| مقـالات
نتج عن أحداث 11 سبتمبر توجيه اتهامات كثيرة للمملكة العربية السعودية، إضافة إلى هجوم كاسح على الإسلام عقيدة ودينا. كل ذلك بسبب الربط منذ البداية بين ذلك الحادث وأسماء عربية إسلامية، وقد أخذ أمر اشتراك السعوديين في هذا العمل على محمل الصدق وأصبح من الأمور شبه اليقينية عند الناس نتيجة لقوة الإعلام الغربي الذي روج بقوة لتلك المسألة.
ورغم أنه لم تتم اجراءات يستطاع من خلالها الكشف بشكل واضح عن مشاركة تلك الأسماء التي وردت في القوائم والتي تناقضت من قائمة إلى أخرى إلا أن الأمر كما أشرت من قبل أصبح يقيناً عند الغرب على درجة الخصوص وحتى عند كثير من العرب والمسلمين.
وقد أعجبني كثيراً ما قاله سمو الأمير نايف في اللقاء الذي أجرته معه مجلة دير شبيجل الألمانية ونشرت مقاطع منه الصحف السعودية، منها صحيفة الجزيرة في عدد السابع من شوال 1422ه.
فقد أوضح سموه أن الإسلام هو دين تسامح وسلام، ورداً على سؤال لسموه حول وجود خمسة عشر شخصاً ينتمون إلى المملكة العربية السعودية بين التسعة عشر المتهمين في عمليتي نيويورك وواشنطن، قال سموه اننا لا نستطيع ان نتصور ان مواطنين سعوديين شاركوا في تلك العملية الاجرامية، وأضاف قائلاً حسب جريدة «الجزيرة»: انه كان مواطنون سعوديون في تلك الطائرات إلا أنه لا أحد يستطيع أن يثبت أن هؤلاء السعوديين قد قاموا بتلك العملية إذ إنه إلى الآن لم يقدم لي أي شخص دليلاً دامغاً بأنهم وراء هذه العملية. أشخاص قاموا بهذه العملية يجب أن يكونوا من النوع الذين تدربوا تدريباً جيداً على الطيران إذ أن تلك الطائرات ليست من طائرات الهواية أو طائرات خاصة بالمبتدئين.
ورداً على سؤال يخص الجزم من قبل الأمريكيين بأن خمسة عشر سعودياً شاركوا في تلك العمليات وان أحدهم هو الذي قام بصدم البنتاغون وآخر كان مساعداً له، قال سموه: حتى هذه اللحظة أثناء كلامي معك لم نتلق من الإدارة الأمريكية أي دليل أو حجة دامغة تثبت إدانة أو اتهام أي مواطن سعودي.
إن هذه الشجاعة وهذه الحنكة ليست مستغربة على الأمير نايف الذي عرف بثقافة واسعة وجرأة في الحق، وهو هنا يقدم لنا النموذج المثل لما يجب أن يكون عليه المسؤول المحايد المنصف مع نفسه ثم مع الآخرين.
وإلى جانب هذه النقاط التي تخص المملكة كان حديثه يحمل دفاعاً عن الإسلام وعن القضية الفلسطينية يدخلان في إطار إيمان سموه بالقضايا العربية
والإسلامية ودفاعه الدائم عنهما.
|
|
|
|
|