|
| متابعة
 *
في السادس من نوفمبر قبل 20 عاما اعطى الشعب السعودي البيعة لفهد بن عبدالعزيز ملكا على البلاد ليقود عصرا جديدا من الرخاء ويصنع النهضة الحضارية الشاملة التي تشهدها المملكة اليوم في شتى المجالات والقطاعات،
وقتها وقف الفهد امام شعبه يقول: «انني اعاهد الله ثم أعاهدكم بأن اكرس كل جهدي ووقتي من اجل العمل على راحتكم وتوفير الأمن والرخاء والاستقرار لهذا البلد العزيز، وأن اكون أبا لصغيركم وأخا لكبيركم، فما أنا الا واحد منكم يؤلمني ما يؤلمكم ويسرني ما يسركم»، وبالفعل أوفى الفهد بوعوده، وكرس كل وقته وجهده ليصل بالمملكة الى مصاف الدول المتقدمة ذات النهضة والحضارة،
وفي السادس من نوفمبر 2001م احتفلت المملكة العربية السعودية بالذكرى العشرين لتولي الملك فهد مقاليد الحكم في المملكة واهتمت وسائل الاعلام العربية والعالمية بهذه المناسبة وافردت ساحات واسعة لجهوده على الصعيد المحلي والعربي والعالمي،
ولأن انجازات وجهود الفهد لا تعد ولا تحصى ولا تسعها الصفحات حاولت الجزيرة العودة في لمحة خاطفة الى الذكرى العشرين لبيعة الملك فهد وانجازاته،
نهضة اقتصادية
شهد الاقتصاد السعودي تطورات كبيرة وقفزات هائلة خلال العقدين الماضيين وأصبحت المملكة تمتلك اقوى اقتصاد عربي بفضل الله ثم بفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين التي اتخذت للنهوض بالمملكة وجعلها تقف على أرض اقتصادية صلبة تستطيع مواجهة المتغيرات العالمية من الجات الى العولمة وانتهاء بالتكتلات الاقتصادية العالمية، وقد عمدت السياسة الحكيمة للملك فهد الى تنويع مصادر الدخل في المملكة بما يساهم في عدم الاعتماد كلياً على دخل آبار النفط لمواجهة مثل هذه المتغيرات،
وفي مؤشر لما وصل اليه الاقتصاد السعودي من تطور تشير الاحصاءات الى ان المملكة حققت خلال العام الماضي فائضاً قدره 6، 31 مليار ريال بنسبة 1، 5% من اجمالي الناتج المحلي، كما قدر دخل الفرد السنوي في المملكة عام 1999 ب 7، 30 ألف ريال مقابل 3، 28 ألف ريال عام 1998 بزيادة نسبتها 8%،
وشهدت المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين تطورات اقتصادية هامة كان ابرزها تحقيق: معدل نمو حقيقي جيد وفائض في الميزانين الداخلي والخارجي وانخفاض معدل التضخم واستقرار سعر الصرف، ويعزى ذلك بشكل كبير الي تحسن ايرادات النفط والاصلاحات الاقتصادية بما فيها اعادة الهيكلة والأداء الجيد للقطاع الخاص،
العناية بالتعليم
لعل اهم معالم النهضة الكبرى التي تعيشها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين هي الصروح العلمية الكبرى الموجودة بالمملكة والمتمثلة في سبع جامعات وعشرات من الكليات والمعاهد المتخصصة في شتى العلوم والفنون والمهن، الى جانب آلاف المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات على السواء فضلا عن مدارس تعليم الكبار ورياض الاطفال وتحفيظ القرآن الكريم،
وكان خادم الحرمين الشريفين قد اولى التعليم عنايته واهتمامه منذ ان كان اول وزير للمعارف في تاريخ المملكة العربية السعودية في 18/4/1373ه ومنذ ذلك الوقت وفي كل وظائفه التي تولاها الى ان بويع ملكا للبلاد كافح خادم الحرمين الشريفين طويلا من اجل إرساء نهضة المملكة على اسس قوية عمادها العلم والتعليم وسعى الى محو الأمية بين مواطنيه ونشر التعليم في كل مدينة وقرية في بلاده الواسعة الأرجاء ايمانا منه بما للتعليم من اهمية قصوى في تطوير المملكة وازدهارها وتقدمها،
وقد تطور قطاع التعليم في عهد الملك فهد في مختلف مراحله ومستوياته وذلك من ناحية الكم والكيف وتحقق عدد كبير من الانجازات العلمية والتعليمية، ويحتل التعليم الاولوية الثالثة ضمن اولويات المملكة وقد خصصت له خلال الخطة الخمسية السادسة التي غطت الفترة من عام 1995 حتى عام 2000 ميزانية قدرها 4، 183 مليار ريال سعودي وهو ما يشكل 5، 21% من جملة المعتمد للانفاق على الخطة وخلال عام 2000 بلغت ميزانيته 49 مليارا اي ما يقرب من 26% من الميزانية العامة للدولة،
وتشير الاحصاءات الرسمية الى ان عدد الطلاب والطالبات في جميع المراحل التعليمية يقرب من خمسة ملايين يقوم بتعليمهم اكثر من 350 ألف معلم ومعلمة ويزيد عدد مدارس البنين التي تشرف عليها وزارة المعارف عن 250، 11 مدرسة مجموع طلابها اكثر من مليوني طالب يشرف على تعليمهم اكثر من 150 ألف معلم بينما يزيد عدد مدارس البنات التي تشرف عليها الرئاسة العامة لتعليم البنات على 450، 11 مؤسسة تعليمية اجمالي طالباتها يقرب من مليونين ونصف المليون،
كما تشير الاحصاءات الى ان جامعات المملكة اضافة الى كليات المعلمين والمعلمات تضم حوالي 120 كلية يدرس بها في مرحلة البكالوريوس اكثر من (950، 297) طالبا وطالبة يشرف على تدريسهم حوالي (14000) عضو هيئة تدريس وبلغ عدد الوحدات التعليمية التابعة للمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني (75) وحدة ما بين كلية تقنية ومعهد ثانوي تجاري ومعهد ثانوي زراعي ومعهد مراقبين فنيين، ، الخ، ووصل عدد الملتحقين بهذه المؤسسات الى اكثر من 35 الف طالب وذلك بالاضافة الى مراكز التدريب المهني وعددها 30 مركزا تعمل على فترتين صباحية ومسائية،
ويعتبر تعليم البنات من أعظم انجازات الملك فهد، وقد حمل جلالته رسالة تعليم البنات منذ ان كان وزيرا للمعارف فكان من ضمن التحديات التي واجهها بشجاعة وجرأة، ومن هذا المنطلق ظهرت مئات المدارس للبنات وتلتها الكليات المتخصصة التابعة للرئاسة العامة لتعليم البنات جنبا الى جنب مع الجامعات السعودية التي فتحت أقساما للبنات في كل التخصصات، وهكذا وضع خادم الحرمين الشريفين إعداد الفتاة السعودية علميا لتكون سيدة بيت واعية وأماً متعلمة حانية ومعلمة تربي الاجيال وطبيبة تؤدي واجبها باحتشام في مستشفيات الوطن، واصبح تعليم البنات في المملكة شاهدا علميا وحضاريا وتجربة رائدة ومشرفة لاعداد المرأة لكي تقوم بدورها في المجتمع والحياة في جو من الحشمة والوقار وفي المجالات التي تناسب فطرتها وتصون كرامتها في ظل خصوصيتها التي تميزت بها في المجتمع المسلم،
الرعاية الصحية
حظيت الرعاية الصحية في عهد الملك فهد على اهتمام كبير من جانب جلالته منذ تولى مقاليد الحكم في المملكة، وخير دليل ما وصلت اليه الخدمات الصحية في المملكة من تقدم ونمو متزايد هو ترشيح منظمة الصحة العالمية للمملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز للجائزة الدولية الخاصة باليوم العالمي لمكافحة التدخين، إلى جانب اعلان مكة المكرمة والمدينة المنورة مدينتين خاليتين من التدخين وذلك ضمن المسابقة الدولية لمنظمة الصحة العالمية (نحو هواء نقي)،
وكشف التقرير السنوي لمنظمة الصحة العالمية لعام 2000 ان المملكة العربية السعودية صنفت ضمن أفضل ثلاثين دولة في العالم من حيث توفير الخدمات الصحية والرعاية لمواطنيها ورعاياها حيث احتلت المركز السادس والعشرين ضمن قائمة ضمت (191) دولة متفوقة بذلك على كل من الولايات المتحدة الامريكية التي احتلت المركز (37) وروسيا التي احتلت المركز (137)،
عطاء ودعم خارجي
على الصعيد الخارجي فاضت أيادي الفهد بتقديم العطاء والدعم المادي للعديد من الدول العربية والإسلامية على مدى العقدين الماضيين وتقول الاحصائيات ان المساعدات الإنسانية التي تقدمها السعودية تستفيد منها مائة دولة أي 70% من مجموع دول العالم، وهي مساعدات تهدف إلى اغاثة الإنسان، وبلغ اجمالي ما قدمته المملكة من مساعدات ومنح غير مستردة وقروض ميسرة خلال الفترة من 1979 إلى 1994م اكثر من 77 بليون دولار استفادت منها 35 دولة إسلامية،
وقد بلغت مساهمات المملكة في دعم المشاريع الانمائية في 33 دولة إسلامية بلغت في عام 1405ه ما يزيد على 7 آلاف و29 مليون دولار بنسبة 6% من اجمالي الناتج القومي السعودي، وفي مؤتمر القمة الإسلامية الثالث بمكة المكرمة رصدت المملكة بليون دولار لتمويل برنامج التنمية في العالم الإسلامي، وفي مؤتمر القمة العربية بالقاهرة عام 2000 أعلنت المملكة عن فتح باب التبرع في صندوق خاص بالانتفاضة الفلسطينية ورصدت مليارين من الدولارات كميزانية مبدئية تتحمل المملكة وحدها 40% من المبلغ، وكان خادم الحرمين الشريفين قد افتتح عمليات التبرع للانتفاضة الأولى بمبلغ عشرين مليون دولار بينما وصلت المساعدات إلى نحو مليار وثلاثمائة مليون دولار بمبادرات شعبية،
وقد اعتبرت المملكة العربية السعودية القضية الفلسطينية قضيتها الأولى ووضع خادم الحرمين الشريفين دعمها في مقدمة أولوياته وتعددت مساعيه من أجل مناصرة الحق العربي في فلسطين واستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة،
وفي عام 1989 عندما تعرضت اليمن الجنوبية لكارثة السيول والأمطار ارسل خادم الحرمين الشريفين على الفور طائرة شحن سعودية محملة بالدفعة الأولى من مواد الاغاثة، كما تبرع الفهد لضحايا الفيضانات بثلاثين مليون ريال وأمر بتشكيل لجنة لجمع التبرعات من المؤسسات والمواطنين في السعودية لصالح الأشقاء في اليمن،
ونماذج العطاء الخاصة بالفهد خلال العقدين الماضيين لا تعد ولا تحصى، وذلك بخلاف حرصه على إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية في العديد من الدول الإسلامية والأجنبية وخدمة العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم،
ولعل أعظم إنجازات الفهد للمملكة والعالم الإسلامي توسعة وعمارة الحرمين الشريفين، كما يستوعب الحرم المكي الشريف أكثر من مليون مصل والحرم المدني الشريف أكثر من مليون ومائتي ألف مصل، وتوج خادم الحرمين الشريفين أعماله الجليلة لخدمة المسلمين بطباعة المصحف الشريف وتوزيعه على المسلمين في جميع أنحاء العالم وبناء مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بطاقة إنتاجية 7 ملايين نسخة سنويا و30 ألف نسخة مسجلة من القرآن الكريم بأصوات المشاهير من قراء السعودية،
|
|
|
|
|
