| الثقافية
لقد عاد التَّتارُ مُحَمدَ القاسم
على جُثَثِ الصِّغار مَشَوْا
ظلاماً.. قاتماً.. غاشمْ
وهذي غَصَّةٌ تمتدُّ في الأعماقِ للقلبِ
وتلك جراحُنا تشكُو إليكَ
مرارةَ الخطبِ
وتشكو قلة الحيلهْ
ونختصر الطريق إليكَ
فوقَ جماجم القتلى
على أشلاء موتانا
نجيء، نهزُّ قبر محمد القاسم
ونصرخ: عُدْ
فإن جحافل الأعداء
تملأ ساحة العرب
وتلك بيارقُ الإسلام مقْهورهْ
تنزُّ جراحها، والقهرَ، والأحزانْ
وتصرخُ: أيُّها الموتى بلا أكفانْ
خيولُ الحقد تزحف
فوق هذي الأرض بالنُّوبِ
وتملأ ساحة التاريخ بالصُّلْبانْ
و«هولاكو» يَشِنُّ حروبه القذرهْ
صليبيَّة
ونحن ننامُ.. لا ندري بما يجري
ألا يا فاتح السِّنْدِ
ويا مَنْ مدَّ خيل الفتحِ للصِّينِ
تعالَ انظرْ جحافِلَهم
ملايينُ التَّتارِ بأثْرِ «نَيْرونِ»
ونحنُ ننامُ في ذلِّ المساكينِ
تعالَ انظرْ هزائمنا التي
يرثي الترابُ لها..
خنادقُ غادر الفُرسانُ ساحَتَها
ومَجْدُ الأُمَّة انكسرتْ
به الرايات في ذُلِّ الميادينِ
ونسألُ: أين آلافُ الملايين!!؟
كأنَّا نحنُ أصفارٌ بلا قيمهْ
بلادٌ ما تزالُ تعيشُ
خلف مجاهل التَّاريخْ
مع الأفْيونِ والقاتِ
ومأساةٌ تمرُّ بأثر مأساةِ
صليبيُّون مرُّوا كالجرادِ،
مرورهم حاقِدْ
ونحنُ الفاتحون وقد حملنا
رايةَ الإسلام خفَّاقهْ
ومجداً خالداً خالِدْ
ويبقى عِزُّ أندلسٍ
لنا يَشْهدْ
بأنّا أمةٌ في الدهر لا تشقى وتُسْتَعْبَدْ
صليبيُّون أم نهرُ الأفاعي
قام من وكر الشياطين!!؟
وها هي خيبر الأولى
تُجمع شملهم في الأرض ثانيةً
ولكن كي تُبدِّد شملهم بَددَا
هم الأحزابُ يجتمعون
ولكن جمعُهُمْ هذا شتاتٌ
سوف يمضي في القرون سدى
وهذا خالدٌ يأتي،
وعقبةُ، والمهلبُ، والصناديدُ
وريحُ الزحف قائمةٌ،
وهذا فارس العرب المجيدُ يعودُ،
يرفع رايةَ التكبير والقرآنْ
ويصرخُ في المدائن: إننا عُدنا
سلام النصر يا ابن القاسم المغوار
تتار العصر مهزومون باسم الله،
والليل الذي حملتهُ أوهام القذائف
لا يطولُ،
وإنَّ نصر الله آتٍ
خبِّر الدنيا
بأن جحافل الطغيانْ
إلى الحتف الذي شئناهُ ماضيةٌ،
ورايتنا التي تبقى مدى الأزمانْ
ونحنُ من ارتقى للمجد بالإنسانْ
دمشق 2001م
|
|
|
|
|