| العالم اليوم
البلطجة السياسية.. أو بلطجة الدولة.. أو إرهاب البلطجة.. أو بلطجة إرهاب الدولة.. كل هذه المصطلحات التي تعني معنى واحداً.. هو غطرسة الاستكبار أصبح النهج السياسي.. وأسلوب التعامل الدولي منذ ان قبضت أمريكا بيدها على العالم وأصبحت القوة العظمى الوحيدة في العالم، فكل ما تريد أمريكا فعله، يتم برضاء.. أو إرغام وكل دولة أو دويلة.. تحظى برضا واشنطن تفعل ما تريد، تقتل، تبطش، تغزو، تبيد، شعباً بكامله.. تدنس حتى مقدسات الأمريكيين وكل الغربيين.. لا أحد يستطيع أن يمنعها، طالما أمريكا لا تعترض.. وهل تعترض على أفعال لقيطتها المدللة إسرائيل..!!
يوم الاثنين مارست اللقيطة إسرائيل بلطجة إرهاب الدولة وانتهكت عرفاً دينياً وسياسياً لم تشهده الأراضي الفلسطينية المقدسة منذ أيام حكم الرومان.. الى حكم العرب المسلمين.. ثم الصليبيين فالعودة لحكم العرب المسلمين، والأراضي الفلسطينية المقدسة، مفتوحة أمام الحجاج النصارى يدخلون مدنها وبالذات بيت لحم، ويتعبدون في كنائسها، كنيسة المهد، أو كنيسة القيامة في القدس أو كنيسة البشارة في الناصرة حيث يحرص النصارى على تأدية مناسك وطقوس حجهم في يوم ميلاد نبي الله عيسى، وفي يوم رأس السنة الميلادية.
وكعرف وتقليد ديني دأب عليه المسؤولون الفلسطينيون الذين تقع مدينة بيت لحم ضمن نطاق سلطة الحكومة الفلسطينية، كان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات يحرص على حضور قداس الميلاد لمشاركة أبناء شعبه الذين يحتفلون جميعاً في المناسبة تعبيراً للوحدة الفلسطينية وتأكيداً منهم على رفض الاحتلال الاسرائيلي، ومشاركة أبوعمار تجسيد لهذه الأبعاد كونه رمزاً للنضال الفلسطيني، ولهذا فقد ساوم شارون «أبوعمار» باعتقال الذين قتلوا وزير السياحة الإسرائيلي، أو يمنع من التوجه الى بيت لحم، ولأن عرفات بكل بساطة فعل كل ما طلب منه الأمريكيون بتحريض من الإسرائيليين ولم يعد في جعبته ما يقدمه.. وهو ما يعرفه شارون ، فقد نفذ شارون بلطجته ولم يستطع عرفات المشاركة في المناسبة الدينية الكبيرة في سابقة تؤكد كيف ستكون عليه الأماكن المقدسة تحت الاحتلال الإسرائيلي.. سواء كانت إسلامية أو مسيحية.
الرئيس عرفات اكتفى بتوجيه كلمة أدان فيها منعه، وكشف المدى الذي وصل اليه إرهاب الدولة الإسرائيلي الذي يفرضه شارون بتأييد من أمريكا. وكلمة عرفات هي ما استطاع أن يفعله بعد أن استنفد كل الجهود، فلم تنفع تدخلات الفاتيكان ولا بعض الدول الأوروبية والعربية.. وهو ما كان متوقعاً إلا أن عرفات كان يمكن أن يجعل من هذه البلطجة الشارونية عملية نضالية تضاف لسجل عرفات النضالي، فأبوعمار كان قد أعلن عن تصميمه على المشاركة في قداس كنيسة المهد حتى لو اضطر الى الذهاب الى بيت لحم مشياً على الأقدام.
أبوعمار كان يقصد أن يتوجه كما يفعل أبناء شعبه بالسير عبر طرق التفافية، وكان يمكن لأبوعمار أن يجمع خلفه آلاف الفلسطينيين، ويمكن ان تصبح «مسيرة آلام» جديدة يشارك فيها كل أبناء المدن الفلسطينية حتى بيت لحم وقد تصبح مسيرة المليون، فهل كان بإمكان قوات الاحتلال الإسرائيلي أن تقتل مليون فلسطيني أو تغتال عرفات داخل كنيسة المهد.. قد يرتكب شارون مثل هذه البلطجة الإرهابية.. عندها يكون قد منح عرفات شرفاً يخلده أبد الدهر..!!
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|