «ستجلب جهازا فنيا خبيرا ومحترفين على مستوى عالمي وأن جميع البطولات القادمة ستكون من نصيبها»، وبعد هذه التصاريح تعيش الجماهير على أمل الفوز وأطلال المجد والبطولة.
ثم يبدأ الدوري مسلسل احتقار الفرق والتقليل من شأنها، إضافة إلى حرب الحكام والتشكيك بنزاهتهم، بعدها يأتي موعد التصريح الثاني ولكن متى؟ بعد خسارة الفريق لنتيجة المباراة فنجد أن فحوى التصريح «الحكم تجاهل احتساب ضربتي جزاء للفريق وتحامل على لاعبينا وجامل خصمنا على حساب فريقنا»، وبدلا من أن تبحث الجماهير عن أسباب الخسارة، نجدها للأسف تنجرف وراء تصريحات الإدارة وتسلم بما تقول.
ثم يأتي موعد التصريح الثالث عندما يخسر الفريق أي مباراة نهائية، فالتصريح المعمول به هنا «أن فريقهم هو البطل الحقيقي للبطولة، وقد لعب الحظ والتحكيم مع الخصم حتى أوصلاه لتحقيق الكأس»، بعدها نجد الإدارة تمتص غضب الجماهير بالأماني والوعود وتقنعهم بأن ناديهم هو البطل ولكنه غير المتوج، في المقابل الجماهير لا حول لها ولا قوة إلا أن تصدق ما تقوله الإدارة، فالعيش ولو بجزء من الأمل خير من اليأس والانكسار.
أما التصريح الرابع فهو تصريح استثنائي، تطلقه الإدارة متى ما دعت الحاجة، ويضاف لهذه التصاريح النارية شائعات تروجها الإدارة لإشغال الجماهير بها عن إخفاقات الفريق ومشاكله الداخلية ومن أبرز هذه الشائعات والمشاكل المختلفة، مشكلة العقارب والثعابين والتعاقد مع اسبريلا وقضية آرثر ومكتب العمال وغيرها.
والسؤال هنا: لماذا هذه العلاقة بين جماهير الوهم وإدارة الغموض؟
الإجابة على هذا السؤال بيد مسؤولي النادي أنفسهم، فهم الذين أوصلوا جماهيرهم لهذه المرحلة التي افتقدت فيها شمس الحقيقة، فلماذا لا يفرض المنطق نفسه وتكون المصداقية مع الجماهير هي سيدة الموقف في جميع الأحوال وعلى كل الظروف، فهل هذه الإدارة تعتقد أن جماهيرها على هذه الدرجة من السذاجة حتى تصدق كل ما يروى وفي جميع المناسبات، أم أنها تؤمن بالحقيقة وتتكتم عليها بمحض إرادتها وتغرد بهذه التصاريح لإشغال الجماهير لا أقل ولا أكثر.
كما أسلفت سابقا بأن هذا الموال موال التصاريح والشائعات يتكرر مع هذه الإدارة كل موسم وتكون ضحيته الجماهير المغلوب على أمرها، فهل نشهد هذا الموسم إعادة لهذه الأسطوانة أم تفيق الإدارة من غفوتها وتواجه صحوة الجماهير! إذا كان هناك جماهير حتى الآن؟!.
صالح بن عبدالله الرومي - الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved