أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th December,2001 العدد:10682الطبعةالاولـي الخميس 12 ,شوال 1422

محليــات

في محاضرة بجامعة الكويت
السفيراليحيى: علاقات المملكة الدولية لم تتأثر بمواقفها تجاه القضايا الإسلامية
* * الكويت واس:
جدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت أحمد بن حمد اليحيى ادانة المملكة العربية السعودية للارهاب أياً كانت مصادره وأهدافه وخص بالادانة ما وقع في الولايات المتحدة الامريكية في الحادى عشر من شهر سبتمبر الماضي ومانتج عن ذلك من قتل للأبرياء وترويع المدنيين وخسائر مادية.
وقال السفير أحمد بن حمد اليحيى في محاضرة ألقاها الليلة قبل الماضية في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت: إن أحداث التفجيرات التي وقعت في الولايات المتحدة الامريكية ما هي إلا اجرام بكل المعايير والمقاييس التي لاتقرها شريعة الاسلام.
واشار السفيراليحيى إلى ان المملكة كانت قد عانت من جرائم الارهاب التي وقعت على أراضيها وفي قلب مقدساتها مثل احداث الحرم المكي التي نفذها شرذمة من البغاة قبل عشرين عاما وكذلك الاحداث المتلاحقة في الرياض والخبر والتي تعاملت معها المملكة معتمدة على الله ثم على نفسها برباطة جأش وحكمة فعاقبت المجرمين وقوضت ما وقعت عليه من دوافع ارهابية.
وأكد السفير اليحيى شجب المواطن السعودي واستنكاره ما حدث في الولايات المتحدة الامريكية وترسيخ هذه النظرة الاستنكارية لديه بحكم ما يستند إليه من ارث عظيم وما تفرضه عليه الشريعة الإسلامي السمحة التي تنبذ وتحرم مثل هذه الاعمال.
وأوضح سفير خادم الحرمين الشريفين ان المملكة من الدول السباقة في الوقوف ضد الارهاب منذ سنوات عدة وانها قد دعت العالم اجمع إلى مكافحته بكل حزم ولا تزال مشيراً إلى استمداد المملكة جميع أنظمتها ولوائحها مما ورد في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وأكد السفير اليحيى اتباع المملكة الشريعة الإسلامي السمحة في تعاملها مع الارهاب الذي تحرص على مكافحته بشتى صوره لما يترتب عليه من أذى للارواح البريئة ودمار للنفوس.
وتحدث عن دور القضاء في المملكة العربية السعودية في التعامل مع هذه الجرائم بعد اتخاذ الاجراءات النظامية المتمثلة في تسجيل اعترافات المتهم.
وشدد اليحيى على ضرورة التصدي لكل من يحاول إلصاق تهمة الارهاب بالدين الإسلامي الحنيف وان المملكة تؤكد عدم جواز الربط بين الارهاب والاسلام لتفادى وقوع شرخ بين العالم الإسلامي من جهة والغرب من جهة أخرى وحتى لايتحول ذلك إلى صراع بين الاديان.
وأضاف انه لايجوز من باب آخر اتهام أي دين أو مجتمع أو جنس بأنه وراء الارهاب حيث من المعروف ان الارهاب لا دين ولا مجتمع ولا جنس له وان وجود قلة مغرر بها للقيام بأعمال مشينة لا يعني انها تمثل المجتمع الذي تنتمى إليه.
وأبرز السفير اليحيى تأكيد المملكة الدائم على أهمية التفريق وعدم جواز الربط بين الارهاب وقتل الابرياء والاعتداء على ممتلكاتهم وبين حق الشعوب في تقرير المصير ومكافحة الاحتلال الاجنبي بما فيها الشعبان الفلسطيني واللبناني في دفاعهما عن النفس والسيادة ومقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي والاجنبي بشكل عام وهي حقوق مشروعة كفلها ميثاق الامم المتحدة والقانون الدولي.
وأكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت في محاضرته ضرورة العمل على مكافحة الارهاب ومحاربته على كل المستويات وبما لا يتعارض وميثاق الامم المتحدة وكذلك اتخاذ الدول الاجراءات القانونية الداخلية والاقليمية والدولية اللازمة للقضاء على الارهاب وتنفيذ أحكام القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة بحظر ارتكاب الاعمال الارهابية وتمويلها أو التحريض عليها أو الاشتراك فيها أو التغاضي عنها أو حماية مرتكبيها مع التأكيد على أهمية اعتماد اجراءات مدروسة بدقة في هذا الاطار.
ولفت اليحيى إلى ان المملكة ترى ان الاسلوب الامثل في التعامل مع الارهاب هو اعمال الحكمة وان تكون الحرب ضد الارهاب متعددة الجوانب لاستئصاله من العالم وليس فقط تتبع مرتكبي الاعمال الارهابية التي وقعت ولكن لاقتلاع جذورالبيئة الاساسية للارهاب التي تساعد الارهابيين على نشر افكارهم المنحرفة في المجتمع الدولي.
ومضى اليحيى يقول: إن المملكة وفي الوقت الذي تشدد فيه على تأييدها مكافحة الارهاب العالمي الا انها لاتقبل ان تكون حربا ضد الاسلام والمسلمين الابرياء الذين لا علاقة لهم بالارهاب وأنها تسعى بدورها إلى ان تظهر ان مكافحة الارهاب لاتشكل باى حال من الاحوال صراعا بين الحضارات.
وأبرز اليحيى تأكيد المملكة في أكثر من مناسبة وفي إطار الحملة الدولية لمكافحة الارهاب على اهمية وضرورة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي الذي هو سبب من أسباب عدم الاستقرار والامن في المنطقة وان لايستخدم قرار مجلس الامن الصادر بعد ستة عشر يوما من احداث أمريكا ذريعة لاسرائيل واستغلالها في اعادة احتلال مناطق فلسطين المحررة وقتل الشعب الفلسطيني المدني الامن بحجة الدفاع عن النفس وانتقاما لما حصل في اسرائيل من محاولات التفجير.
كما أكد استمرار رفض المملكة المشاركة في أي عمليات ضد أي دولة عربية أو إسلامية.
وقال السفير اليحيى: انه لم يثبت لدى السلطات السعودية حتى الان بان مصادر تمويل المنظمات الارهابية كان مصدره المملكة وانه لو اتضح شيء من هذا القبيل فانه لن يسمح بأي حال من الاحوال ان تكون المملكة جسر عبور لدعم أعمال المنظمات والجماعات الارهابية وانها سوف تتخذ الاجراءات الرادعة واللازمة للتعامل مع ذلك وفق الانظمة المعمول بها.
ودعا اليحيى إلى التفريق بين المساعدات الانسانية التي تتم عن طريق منظمات دولية أو اقليمية والتي يستفيد منها الكثير من الابرياء والمحتاجين وبين دعم وتمويل اعمال المنظمات الارهابية.
وأشار اليحيى إلى ان النظام البنكي والمصرفي المعمول به في المملكة نظام حر يستطيع كل مستفيد ان يخرج أو يحول أمواله بالطريقة التي يراها كما هو متبع في جميع الدول المتقدمة ومنها الدول الغربية.
واستدرك اليحيى بالقول: إلا انه يجب التأكد من ان المبالغ المحولة إلى البلد الاخر يجب ان تكون وفق احتياطات للتاكد من سلامة استعمال تلك الاموال بالطرق المشروعة حيث لاقدرة للمملكة على متابعة تلك الاموال خارج حدودها.
ولفت إلى ان المملكة عملت مع اخواتها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية جنبا إلى جنب في وضع الاستراتيجية الامنية لمكافحة الارهاب وتوقيعها في 22/4/1998 على الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب بحضور وزراء الداخلية والعدل العرب والتي تنص المادة ( أ) منها على عدم احتساب حالات الكفاح ضد الاحتلال ارهابا.
كما أشار إلى مصادقة المملكة على جميع معاهدات مكافحة الارهاب وقال ان احدثها معاهدة منظمة المؤتمر الإسلامي لمكافحة الارهاب في عام 1421ه واتفاقيات أخرى تتعلق بذات الشأن على مستويات اقليمية مختلفة.وفي رده على أسئلة الحضورأكد السفير اليحيى عدم تأثر موقف المملكة من القضايا العربية والإسلامي بعلاقاتها الدولية لاسيما مع الولايات المتحدة الامريكية. وأوضح ان الموقف الأمريكي من المملكة يختلف رسميا مع موقف الاعلام الأمريكي الذي يشن حملة ظالمة على المملكة مستشهدا بما جاء على لسان المسؤولين الامريكيين وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن نفسه.ونفى اليحيى تضمن المناهج التعليمية في المملكة على ما يحث على الارهاب وقال انها مستمدة من الدين الإسلامي الداعى إلى التسامح والسلام وانها مناهج تتضمن مختلف العلوم من علوم انسانية وعلمية وشرعية.
وحضر المحاضرة عدد من اساتذة جامعة الكويت الذين اثنوا في مداخلاتهم على المواقف المشرفة للمملكة العربية السعودية وتأكيدهم على ضرورة التصدي للحملة الظالمة ضدها.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved