أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th December,2001 العدد:10682الطبعةالاولـي الخميس 12 ,شوال 1422

الاقتصادية

فيما تستضيف القاهرة اجتماعاً طارئاً لمنظمة الأوبك:
توقعات بتحديد صادرات النفط عند مستوى 4،32 مليون طن بانخفاض 8،1 مليون طن عن مستواها في الربع الأخير
بحث تخفيض سقف الإنتاج بمقدار 5،1 مليون برميل اعتباراً من أول شهر يناير القادم
* القاهرة عبدالله الحصري:
تستضيف القاهرة اجتماعاً طارئا لمنظمة الاوبك غداً الجمعه لبحث قرارها الذي اصدرته مؤخراً بتخفيض سقف انتاجها بمقدار 5،1 مليون برميل اعتباراً من اول شهر يناير القادم حيث اشترطت على الدول المنتجة للنفط من خارج المنظمة تخفيض انتاجها بنحو نصف مليون برميل يومياً حتى لا تكون هناك حرب أسعار في الاسواق العالمية.
وينعقد الاجتماع وسط توقعات بأن صادرات النفط ستحدد عند مستوى 4،32 مليون طن بانخفاض 8،1 مليون طن عن مستواها في الربع الاخير من العام لتتناسب مع خفض يبلغ نحو 150 الف برميل يوميا تعهدت به روسيا لاوبك اعتباراً من أول يناير كانون الثاني المقبل.
وكانت منظمة أوبك التي تحاول رفع الاسعار المتدنية تريد ان تستمر الجولة الجديدة من تخفيضات الانتاج والصادرات لمدة ستة أشهر وذلك في ضوء توقعات بأن يظل الطلب على الخام منخفضا طوال العام المقبل في محاولة لوقف تراجع أسعار النفط التي انخفضت بنحو 30% منذ سبتمبر الماضي نتيجة التباطؤ الاقتصادي العالمي الذي تفاقم بعد الهجمات التي شنت على والولايات المتحدة.
وطلبت اوبك من روسيا تحديد توزيعات الخفض الذي وعدت به في الربع الاول من العام المقبل قبل اجتماع المنظمة الطارىء المقرر.
وكانت روسيا ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم قد هددت بخفض انتاج شركاتها بنحو 380 الف برميل يوميا ولكنها تراجعت بعد ضغوط وتهديدات من منظمة اوبك بأن روسيا ستواجه حرب اسعار نفطية اذا لم تتخذ قراراً بشأن خفض انتاجها خاصة وان روسيا إذا خفضت الانتاج فسوف ترتفع اسعار النفط كما انها ستحقق مكاسب أيضا.
ونتيجة لضغوط أوبك وبسبب العواصف التي اجتاحت موانيها الرئيسية اعلنت روسيا انها ستخفض صادراتها من النفط في الربع الاخير من هذا العام بمقدار150 الف برميل يومياً عما كان مقرراً في الربع الاول من عام 2002م سيكون بمعدل 2،36 مليون طن (88،2 مليون برميل يوميا) مقررة للربع الاخير من العام . كما وافقت المكسيك والنرويج وسلطنة عمان على تخفيضات كبيرة تتمشى مع مطالب اوبك مما أدى الى ارتفاع سعرمزيج برنت الخام في المعاملات الآجلة ببورصة البترول الدولية بعد عمليات تسوية المراكز التي تسبق عطلة عيد الميلاد وتفاؤل السوق بأن تتواصل أوبك الى اتفاق المنتجين من خارجها على خفض الانتاج.
وكانت اوبك قد أعلنت عن ضرورة خفض الانتاج لمدة ستة اشهر نظراً للتراجع الموسمي للطلب في الربع الثاني حيث ان الطلب على النفط قد يسجل نموا سلبيا في عام 2002م كاملا وأوضحت ان هذه التوقعات لا تقتصر على أوبك فقط بل تشترك فيها جهات اخرى مثل وكالة الطاقة الدولية ووزارة الطاقة الامريكية وان خفض صادرات الخام قد يؤدي لزيادة صادرات المنتجات النفطية.
وقد رحب علي رودريجز الأمين العام لمنظمة اوبك بتعهدات كل من روسيا والمكسيك والنرويج بخفض انتاجها النفطي بعد ضغوط كبيرة مارستها المنظمة عليها من أجل حملها على الاسهام في جهود وقف هبوط اسعار الخام بسبب تراجع الطلب عليه.
وقالت أوبك من قبل انها لن تلجأ الى استغلال الطاقة الانتاجية غير المستغلة لديها وهي كبيرة الحجم اذ تبلغ نحو خمسة ملايين برميل يوميا لأن التخفيضات الانتاجية قرارات سيادية تتخذها الدول المستقلة المصدرة للنفط بناء على مصالحها الخاصة.
وقد أجرت وكالة رويترز مسحاً حول اسعار النفط اشارت فيه الى تضررها بالتباطؤ الاقتصادي العالمي وانها ستنخفض غالبا في العام المقبل بنحو خمسة دولارات أي 20% ليبلغ متوسط سعر البرميل أكثر قليلا من 20 دولاراً.
ومنذ المسح السابق الذي اجرته الوكالة في اكتوبر الماضي خفض المحللون توقعاتهم لمتوسط السعر بمقدار 96 سنتاً الى 37،20 دولارا للبرميل من خام برنت القياسي العالمي بالمقارنة مع 54،25 دولاراً حتى الآن هذا العام.
وكانت الاسعار قد اضطربت بشدة منذ اجتماع اوبك في نوفمبر الماضي الذي قرر خفضا لانتاج المنظمة بمقدار 5،1 مليون برميل يوميا اعتبارا من بداية العام بشرط ان تسهم دول من خارج المنظمة بخفض انتاجها بمقدار 500 الف برميل يومياً.
اما فيما يتعلق بعوامل رفع السعر فان اسعار النفط قد تجد دعما مفاجئا اذا تعطلت الصادرات العراقية على ضوء التوتر المتصاعد بين بغداد وواشنطن.
الدول العربية أكثر تضرراً
وبمناسبة انعقاد اجتماع منظمة أوبك في القاهرة احدى الدول العربية المنتجة للنفط هل يتأثر العرب أكثر من غيرهم بانخفاض اسعار النفط؟
أوضح تقرير صدر حديثا عن منظمة الاقطار العربية المصدرة للبترول أوبك ان انتاج الدول العربية من النفط الخام آخذ في التزايد بعد الاكتشافات البترولية الاخيرة التي تم الكشف عنها في كثير من الدول العربية والتي قد تشكل تهديداً كبيراً لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» غير انه اشار من ناحية اخرى الى ان هذه الزيادة والتي بدأت منافشة قوية فيما بينها ففوز بكعكة النفط العربي.
وقال تقرير «أوابك» ان انتاج الدول العربية من النفط الخام بلغ 6،18 مليون برميل يومياً تمثل 8،25% من الانتاج العالمي البالغ 2،72% مليون برميل يوميا مشيراً الى ان اجمالي احتياطي النفط الخام في الدول العربية بلغ عام 1999 حوالي 636 بليون برميل تمثل 5،62% من الاحتياطي العالمي المقدر بنحو 033،1 بليون برميل.
وشهد العالم العربي خلال الفترة الاخيرة اكتشافات نفطية وغازية جديدة وبكميات هائلة في مصر وتونس والاردن والسودان وسوريا والمغرب وموريتانيا اضافة الى سلطنة عمان وباعتبار ان تلك الدول ليست اعضاء في منظمة الاقطار المصدرة للبترول «أوبك» فقد شكلت اكتشافاتها حدثا مهما في الاسواق النفطية التي جعلت كبرى الشركات العالمية تسعى للفوز بمناقصات للعمل فيها.
ويقول الخبراء النفطيون ان الاكتشافات النفطية الحديثة في الدول العربية ستشكل اهمية تنافسية لمنظمة «اوبك» خلال الاعوام القادمة لان تلك الاكتشافات ستؤهل هذه الدول لمزيد من الاكتشافات النفطية والغازية.
ولكن ماذا سيكون الوضع بالنسبة لدول الخليج العربي؟
لاشك ان أكثر الدول النفطية قلقا وتوجسا من انخفاض اسعار النفط هي الدول الخليجية حيث يستند دخلها القومي على المورد النفطي بنسبة تقارب 70% كما تمتلك 45% من الاحتياطي العالمي وتنتج 13 مليون برميل يوميا وقد ادى عدم استقرار اسعار النفط الى خفض موازنات الدول الخليجية الست من 4،84 مليار دولار عام 98/1999 الى 5،77 مليار دولار عام 1999م كذلك فقد ارتفع عجز موازنات دول مجلس التعاون من 21 مليار دولار في عام 1997 الى 4،22 مليار دولار عام 1999م.
وقد أدى هذا العجز الى لجوء تلك الدول لامر خطير بالنسبة لاقتصاداتها وهو تمويل العجز في ميزانيتها بالسحب من الاحتياطيات الخارجية والافتراض الداخلي ومثال ذلك ان الدين المحلي الاجمالي للسعودية وصل الى 523 مليون ريال سعودي في عام 1998م بما يوازي 7،1% من الناتج المحلي الاجمالي وبلغ اجمالي الدين الخارجي والداخلي لقطر 4،6 بليون دولارفي عام 1998 بما نسبته 4،69% من الناتج المحلي الاجمالي اما في سلطنة عمان فان الدين الاجمالي وصل الى 3،5 مليار دولار في عام 1998م .

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved