أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 27th December,2001 العدد:10682الطبعةالاولـي الخميس 12 ,شوال 1422

الثقافية

لؤلؤة طليطلة The Pearl of Toledo
من يستطيع ان يقول ما اذا كانت الشمس اكثر جمالا وقت الشروق ام وقت الغروب؟ من يستطيع ان يقول ما اذا كانت شجرة الزيتون اكثر جمالا من شجرة اللوز؟! من يستطيع ان يقول ما اذا كانت الاندلس هي التي انجبت اشجع الفرسان ام فالنسيا؟ واي الرجال يستطيع ان يقول من هي اجمل امرأة؟ انا ساقول لكم من هي الاكثر جمالا على الاطلاق!! انها «اورورا لؤلؤة طليطلة»..!
صرخ «سوزاني» الاسمر على الجميع بان يأتوه برمحه وترسه، ثم امسك الرمح بيده اليمنى بقوة وترسه يتدلى من على عنقه. نزل من القصر الى اسطبله وبأوامره الصارمة جمع خيوله الملتهبة والمعدة للقتال وعددها اربعون فرسا.
بدأ سوزاني بفحصها بعناية ثم قال:«بيرجا» هي اسرعهم جميعا وفرس يعتمد عليها اكثر من الباقي، وعلى ظهرها القوي سأخطف «لؤلؤة طليطلة»، ستكون لي وسافوز بها وأحلف بالله لو لم يحدث ذلك فلن تراني قرطبة ابداً.
بعد ذلك بدأ رحلته، وركب فرسه السريعة الى اطول مسافة يستطيع الاثنان ان يقطعاها ليصلا الى طليطلة، وبكل مشقة وصل «سوزاني» الى بلدة تدعى «زوكاتين» حيث قابل فيها رجلاً عجوزاً قال له:«ايها العجوز ذو اللحية البيضاء خذ هذه الرسالة واحملها الى «دون غوتيررا دي سالدانا» وقل له لو كان رجلا بمعنى الكلمة ليأت ويقابلني في معركة بيني وبينه فقط وذلك عند «نبع المامي» والفائز سيحظى ب«لؤلؤة طليطلة»، لوحده فقط..
اخذ الرجل العجوز الرسالة وحملها الى «الكونت سالدانا» وعند وصول العجوز كان الكونت جالسا يلعب الشطرنج مع «لؤلؤة طليلطة» قرأ الكونت الرسالة وبقبضة يده المغلقة ضرب الطاولة بقوة لدرجة ان جميع احجار الشطرنج سقطت على الارض، ثم نهض ونادى بأعلى صوته ليأتوا له برمحه وجواده فزع الجميع من تصرف الكونت نهضت «لؤلؤلة طليطلة» بعد ان لاحظت ان الكونت سيذهب الى معركة ما وقالت له:« سيدي غوتيررا دي سالدانا، بالله عليك لا تذهب، ابق معي واكمل لعبة الشطرنج».
قال الكونت:«لن العب الشطرنج بعد الآن، يجب على ان العب لعبة اخرى حالا، لعبة مبارزة الرماح عند «نبع المامي».
لم تجد دموع «أورورا» نفعا، لذا اخذت عباءتها وامتطت حصانها وذهبت الى النبع وراء الكونت..
وحول النبع، كان لون العشب قرمدزيا وكذلك كان لون مياه النبع. ربما تحول لون العشب والمياه من الاخضر الى هذا اللون من دم احد الفرسان!! لا احد يدري..
على العشب رأت «لؤلؤة طليطلة» «سوزاني» يرقد على العشب ووجهه الشاحب ينظر الى السماء ورمح «الكونت غوتيررا» يخترق صدره، ودمه ينزف منه حتى الموت، قطرة قطرة، وفوق رأسه تقف فرسه المخلصة «بيرجا» تنظر اليه وهي تنتحب من العجز لعدم مقدرتها على انقاذ سيدها.
نزلت «لؤلؤة طليطلة» من على حصانها مسرعة وقالت:« لا تمت ياسيدي العزيز، لا تمت وسوف تعيش طويلا الى ان تتزوج من امرأة مغربية رائعة الجمال، ان يدي ستشفي جرحك والتي سببها لك رمح سيدي الفارس كونت سالديانا ببراعة»
نضر اليها «سوزاني» وهمس قائلا:«..آه..ايتها اللؤلؤة البيضاء..آه..ايتها اللؤلؤة الجميلة..اسحبي من صدري رأس الرمح الذي مزقه..ان برودة الحديد يثلجني ويجمد قلبي.
وبكل ثقة ورحمة اقتربت منه، لكنه، ،في آخر رمق له، جمع قواه الخائرة وغرز سيفه المسنن في وجهها وجَرَحها جرحاً بليغاً وقلبه ينزف بالحب والحنان.
قصة من التراث الاسباني للكاتب
بروسبيير ميرمي
ترجمة/ عامر بن ابراهيم الجهني الدمام

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved