أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th December,2001 العدد:10682الطبعةالاولـي الخميس 12 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

نريد أدباً مسموعاً!!
انتصرت لنفسي ولقلمي عندما هممت ولمجرد التفكير بكتابة هذه الأسطر الماثلة أمام أعينكم، ولتُبِيْن عن ولادة فكرة فريدة من نوعها.. صفقت كثيرا عندما أنهيت ارهاصات هذه الفكرة.. ولأني أدرك فائدة ونتاج سيرها في مجتمعنا المتحضر المتعطش لخلق وايجاد مثل هذه الأفكار عبر الواقع المعاش.. لذا فكرت وكتبت مجرد رأي واقتراح.. وكم من نظرات الشفقة والعطف لمثل هذه الأفكار المؤودة!! والتي لم تلق التشجيع والهتاف!! قلة من الناس تستهوي القراءة، بل إن الكثرة الكاثرة تقرأ ولمجرد المتعة لا الفائدة.. كل ما يعنيهم تتبع أخبارهم وأخبار المناطق وأحوال التعليم عبر الصحف المنتشرة!! وإذا ما بحثنا في خزانة الأدب وقراءة كتب العلم ومآثر العرب.. فقلة منهم يبحث عن ثراء العقل والروح والخلق في كتب مفيدة من كتب العلم والأدب.. وإن كانت تبحث عن ذلك فهي تضل طريقها.. وإن اهتدت إليها فهي مجحفة في حقها.. سويعات إن لم تكن دقائق معدودة ثم لا تلبث أن تمج الكتاب بأكمله!!.. لم ذاك!؟ لأنها لم تمنح لذائقتها الفكرية إن وجدت سوى ثلث ثقافة.. إن لم تكن أقل من ذلك بكثير.. إلى هنا نخلص إلى طريقة.. نفتح بها عقولاً سامجة.. طريقة تثري عقولاً متجمدة.. بأي وسيلة كانت!! ولجهل البعض بأمور دينهم الذي يجعلهم يستثقلون مجرد البحث في الكتب عن قضية من قضاياهم الدينية، هذا من جانب، ولهدف الوعظ والإرشاد من جانب آخر توفرت أشرطة «الكاسيت» السمعية وبقالب وعظي في جانب منها.. وفيه تتبع محاضرات أئمة الدين لبسط أمر شريعتنا السمحة.. ولطالما ظل السماع أخف مشقة وعنتاً من مجرد أخذ همة «وزغللة» العينين من أجل تصفح كتاب.. لذا كان حرياً بنا أن نسير وفق ما تهواه الأنفس.. ونساير الركب ثقافياً واجتماعياً.. والأسواق اليوم تعج بالمؤسسات السمعية عبر أشرطة الكاسيت المسموعة في شتى الفنون!!
ولكن.. هل فكرنا في يوم من الأيام «بأدب مسموع» عبر هذه الأشرطة.. وبأن أدباً مسموعاً غزا أسواقنا؟.. مالنا وللبحث في الكتب عن آثار الأدباء والشعراء.. هذا ما يقوله الكثير الكثير من فئات البشر.. فالقراءة وبِنَهمْ معدومة هذه الأيام!! ولا يستعاض عنها من أجل ملء عقول خاوية «بالثراء الأدبي والروحي والخُلُقي» إلا بالشريط المسموع.. عندها تمنيت أن اسمع بمؤسسات واستديوهات سمعية أدبية تنقل لنا آثار وخلاصة كلام أدباء ومفكرين.. تحت أديم الأرض وليس لنا إلا أحياء تراثهم لنُبقي كلماتهم تهمس بنبض الروح فيها. عبر كتب تنطق بأفكار وأسماء أموات سابقين.. وكتَّاب محدثين. ولن يحدث ذلك إلا عن طريق نشرها بالسماع طالما أن الغبار جاثم على كتبهم!! فضلاً عن أن تراث أمتنا الأدبي هو مستودع أفكارها الحيَّة، ومشاعرها المتجددة، ورؤاها البعيدة، وآرائها في الحياة والأحياء.. وهمنا من إحياء التراث سماعياً هو محاولة الارتباط بهذا التراث حضارياً وثقافياً.. وليدرك الإنسان المعاصر عن وعي وعن علم مكانه في مجرى التاريخ الكبير، وموكب الحضارة المتجدد، وهذا الرأي يقودنا إلى التأكيد على عملية التواصل الدائم بين ماضي الإنسان وحاضره، فأهمية التراث لا يعتورها الريب ولا يتطرق إليها الشك، وفي رأيي المتواضع أن قيمته لا تنحصر في ارتباطه بفترة من الزمان مضت، بل لأن تأثيره لا يزال ماثلاً في الأجيال الحاضرة على الرغم من الأبعاد المكانية والزمانية الشاسعة التي تفصلها عنه. وما أروع أن نستطلع عبر «أدبنا المسموع» إن تحقق صور ماضينا، وممكنات حاضرنا، وآفاق مستقبلنا من خلال دراسات الأدباء في عصرنا هذا والتي تردم هوة الزمان الفاصلة بين الماضي والحاضر، وبذلك توحد الأمس بالغد، وتشعر الإنسان المعاصر بجذوره الممتدة في أعماق التاريخ.
فمن يسمع ندائي «نريد أدباً مسموعاً» ينقل هذه الكتب والتي تضم فنون الأدب وأخبار العرب.. وبصوت أدبائنا في العصر الحاضر.. ولعل مفتاح هذه الفكرة ومثولها إلى أرض الواقع لدي.. رأياً.. وحاضراً.. حيث لا يتأتى ذلك إلا بقراءتهم في ندواتهم ومجالسهم الأدبية لعصور أفلت في تراثها وتاريخها العربي والأدبي على مر العصور.. وأيضاً عن طريق رصد شامل لأنشطة الأندية الأدبية في بقاع المملكة والتي لا نلحظ لنشاطها تميزاً يذكر.. أين تفعيل دورها كمنشأة أدبية ثقافية؟! أين تفعيل الأنشطة؟ لا نرى نشاطاً يتفاعل فيه المواطن ثقافياً.. حتى ندواتهم غير مسموعة!! فكيف تنتج جهودهم ثماراً يانعة طالما أنشطتهم منغلقة على فئة ممن لهم اسهاماتهم الأدبية عبر تلك الأندية.. فكان عليهم إن لوحظ الوجوم من لمواطنين بث الحوافز لتفعيل دورهم عبر هذه الأندية الأدبية.
أيضاً لنواكب الأدباء والنقاد والشعراء مواكبة دقيقة عبر ما يلقى في فعاليات الجنادرية السنوي.. حيث هو ملتقى الأدباء والشعراء والكتَّاب والمشاهير والشخصيات الكبرى من مختلف بقاع العالم أجمع.
فلماذا نفوِّت الفرصة على أنفسنا.. ونفقد صوتاً أدبياً مسموعاً يثرينا أدباً وخُلُقاً..؟
* فاصلة: هذه فكرة أطالب بإنشائها وتحققها في المستقبل القريب.. فهل من مجيب!! أو هل ترى النور قريباً؟ حبذا.. ويا ليت!!
وفي الختام: أرجو أن يكون حرفي مقروءاً وصوتي مسموعاً لديكم.. على أمل تحقق «الأدب المسموع».. والله من وراء القصد.
بقلم أ/ سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي
محافظة المذنب


أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved