| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
المعرفة دائما تستدعي الكتاب، واذا ما تحدثنا عن الكتاب فلابد ان يتبادر الى أذهاننا الأم الرؤوم للكتاب وهي المكتبة.. ولا شك ان المكتبة بعد ان كانت حكراً على قلة معينة من أفراد المجتمع أصبحت اليوم في متناول ايدي الجميع سواء من أجبر على ارتيادها أو من ارتادها طوعاً.
ولاشك ان المكتبة تواجه نقصا في أسهم الجذب نظراً لتطورات المرحلة على الرغم من ان أي مشروع ثقافي يكون مستمدا في الاصل من مجموعة كتب والتي لا توجد مجتمعة الا في المكتبة.
والحل يتطلب ضرورة ان يتركز الحديث عن أول مكتبة يقصدها الانسان في حياته وهي المكتبة المدرسية.. والتي تعد اللبنة الاساسية لجذب وتنظيم ارتياد الفرد للمكتبة لاشباع رغباته في استحصال المعلومة.
وعلى الرغم من تثميني لدور وزارة المعارف في هذا الجانب الا ان الطموح الذي يفرضه قدر المكتبة بوصفها أهم مورد للمعلومات لا يمكن بدونه استثمار أي مورد آخر يتطلب جهداً أكثر مما بذل وتفعيلا أبين مما ظهر،.. ولا غرو ان مكتباتنا المدرسية لا تحوي الا الكتب النافعة، ولا ينقص الطالب الا التحفيز على ارتيادها وأول تحفيز يجب ان يطول المعلم لأنه ان لم يكن من مرتادي المكتبة حبا واشتياقا فلا ننتظر ان يزرع حب المكتبة في نفوس طلابه.. وذلك يتطلب ان نطرق باب كل ما يجذب المعلم.
ومن هذا المنطلق أرى ان يفرغ كل معلم جزئيا كل فترة زمنية بتخفيض نصابه من الحصص لعمل بحث علمي في مادته وتكون المراجع مما يتوفر أولا في المكتبة المدرسية وتوسيع النطاق الى مكتبات أكبر ثانيا مثل المكتبة الوطنية والمكتبات العامة والجامعية وحتى المتخصصة وهذا التدرج الذي ذكرت في المكتبات لتفعيل دور المكتبة المدرسية.. ويشترط في البحث ان يذيل بتوصيات خاصة وعامة بشأن المكتبة المدرسية حول اقتناء كتب جامعة جديدة تخص المادة وتدعم المنهج وتوافق المرحلة وتحفز الطلاب على ارتياد المكتبة.
ولابد ان يقاس نجاح البحث بمدى تفاعل الطلاب مع مقتنيات المكتبة نتيجة انعكاس حيثياته على استفادة الطلاب.. أي ان يتضمن البحث جانبا عمليا بوجود استمارة تقييمية يقاس عليها جزء من الدرجة النهائية للبحث.
هذا ما كان عن المعلم.. أما الطالب فهو ايضا يستحق ان يعاد النظر في أساليب جذبه الى المكتبة لأنه الهدف الأول من العملية التعليمية.. ولعلنا نعطي مثالا يبين كيفية جذب الطالب الى الكتاب .. فمثلا كتاب يشتمل على قصص اذا كان غلافه على النظام القديم دون ألوان متنوعة وبدون صورة شرعية بالاضافة الى عدم ظهور الفائدة بالنسبة له، فلا اعتقد ان الطالب سوف يفكر في قراءة هذا الكتاب.
ولا بأس من سؤال اهل الخبرة في هذا الجانب فأي دار نشر توجه المطبعة بأن يكون الغلاف جذابا ذا ألوان زاهية وصور جميلة .. لأن الغلاف حقيقة وإن أغفلت ومادمنا سلمنا بنقاء المادة العلمية في مكتباتنا فإننا نشير بالبنان الى أهمية الغلاف في جذب القارئ بشكل عام والطالب بشكل خاص.. وهذا مجرد مثال لأعطي فكرة عن المجالات المتعددة لجذب القارئ من واقع رغباته الذاتية.
أما الطرف الثالث في موضوع المكتبات فهو من بيده بعد الله عز وجل مفاتيح الاستفادة القصوى من مقتنيات المكتبة وهو أمين المكتبة.. فأمين المكتبة يناط به ادارة المكتبة بشكل فعال وجعل المصادر والكتب متوفرة وسهلة المنال اضافة الى الافادة من المكتبة في تدريس المواد الدراسية والاهم هو تنمية حب المكتبة في نفوس المعلمين والنشء طوال العمر.
وأمين المكتبة يعوزه الكثير من التحفيز والضبط حتى يؤدي ما أوكل اليه فلا يكفي أمين المكتبة العرض بل يتطلب منه ان يثابر في سبيل جذب الطلاب الى المكتبة من خلال تنويع مصادر الجذب.. من خلال الاذاعة المدرسية ومجلات المدرسة واقامة المحاضرات وحتى إيجاد الدوريات والصحف والمجلات التي تناسب المدرسة وإقامة المسابقات ذات الجوائز المجزية وكلها تسخر لجذب الطالب وما اجمل استضافة المخطوطات لفترات متفاوتة لجذب الطلاب الى الموروث الثقافي واحاطتهم بجهود بلادهم في سبيل الاحتفاظ بهذا الموروث والاستفادة منه.
كما يجب ان تمتلك المكتبة مقتنيات سمعية وبصرية وليست كتبا فحسب ذلك ان تنويع محتويات المكتبة يعطي انطباعاً عن نشاط المكتبة واستجلابها للمعلومة في آخر أشكالها وإن تنوعت.. مما يعطي الزائر مزيداً من الثقة في مكتبته فيتشجع على تكرار الزيارة.
ومتى مما دخل الطالب المكتبة وازدان عقله بما فيها فلا أعتقد انه سوف يفارقها أبداً وسوف يتحقق هدف المكتبة المدرسية الأسمى وهو تشجيع التعليم مدى الحياة، وبالتالي سوف ننعم بإذن الله بجيل مثقف يواجه تقلبات الحياة بخلفية اسلامية ثقافية سليمة.
سفيان بن محمد الأحمدي - الرياض
|
|
|
|
|