|
| متابعة
 *
* القاهرة مكتب الجزيرة علي البلهاسي:
في صباح يوم الثلاثاء السابع والعشرين من مارس عام 2001م بدأت أعمال القمة العربية الدورية الاولى في العاصمة الاردنية عمان وبحضور 15 زعيماً عربياً و7 من رؤساء وفود الدول العربية، وتعد هذه القمة بداية مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك بعد مؤتمر القمة غير العادي الذي عقد بالقاهرة في أكتوبر 2000م والذي تم الاتفاق خلاله على عقد القمة العربية بصفة دورية منتظمة سنويا،
عقدت قمة عمان في ظل وجود العديد من المتغيرات الاقليمية والعالمية التي فرضت على العرب تحديات هامة يتعلق بعضها بمصير عملية السلام التي كانت وقتها ومازالت تواجه اختباراً صعباً يهدد بفشلها وينذر بخطر داهم على أمن المنطقة واستقرارها ويتعلق بعضها الآخر بمستقبل العرب في ظل المتغيرات الدولية واستراتيجيات العمل العربي المشترك ولم الشمل العربي، وحظيت اجتماعات القمة التي استمرت على مدى يومين على اهتمام وترقب عربي وعالمي كبير وشارك في جلساتها الافتتاحية الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في أول مشاركة له من جانب المنظمة الدولية في اعمال مؤتمرات القمة العربية كما حضر الجلسة أيضا الامين العام لمنظمة الوحدة الافريقية سالم احمد سالم وعبدالواحد بلقزيز الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي،
قمة القدس
جاءت القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمال القمة وحظيت باهتمام كبير ومناقشات ساخنة من جانب ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية خلال القمة التي عرفت فيما بين المحللين والمراقبين السياسيين بقمة القدس، وتجسد هذا في كلمات القادة العرب التي دعمت مطالب الشعب الفلسطيني المشروعة في دولة مستقلة عاصمتها القدس، وتبنت مطالب الدعم المالي للشعب الفلسطيني لمواصلة انتفاضة الأقصى والحيلولة دون تهديد القدس،
ووجهت القمة رسالة الى العالم تدين فيها الممارسات الاحتلالية والعدوانية الاسرائيلية وتطالب بحماية دولية للشعب الفلسطيني،
عرفت القمة أيضا بأنها قمة المصالحة العربية لانها اقتربت من الانقسام والفرقة التي يعاني منها العالم العربي والهوة العميقة التي حفرها الغزو العراقي للكويت والآثار السلبية التي تركها الغزو على العلاقات العراقية الكويتية وبعض الدول العربية منذ أكثر من 10 سنوات واجتهدت القمة من خلال جهود الزعماء العرب في التوصل الى صيغة توفيقية لحل الأزمة العراقية وتقريب وجهات النظر وإزالة التوتر والخلافات التي تشوب العلاقات فيما بين الدول العربية وبعضها البعض،
قرارات قمة عمان
أصدرت قمة عمان في ختام أعمالها 14 قراراً لدعم الانتفاضة الفلسطينية واحياء المقاطعة العربية لاسرائيل ومساندة ليبيا والسودان ولبنان والامارات والصومال ودان القادة العرب الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني واعتبروها شكلاً من أشكال العنصرية وعبروا عن استيائهم البالغ من استخدام الولايات المتحدة حق الفيتو ضد قرار ارسال قوات دولية للاراضي الفلسطينية لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وقررت القمة الاستجابة لمطالب السلطة الفلسطينية بصرف مبلغ 180 مليون دولار لدعم ميزانيتها ووضع آليات جديدة تضمن وصول المساعدات للفلسطينيين،
ورحب القادة العرب بقرار المجلس الأعلى لصندوقي الاقصى وانتفاضة القدس والاستجابة العاجلة لدعم ميزانية السلطة الفلسطينية بصرف مبلغ 15 مليون دولار من القرض الحسن الذي اعتمده بقيمة 60 مليون دولار بناء على اقتراح تقدمت به المملكة العربية السعودية كما رحب القادة بتخصيص العراق مبلغ مليار يورو من مبيعاته النفطية لدعم الانتفاضة وتأمين احتياجات الشعب الفلسطيني،
القمة المقبلة
تواجه القمة العربية المقبلة المزمع عقدها في بيروت 2002 العديد من التحديات بل ربما يكون القول انها أول قمة عربية تواجه هذا القدر الكبير من التحديات والصعوبات ، فالقضية الفلسطينية والتي هي أم القضايا العربية والتي تعاني اليوم من أخطر التداعيات بعد التصعيدات الاسرائيلية الاخيرة مازالت في حاجة الى موقف عربي قوي ومازال القادة العرب مطالبين بتنفيذ كل الوعود التي أقروها في قمتهم المسبقة قبل ان يشرعوا في تقديم وعود أخرى ومازالت القضايا العربية الاخرى مثارة في العراق وليبيا والصومال والسودان،
|
|
|
|
|
