| متابعة
*
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
منذ ان تواترت الانباء عن عودته للحياة السياسية ومشاركته في الانتخابات الاسرائيلية اصيب العالم العربي بالاحباط وخيبة الامل في مسيرة السلام فالرجل تاريخه معروف ومليء بالعديد من الجرائم التي ارتكبها طوال حياته بحق الفلسطينيين والعرب منذ ان كان برتبة ضابط وقائدا للمنطقة الجنوبية في اسرائيل،
ظهر شارون ودنس بأقدامه مساحة المسجد الاقصى لتنفجر الانتفاضة الفلسطينية ثم ابدى رغبته الدموية في خوض الانتخابات لاعبا على اوتار تحقيق الأمن الاسرائيلي ومستغلا الظروف الدولية السانحة له حين فشلت مفاوضات كامب ديفيد الثانية بين خصمه وسلفه ايهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في أواخر أيام ولاية الرئيس الامريكي بيل كلينتون نهاية عام 2000م،
وخاض ارييل شارون زعيم اليمين المتطرف الانتخابات رافعا شعار الأمن على لافتاته الانتخابية ضد ايهود باراك رئيس الحكومة العمالية المنتهية ولايته،
ولأن شارون دغدغ احلام الاسرائيليين بأفكار زائفة حول الأمن فقد فاز في الانتخابات بنسبة 25% ومنذ اللحظة الاولى لاعلان فوزه نادى بحكومة وحدة وطنية يشارك فيها ايهود بارك الخاسر،
وكان شارون سخيا بالمناصب الوزارية التي عرضها على حزب العمل وحاول في البداية ان يجعل من شخصه موضع اجماع اسرائيلي وكلما واجهته صعوبة في التشكيل الحكومي زاد من جرعة تصريحاته المؤكدة على لم الشمل الاسرائيلي حسب قوله وكان رغم اصراره على مشاركة حزب العمل لم يتخل عن حلفائه من الاحزاب الدينية واليمينية المتطرفة لكنه كان يتفاوض معهم على الانضمام للحكومة من موقع قوة ورغم تأكيد زعماء حزب العمل في البداية على استحالة الالتقاء معه سواء على صعيد السياسة الخارجية او الداخلية ونعتوه بأقذع الكلمات الا ان معظمهم هرولوا وسارعوا للمشاركة واجبروا باراك على التخلي عن رغبته في المشاركة في الحكومة واعتزال العمل السياسي لا لشيء سوى ان يخلو امامهم الطريق للفوز بالمناصب التي عرضها شارون، وقد مكن ذلك شارون ان يملي عليهم رغباته وافكاره الدموية،
وضمن حكومة شارون احزاب من اليسار واليمين واعضاء من الصقور والحمائم بنيامين بن اليعازر وزيرا للدفاع وبيريز وزيرا للخارجية زئيفي وزيرا للسياحة والذي تم اغتياله في عملية استشهادية فيما بعد، افيفدرو ليبرمان وزير البنى الوطنية، مائير تطريت وزير العدل، ليمور ليفانت وزير التربية والتعليم، تساحي حنبفي وزير البيئة وصالح طريف،
ومنذ فوزه وتشكيل حكومته توالت التصريحات النارية لشارون مؤكدا ان أجندته مليئة بالافكار ولم تعد كلمة الأمن سرا فكل الخيوط تخرج منها وتعود اليها وانه قادر على تحقيقها وهو ما يعني بشكل واضح وصريح وقف الانتفاضة، كما اكد انه مستعد لاستخدام اي وسيلة تمكنه من تحقيق اهدافه الدموية،
وعمل شارون على تصاعد عمليات العنف وتدمير وتخريب البنى التحتية للجماعات الفلسطينية مصحوبة بتصفيات وحشية لهم وفي شهر مايو شهد الشرق الاوسط وللمرة الاولى في المواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال استخدام المقاتلات الاسرائيلية والمجنزرات والدبابات ضد الفلسطينيين وذلك عقب العملية الاستشهادية التي شهدتها بلدة نتانيا شمال اسرائيل،
واستخدم شارون كل اسلحته الفتاكة وواصل بقوة بالغة عمليات حصار وتجويع الشعب الفلسطيني وتمزيقه الى جيوب منعزلة واستمر في مطاردة قيادات المقاومة الفلسطينية بهدف تصفيتها جسديا مستخدما في ذلك الاساليب والوسائل ابتداء من صواريخ جو ارض التي تنطلق من طائرات الاباتشي لتقصف شخصا في سيارته الى فرق القناصة المتخفين في زي فلسطيني ووصل هذا المنحدر الارهابي الى حد ارسال سيارة مفخخة لقتل مروان البرغوثي احد قادة الانتفاضة المنتمين لمنظمة فتح وزاد من عمليات امتهان سلطة الحكم الوطني الفلسطيني عندما قصفت مواقع الشرطة والحكم الفلسطيني بما في ذلك بيت ابي عمار،
ومع كل هذا يشعر شارون انه ما يزال عاجزا عن الوفاء بالوعد الذي قدمه للاسرائيليين وهو تحقيق الامن لهم،
وتفاقمت الاوضاع في الاراضي الفلسطينية باستمرار شارون في عملياته الوحشية وقد حاول تكرارا اظهار صورة الفلسطنيين في مظهر المتشددين والارهابيين وتشويه صورة عرفات وصورة النضال الفلسطيني فقد نجح شارون في منتصف العام من اعاقة زيارة عرفات لواشنطن التي امتنعت عن استقباله تلبية لطلب صريح من شارون وتبعتها معظم عواصم الغرب ونشط الاعلام الغربي كي يعيد رسم عرفات في صورة الارهابي الذي يرتب اعمال العنف ويدير عمليات المقاومة وتوحدت كل المواقف لتحميل عرفات مسؤولية فشل مسيرة السلام واستغل شارون اعلان الادارة الامريكية عن مساندتها لمعظم مطالبه في زيادة التنكيل وقمع الفلسطينيين وعاد شارون ليستغل الاحداث الاخيرة التي تعرضت لها الولايات المتحدة الامريكية،
|
|
|
|
|