أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th December,2001 العدد:10681الطبعةالاولـي الاربعاء 11 ,شوال 1422

مقـالات

النهضة الصحية .. في عهد خادم الحرمين الشريفين
د. عبدالإله ساعاتي
برؤية حضارية ثاقبة استشرف خادم الحرمين الشريفين أبعاد المستقبل منذ توليه دفة الحكم في البلاد في شهر شعبان من عام 1402ه ، فأشرف على تنفيذ مشروع حضاري شمولي، نقل البلاد إلى عتبات القرن الجديد متجاوزاً عوامل الزمن ومداراته وعقباته، ليصنع التاريخ الجديد لهذه الأمة، الذي تبلور من خلال سلسلة من التطورات الهائلة التي شملت مختلف القطاعات في بلادنا الحبيبة.
وقاد خادم الحرمين الشريفين البلاد إلى موقع أثير على المستوى العالمي، وسلمها الراية القيادية على صعيد العمل الإسلامي والعربي، فأصبحت المملكة مركز ثقل عالمي سياسي واقتصادي وديني وثقافي، وأصبحت عمقاً استراتيجياً على المستويين العربي والخليجي.
وظل خادم الحرمين الشريفين صانعاً من صناع التاريخ الوطني والعربي والإسلامي الذين سجلوا حضورهم في سجلات التاريح بمداد من نور. وفي الشأن الداخلي خاصة غيّر الملك فهد حفظه الله وجه البلاد من خلال مبادرات ريادية تمثلت في استحداث مجالس وأنظمة أصبحت معها البلاد «دولة مؤسسات»، ففي عام 1412ه أصدر الملك فهد النظام الأساسي للحكم ونظام المناطق ونظام الشورى، ثم أصدر النظام الجديد لمجلس الوزراء، فأصبح في البلاد تكامل للسلطات الثلاث: (السلطة التشريعية والسلطة القضائية والسلطة التنفيذية).والواقع أن الحديث عن إنجازات الملك فهد بن عبدالعزيز الرائدة والكبيرة التي تحققت خلال العقدين الماضيين، يستلزم «مجلدات» ولكنني أعمد هنا إلى الحديث عن المنجزات التي تحققت في المجال الصحي، وبشيء من الإيجاز الذي تقتضيه المساحة المتاحة.
فلقد شهدت الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين تطوراً كمياً ونوعياً هائلاً تجاوز التوقعات، واجتاز محددات الخطط التنموية، وذلك نتاج طبيعي للاهتمام الكبير الذي أولاه خادم الحرمين الشريفين بصحة الإنسان في هذا البلد المعطاء، وكثيراً ما يردد حفظه الله المقولة المعروفة: «إن الأمن في الأبدان، والصحة في الأوطان في مقدمة أولوياتنا».وليس أدل على اهتمامه البالغ بصحة الانسان من أن النظام الأساسي للحكم الصادر في عام1412ه ينص في مادته رقم 31 على التالي: «تعنى الدولة بالصحة العامة وتوفر الرعاية الصحة لكل مواطن». وبلغة الأرقام، لغة العصر، أقول إن إجمالي عدد المستشفيات في المملكة عند تولي خادم الحرمين الشريفين في عام 1402ه، كان (102) مستشفى بينما أصبح عدد المستشفيات في المملكة اليوم (332) مستشفى، أي بنسبة زيادة بلغت (226%).أما بالنسبة لوزارة الصحة فلقد ارتفع عدد المستشفيات خلال العشرين سنة الماضية من (72) مستشفى إلى (192) مستشفى بنسبة زيادة بلغت (175%).
وزاد عدد مراكز الرعاية الصحية الأولية من (951) مركزاً صحياً إلى (1785) مركزاً صحياً، بنسبة زيادة بلغت (87%).
أما القطاع الصحي الخاص فلقد شهد هوالآخر تطوراً كبيراً في عهد خادم الحرمين الشريفين، حيث قفز عدد المستشفيات الخاصة من (31) مستشفى في عام 1402ه إلى (100) مستشفى في العام الحالي 1422ه،بنسبة زيادة بلغت (322%).كما قفز عدد المستوصفات الأهلية من (105) مستوصفات في عام 1402ه إلى (747) مستوصفاً في عام 1422ه(1). ويتجسد التطور النوعي للخدمات الصحية من خلال التجهيزات الحديثة للمستشفيات التي أصبحت تجري فيها العمليات الجراحية الكبرى التي لا تجرى سوى في مشافي دول العالم المتقدمة صحياً، وذلك مثل عمليات زراعة الأعضاء (زراعة القلب والكلى والكبد والرئة والقرنية ونخاع العظام) وغيرها من العمليات الجراحية الدقيقة.
وبينما كان المرضى السعوديون يسافرون بأعداد كبيرة إلى الخارج لتلقي العلاج، أصبح المرضى من خارج المملكة يقصدون المستشفيات الحكومية والأهلية في المملكة للعلاج.
وبينما كان متوسط مأمول الحياة (Life Expenctancy) في عام 1402ه (60) عاماً فقط، أصبح اليوم (72) عاماً نظراً لتطور الوضع الصحي في البلاد. وانخفض معدل وفيات الاطفال من 35 لكل الف إلى 21 لكل ألف.
بفكر نير أصدر خادم الحرمين الشريفين أمره السامي الكريم في عام 1403ه باحتجاز شهادات الميلاد حتى استيفاء التحصينات الاساسية للمواليد الجدد الأمر الذي أدى إلى ارتفاع نسبة تغطية الأطفال بالتحصين إلى 92%، منذ عام 1990م متجاوزة بذلك الهدف العالمي وهو الوصول بالتغطية إلى نسبة 90% في عام 2000م.
ولقد نفذت وزارة الصحة برنامجاً موسعاً لتحصين الأطفال أسفر عن استئصال شلل الأطفال منذ عام 1999م، بينما لم تظهر أي حالة لشلل أطفال بين السعوديين منذ عام 1994م. كما تم إزالة الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف، كما تم إزالة الكزاز الوليدي منذ عام 1986م.
وأخيراً فإن الحديث عن المنجزات الهائلة التي تحققت في عهد خادم الحرمين الشريفين خلال العشرين سنة الماضية يطول، ولكن ما أشرنا إليه يكفي كمؤشر لتجسيد حجم المنجز.
** الهوامش:
(1) انظر كتاب (تطور الخدمات الصحية في عهد خادم الحرمين الشريفين من عام 1402ه إلى عام 1422ه.. حضارة وإنجاز). تأليف كاتب هذا المقال.


أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved