| العالم اليوم
لا يحتاج أرييل شارون إلى من يشجعه على ارتكاب الأعمال الإرهابية، وتحويل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى إرهابيين محترفين تخصصوا بقتل كل ما يواجههم من الفلسطينيين أطفالاً ونساء وشيوخاً، وإلى جانب أعمال القتل اليومي يقومون بدور السجانين حيث حبسوا شعب فلسطين بأكمله داخل مدنهم وقراهم التي قسمت إلى أحياء لا يخرج منها أحد إلا ويعرض نفسه للقتل أو الإيذاء وحتى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أصبح معتقلاً ولا يستطيع التحرك من مدينة إلى أخرى.. وهي المدن الفلسطينية التي كانت تسمى بالمدن المحررة..!!
نقول لا يحتاج شارون إلى من يشجعه، إلا أن التصريحات والضغوط الأمريكية والأوروبية التي تمارس علناً وسراً على القيادة الفلسطينية دفعت شارون إلى الذهاب إلى أبعد مما كانوا يسمونه «الخطوط الحمراء» فواشنطن التي تحمّل عرفات ما لا يطيقه أي زعيم أو قائد يأمل بتعاطف شعبه معه، لا تستطيع هذه «الواشنطن» أن تقول لشارون بأنه ذهب بعيداً.. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن الأمريكيين يحرضون شارون على إذلال ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية، وليس تشجيعه فقط، وأن الأوروبيين ينافقون الإسرائيليين والأمريكيون معاً، فبدلاً من الضغط على الإسرائيليين لرفع الحصار الإسرائيلي عن المدن الفلسطينية وإبعاد قوات الاحتلال عن مقرات السلطة الفلسطينية ومكتب الرئيس الفلسطيني، يطلب الأوروبيون بوقاحة من عرفات تفكيك البنية التحتية لتنظيمات حماس والجهاد.. مرددين بغباء ما يقوله الأمريكيين الذين يبلغهم الإسرائيليون تلك المطالب التعجيزية التي ورغم تنفيذ عرفات وسلطته لما يستطيع فعله، إلا أنه لم يجد سوى الإذلال والمهانة التي وصلت درجة وقاحتها بمنعه من التوجه إلى بيت لحم لحضور مناسبة دينية يقدسها الأوروبيون والأمريكيون الذين يتجاوزون حتى إهانة مناسباتهم الدينية لإرضاء إسرائيل..
jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|