أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 26th December,2001 العدد:10681الطبعةالاولـي الاربعاء 11 ,شوال 1422

مقـالات

رؤى وآفاق
أبناؤنا والتحصيل
د. عبدالعزيز الفيصل
تحصيل المعلومة من الكتاب أو من فم المعلم مطلب يسعى إليه الطالب بشتى الطرق، فقد يوفق الطالب في مسعاه وقد يخفق فيه، والطلاب المتفوقون هم الذين استطاعوا انتزاع المعلومة من مصدرها، والاحتفاظ بها وأدائها في ورقة الاختبار. إن مجتمع المكرمين من المتفوقين ليعطي الرائي ملامح الجد، ونظرة الثبات، وعزيمة التحصيل، فكل أب أتيح له مرافقة ابنه في ذلك الاجتماع ازداد ثقة في الطرق المؤدية إلى النتيجة الجيدة التي يؤمل أن يحصل عليها أبناؤه. وبما أن الآباء يلتمسون الطرق التي تساعد آبناءهم على التحصيل فياحبذا جمع المعلومات من آباء المتفوقين، ومن المتفوقين أنفسهم، لينتفع بها الطلاب الآخرون، فالأب الذي أوصل ابنه إلى درجة التفوق لديه خبرة في تربية أبنائه أكثر مما لدى الآخرين، والطالب الذي أوصل نفسه إلى تلك الدرجة المرموقة لديه من وسائل التحصيل أكثر من غيره من الطلاب، فتجربته جديرة بالأخذ بها وعدم إهمالها، إن كثيراً من الآباء يتمنون الوقوف على طريقة جديدة تتيح لأبنائهم السير بثبات في دراستهم وتحصيلهم العلمي، وبما أن وزارة المعارف ممثلة في إدارات التعليم تكرم المتفوقين في كل عام، فياحبذا جمع المعلومات عن الطالب وأسرته، ومن ثم إخراج تلك المعلومات في كتاب صغير يوزع على المدارس، ويتاح للآباء الحصول عليه عندما يعقد مجلس الآباء في المدرسة.
ثم إن الصحافة لا تعطي تلك الاجتماعات ما تستحقه من الالتفات إليها، فاجتماع كهذا يمس المجتمع بأسره، فكل بيت فيه طالب بحاجة إلى توجيه ورعاية حتى يصبح عضواً نافعاً في مجتمعه، وكلما اهتممنا برعاية أبنائنا، وتوجيههم، قل المتعثر منهم في الطريق الدراسي الطويل.
إن التحصيل العلمي بات ضرورة حتمية، يفرضها واقع العصر، بغض النظر عن التأهيل للعمل، فالمتخلفون عن المدرسة هم الذين يقلقون المجتمع فتجد بعضهم في السجون وبعضهم يسعى إلى جر من هم داخل المدرسة إلى الشوارع، والمقاهي، فتجدهم عند أبواب المدارس عندما يحين وقت خروج الطلاب، يسعون إلى جر الآخرين إلى ساحتهم في اللهو واللعب والتسكع وإيذاء الآخرين، فهم عالة على المجتمع، فإصلاح هؤلاء ليس مسؤولية آبائهم وإنما هو مسؤولية المجتمع، إن رعاية الطالب والتماس الطرق التي تساعده على السير في دراسته هدف يسعى إليه المجتمع بأسره ولذلك سعى ولاة الأمر وفقهم الله إلى توجيه رجال التعليم في المحافظة على النشء بالطرق المختلفة التي تؤدي إلى النتائج المرضية بتوفيق الله.
وبما أن البيوت اليوم تعاني من قلة التحصيل من قبل أبنائها فهي بحاجة إلى الاستهداء للطرق المساعدة على انتشال أبنائنا من عطلة العيد والسهر والنوم في النهار، إن المجتمع عاجز عن توجيه أبنائه في هذه العطل التي تسبق الاختبارات، فقد تتابعت عليهم عطلة آخر رمضان وعطلة العيد، اللتان اغرقتاهم في السهر ليلاً والنوم في النهار، فالليل للألعاب النارية التي ملأت الأسواق، بل ملأت الشوارع، فهي تباع عند إشارات المرور، وقد سمعنا بمنعها ولكن الواقع يخالف ذلك فهي تباع في كل مكان، وبما أن الليل للألعاب النارية والسهر فالنهار للنوم، ونصيب الدروس الإهمال في جميع أيام العطلة. إن معالجة وضع الطلاب في هذه العطلات لا يقتصر على البيت، وإنما تمتد المعالجة إلى المدرسة والمجتمع ومؤسسات التعليم، فقرب الاختبار من عطلة رسمية يمتد ضرره إلى شريحة كبيرة من المجتمع، وهم الطلاب، وعلاج ذلك حصر العطلة في أيام قليلة، وهي أيام العيد، وتمديد العطلة بعد الاختبارات، وبما أن الأمر قد تم في هذا العام فأرجو أن لا يتكرر في أعوام أخرى.
وأما معالجة المجتمع لهذا الوضع فتتمثل في تعاون الأسر، بأن لا تمتد الأمسية في ليالي التجمعات إلى ما بعد منتصف الليل وإنما يكون منتصف الليل هو الحد الأقصى للسمرحتى تتاح للطالب المذاكرة في النهار، فالطالب الذي لا ينام في الليل لن يستطيع المذاكرة في النهار، وإذا تعاونت الأسر فيما بينها في الحد من سهر أبنائها، أصبح ذلك عرفاً وساد العرف في المجتمع.
إن التفاخر بالسهر من قبل الطلاب أمر واقع، وتأثير الطالب على زميله معروف، فإذا تعاونّا في حسم هذه الظاهرة وفرنا للطالب وضعاً يساعده على التحصيل.
وإذا كان تحصيل الطالب العلمي يؤثر فيه المجتمع والبيت فإن تأثير المدرسة والمعلم له الأثر الكبير، فالمعلم قد يلتزم بتعليمات المدرسة والموجه، ويسير في تعليمه على الخطة التي رسمتها جهة التعليم، وقد لا يلتزم بها، فبعض المعلمين قد يحضر إلى قاعة الدرس وهو لم يقرأ الكتاب أو يكون قد قرأه في العام الماضي فقط، فيملي على الطلاب ملخصاً ويقول هذا يغني عن الكتاب، فإذا جاء الاختبار فوجئ الطلاب بالأسئلة التي تطالبهم بما احتوى عليه الكتاب، إن المعلم تتنازعه متطلبات كثيرة، منها بيته، وعمله وتنمية ما وفره من مال أو الانشغال بالاستدانه فإذا لم تكن هناك متابعة من التوجيه التربوي، وإدارة المدرسة فإن عمله سيكون في ذيل قائمة الأمور التي تتنازعه.
إن الطالب في هذه الأيام سيخرج من التراخي إلى الجد، فيجده في مقعد الاختبار، فعليه بالثبات، وقراءة الأسئلة بتؤدة وترو، وبدء الإجابة بالسؤال السهل ثم الانتقال إلى الإجابة على السؤال الصعب في نظره وترك السؤال الأصعب في نظره إلى آخر الوقت، وعليه بالمراجعة وعدم الاستعجال في الخروج، لأن الزملاء خرجوا، فالوقت المحدد في ورقة السؤال ملك الطالب إلى آخر دقيقة.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved