| الريـاضيـة
لو تأملنا في الدور الذي قامت به رعاية الشباب في دعم التربية الوطنية في مرحلة مبكرة، لوجدنا أنها حققت أهدافا مهمة في ترسيخ ذلك لدى أجيال الشباب الذين هم رجال اليوم. فالوطن هو هويتنا التي تحتاج منا بذل كل مانملك في سبيل عزتها وكرامتها. والمملكة العربية السعودية وطن متميز في منهجه الذي يسير عليه، ويستوجب منا ان نراعيه في سلوكياتنا وتعاملنا مع كل حدث نمر فيه.
ونحمد الله كثيراً ان مسألة مهمة نأخذ بها في نشأة شبابنا وهي إعلاء كلمة التوحيد التي خطت في رمز أمتنا. فإذا كانت كلمة الوطن مرادفة لكلمة هوية فإننا مطالبون بأن ينشأ أبناؤنا نشأة وطنية نقية لها معاني ديننا الإسلامي الحنيف.
هناك صور متعددة تظهر فيها آثار التربية الوطنية المنشودة، فقد سعت الدولة ممثلة في وزارة المعارف في ترسيخ مفهوم التربية الوطنية بعد ان تنبهت إلى أهمية هذا الجانب واختلط الفهم عند بعض النشء نتيجة لمؤثرات خارجية استغلت الجانب الديني في تشتيت الهوية، حتى ان فئة من شبابنا دفع الثمن غالياً نتيجة اندفاعه وراء تلك المؤثرات التي تحاول ان تستغل العقيدة الراسخة في قلوبنا من أجل هز كياننا الوطني وتشتيت شمل الأمة.
ولكني في هذه المقالة أحاول جاهداً أن أنبه إلى مسألة حماية الهوية الوطنية من خلال تفعيل التربية الوطنية. فمازالت هذه المسألة تحتاج منا إلى مضاعفة الجهد من أجل أن نضع شباب أمتنا بتلك القوة الإيمانية التي تساعد على التضحيات من أجل الوطن. والابتعاد عن المؤثرات التي تنادي بشعارات لها بريقها الديني والعقائدي تثير العواطف الجياشة، ولكنها تخلو من البناء النفسي السليم الذي يراعي الكثير من الجوانب التي تمس الكيان الوطني ان الشباب المندفع نحو هذه الشعارات لم ينبه إلى المعاني الوطنية وحاجة الوطن إلى استمرار الأمن والاستقرار اللذين تنعم بهما بلادنا واللذين من ثمارهما رغد العيش.
سأتحدث بإيجاز عن بعض الحاجات لدعم التربية الوطنية وان كنت لست بصدد التوسع في الحديث عن هذا المفهوم الذي تنشده في ظل الظروف التي يعيشها العالم. فالتربية الوطنية اليوم بحاجة إلى ان يمارسها أبناؤنا بشكل عملي، وهنا أطالب القائمين على مناهج التربية الوطنية بالاستفادة من العودة لتجربة وزارة المعارف قبل عشرات السنين، فقد مارس النشء في ذلك الوقت تنظيف المساجد والشوارع والمرافق العامة، وشارك النشء في تنظيم حركة السير وممارسة أعمال الزراعة ونشاطات أخرى مختلفة. فحققت في اعتقادي هدفاً تربوياً هاماً جنى الوطن ثماره في رجال اليوم المخلصين.
* الوفود الطلابية للتشجيع الرياضي
وإذا عدت إلى رعاية الشباب فإن هناك نشاطات مهمة يمكن من خلالها ان نحقق أهداف التربية الوطنية المنشودة فأين طلبة المدارس من الدورات الرياضية التي تقام في المملكة، فلو عادت بنا الذاكرة إلى دورة الخليج الثانية لوجدنا ان جيل الطلبة الذي شارك في حفل الافتتاح يدرك الكثير من المعاني الوطنية والواجبات المنوطة بأبناء الوطن في مثل هذه المحافل. إن ابني وابنك تواق لأن يشارك بأي دور طلابي يكلف به على اعتبار أن المجال الرياضي يسيطر على تفكير أبنائنا بشكل يمكن استغلاله لتحقيق غايات وطنية سامية. فبين وزارة المعارف ورعاية الشباب ووزارة التعليم العالي مجالات كثيرة يمكن الاستفادة منها لدعم التربية الوطنية.
فالمملكة ولله الحمد أصبحت تتمتع بحضور رياضي كبير في المحافل العالمية والإقليمية، ولكننا بحاجة إلى ان نفكر في تفعيل هذا الجانب الوطني التربوي المهم.
واختتم طرحي بمقترح يتمثل في تشكيل مايمكن تسميته بالوفود الطلابية للتشجيع الرياضي فالطلبة المتفوقون والعناصر الطلابية المتميزة في السلوك يمكن ان يكون لها تواجد مع وفودنا الرياضية من أجل التشجيع، وترسيخ مفهوم الوطنية. وما أجمل أن يشعر الأبناء بأن الوطن في قلوبهم بعد ان كانوا هم في قلب الوطن.
|
|
|
|
|