| مقـالات
كلنا يخضع لتأثيرات تأتيه من الخارج، ولكن بدرجات متفاوتة، وكلنا له مقوماته الذاتية التي يستمد منها في تقويمه للأمور، وأيضاً يختلف من شخص لآخر حسب ظروف الشخص نفسه، وحسب ظروف أخرى اجتماعية واقتصادية وثقافية وأخلاقية وأدبية وحياتية متغيرة.
فالإنسان بطبعه جملة من التأثير والتأثر المتبادلين بين الناس جميعاً، وحتى بينهم وبين البيئة، وينتج من كل هذا مقومات شخصية معينة تميز أحدنا عن الآخرين.
هناك من البشر من تأخذه الكلمات والأفعال ذات اليمين وذات الشمال، وهو في تقلب وضياع شبه مستديم، وكثيراً ماتكون تبدلاته المزاجية المرتبطة بأهواء الآخرين خطراً داهماً عليه وعلى غيره، لأن النتيجة ستكون قرارات غير صائبة، وسلوكيات غير صحيحة، وممارسات لاتقل خطورتها عن نتائجها.
فهناك شخص يأتيه فلان من الناس ليذم فلاناً، وبالتالي يتغير رأيه 180 درجة، كما يقولون، ويعادي فلاناً دون سبب وجيه، ودون استقصاء لوجه الحقيقة، وهناك شخص يركب الموجة السائدة، والتيار الأقوى لاعن جهل سواء كان على خطأ أم على صواب، ويسير غير آبه بعواقب الأمور.
وهناك امرأة تسمع من جارتها القيل والقال، فتعادي من تعادي، وتصافي من تصافي، وتصبح العلاقات الاجتماعية والأسرية في مهب الريح بلا مبادئ ولا أسس ولا ضوابط شرعية أو عرفية.
الأمر أكبر من ذلك عندما يكون الشخص المتأثر صاحب علاقات واسعة، أو صاحب مؤسسة، أو إدارة، أو مسؤولاً كبيراً، وبهذا يكون حجم الضرر الحاصل بحجم التأثر، وبحجم المنصب بطبيعة الحال.
ولذلك كان من الدعوات المباركة أن ندعو الله أن يرزقنا نحن وأولياء أمور المسلمين بطانة صالحة، ويهيئ لنا من يعطينا الرأي الصواب.
إن استجلاء الحقيقة من الأمور الصعبة بطبيعة الحال، ولكنها جميلة وعواقبها محمودة على الجميع وهي المطلوبة على الدوام، وسماع النميمة و الغيبة منهي عنه في ديننا الإسلامي الحنيف، الذي دعانا لتجنب ذلك، والأمر السابق يدخل بكثير من جوانبه في إطار الغيبة والنميمة.
إن الأمر يزداد خطراً وخطورة في حال مساسه بحقوق الناس وأعراضهم، وأمورهم الحياتية، وهنا يصل لدرجات من الظلم لايرضاها العباد، فما بالك برب العباد وحقوق العباد مبناها المشاحة لا المسامحة.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|