| عزيزتـي الجزيرة
أخي نزيل السجن، يا من تقيم بين حيطانه.. وتسكن في جنباته لتكن اقامتك هذه درساً من دروس العظة والاعتبار (فليس الخبر كالمعاينة). أخي السجين.. هل أدركت الأسباب التي آلت بك إلى السجن وقادتك إليه؟ هل تذكرت حالك قبل دخوله؟ وهل استشعرت عواقب الذنب ونتائج المعصية؟ وهل أفدت من نفسك تجاه ذلك؟
أخي السجين ألم تعلم أن السجن بقدر ما هو عقوبة وجزاء فهو تربية وإصلاح؟!
ألم تشعر بذلك وتدرك أبعاده؟ فإن كنت كذلك فالحمد لله فإن البشرى لك من الرحمن حيث يقول في محكم التنزيل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم).
ورسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه يقول: «كل أمتي خطاء وخير الخطائين التوابون».
أخي السجين. «احفظ الله يحفظك» أصلح نفسك يصلح لك الناس.. راقب الله في كل حركاتك وسكناتك إذ «إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون» بيد أن استمرار الذنب وحب المعصية يقود إلى زيادتها وإضرام نارها.. فالبدار البدار قبل فوات الأوان، فالشاعر العربي يقول:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على
حب الرضاع وان تفطمه ينفطم |
أخي نزيل السجن: ليكن خروجك من السجن آخر عهدك به.
وأخيراً.. الزم الطاعة وجدد الثقة بالله ثم بنفسك وابدأ صفحة جديدة بيضاء نقية من شوائب الجهل ومحبطات الذات مملوءة بعاطر السيرة والسلوك الحسن فإن التوبة تجب ما قبلها.. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له. والله المستعان وهو الهادي إلى سواء السبيل.
خالد بن عائض البشري
|
|
|
|
|