| متابعة
* كابول أ.ش.أ:
أكد حميد قرضاي رئيس الإدارة الانتقالية لأفغانستان أن حركة طالبان قد قضي عليها تماما من أفغانستان وأزيلت قواعدها الارهابية الرئيسية من البلاد.
وأضاف قرضاي في حديث خاص لشبكة سي.ان.ان الاخبارية الأمريكية وهو أول حديث تلفزيوني يدلي به منذ توليه السلطة في أفغانستان أنه ربما يكون هناك مع ذلك أفراد مختبئون في مناطق أفغانية ونحن نبحث عن هؤلاء منوها إلى انه تم اعتقال بعضهم خلال الأيام الماضية وما زلنا نبحث عن الباقين.
وأشار إلى أننا نتطلع إلى أن ينتهي الارهاب تماما من أفغانستان وإلى التعاون مع المجتمع الدولي للقضاء على ما يمثله الارهاب من تهديد.
وردا على سؤال حول ما إذا كان يعلم في الوقت الراهن المكان الذي يحتمل أن يكون الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان موجودا فيه قال قرضاي انه ليس لدي معلومات دقيقة تؤكد مكان وجوده بالضبط ومنذ يومين تلقيت بعض المعلومات التي تشير إلى ذلك ونحن ندرس هذه المعلومات وفي حالة العثور عليه فسوف يتم اعتقاله..
وعما سيفعل بالملا عمر بعد اعتقاله وما إذا كان سيحاكمه في أفغانستان أو يسلمه للولايات المتحدة قال قرضاي ان لدينا قضية قومية ضده فهو المسؤول عن مقتل الآلاف من المواطنين الأفغان الأبرياء وعن تدمير بلادنا وعن جلب ارهابيين إليها وتسليم هذه الدولة لأيدي هؤلاء الارهابيين والتسبب في معاناة مريرة للشعب الأفغاني كل هذا سيجعلنا نحاكمه في أفغانستان ولكن ان كانت هناك قضية ضده على المستوى الدولي وإذا ما كان هناك طلب لتسليمه دوليا من جانب محكمة العدل الدولية أو من جانب الولايات المتحدة لمحاكمته عن الهجمات الارهابية التي ارتكبت في أمريكا فسوف نسلمه.
وحول مصير أسامة بن لادن وهل يعتقد انه مازال ايضا على قيد الحياة وما هو موقف الحكومة الانتقالية في أفغانستان إذا عثرت عليه فقال قرضاي: سوف نتعامل معه بنفس الطريقة.. انه مسؤول عن الكثير من المعاناة التي شهدتها افغانستان وافراد الشعب كما انه يعتبر احد المقربين للغاية من الملا محمد عمر وكلاهما ارتكب عمليات قتل وتدمير لافغانستان وشعبها فليس هناك إذاً ما يبرر افلاته من العقاب.. وإذا تمكنا من اعتقاله فإننا سوف نسلمه إلى العدالة الدولية.
وردا على سؤال يقول هل ترى انه من الضروري ان يتم تسليم أسامة بن لادن إلى السلطات الأمريكية فور القاء القبض عليه بالنظر إلى علاقته بالعمليات الارهابية التي شهدتها الولايات المتحدة في الحادي عشر من شهر سبتمبر الماضي قال قرضاي «اننا ندين بشدة تلك الاعتداءات الارهابية ضد الولايات المتحدة والتي ادت إلى قتل اشخاص ابرياء.. لقد شاهدت بعيني هذه الاحداث وشاهدت بعض الاشخاص الذين كانوا يحاولون الفرار من الموت بالقفز من الادوار العليا.. ان ما حدث يمثل عملا اجراميا.. وسوف نقوم بتسليمه إلى الولايات المتحدة».
وردا على سؤال يقول «هل تعتقد مثل الرئيس الباكستاني برويز مشرف الذي اعلن مؤخراً ان أسامة بن لادن قد لقي مصرعه خلال الغارات الأمريكية المكثفة التي استهدفت كهوف تورا بورا في أفغانستان قال قرضاي ليس لدينا معلومات بهذا الصدد.. لكن إذا كان قد مات بالفعل فإن ذلك سيمثل خبرا طيبا بالنسبة لشعوب العالم بالتخلص من مصدر من مصادر التهديد بالارهاب والذي كان يمثله هذا الشخص.
وردا على سؤال آخر يقول «ان بريطانيا تقود القوات الدولية لحفظ السلام في أفغانستان بالتعاون مع قوات أوروبية وآسيوية اخرى فما هي المدة التي ترى ان هذه القوات الدولية يمكن ان تبقى خلالها في أراضي أفغانستان فقال قرضاي لقد عقدت اجتماعا في وقت سابق مع مجموعة كبيرة من المواطنين الافغان الذين وفدوا إلينا من جنوب شرق أفغانستان وقدموا اسئلة حول وجود هذه القوات الدولية في الأراضي الافغانية.. وهذه هي المرة الاولى التي يتم توجيه مثل هذا السؤال الينا من جانب المواطنين الافغان منذ تولي مهام رئاسة الحكومة الانتقالية في أفغانستان.. ان قوات حفظ السلام الدولية عليها التزام حيال المجتمع الدولي بتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان وهي محل ترحيب هنا ويتعين أن تبقى معنا أيا كانت المدة التي سوف يتطلبها تنفيذ مهمة حفظ السلام في افغانستان وطالما كنا في حاجة إليها من اجل تنفيذ التزامات المجتمع الدولي.
ومضى قرضاي يقول نحن نحتاج إلى حفظ الامن والقانون في الأراضي الافغانية ونأمل ان نشكل وزارة وطنية تتولى شؤون الدفاع وقوات شرطة وبمجرد تكوين الاجهزة الافغانية القادرة على حمايتنا وحماية مواطنينا فإنه لن تكون هناك حاجة إلى وجود قوات حفظ السلام الدولية في أراضي أفغانستان.
وعن وجهة نظره بالنسبة للدور العسكري الأمريكي في أفغانستان خلال الفترة القادمة بالنظر إلى ان القوات الأمريكية ليست جزءاً من قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان.. قال قرضاي ان المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة خلال الشهرين الماضيين.. سواء على الصعيد الإنساني أو لمكافحة الارهاب تعتبر مفيدة وثمينة للغاية لافغانستان.. فقد كان من المستحيل بالنسبة لنا بدون هذه المساعدات ان نتمكن من الوقوف أمام الارهاب والقضاء على نظام طالبان، اننا نشعر بالامتنان للشعب والحكومة الأمريكية لما قدم لنا.. ان الولايات المتحدة ساعدتنا بنفس الطريقة التي ساعدتنا بها من اجل التخلص من القوات السوفيتية.
وأضاف قرضاي قائلا: نحن ندرك ان القوات الأمريكية ليست جزءاً من قوات حفظ السلام الدولية في أفغانستان.. غير انها تستطيع «مع ذلك» البقاء في الأراضي الافغانية إذا ما استمر وجود تلك العناصر الارهابية وفلول الارهابيين في أفغانستان.. اننا ملتزمون بتحرير أراضي أفغانستان وبقية دول العالم من خطر الارهاب وسوف نستخدم كافة الوسائل من اجل تحقيق ذلك.
وردا على سؤال آخر يقول هل شعرتم بالدهشة ازاء السرعة التي تهاوت بها حركة طالبان وسرعة التخلص من تنظيم القاعدة في أفغانستان قال قرضاي «في الواقع لا اشعر بالدهشة.. فمنذ نحو شهرين زرت أفغانستان وادركت من خلال المواطنين ان هناك حرصا شديدا من جانبهم على التخلص من نظام الحكم القمعي لحركة طالبان كما كان يرادوهم ايضا شوق شديد للتخلص ايضا من الارهابيين الموجودين داخل أفغانستان.. ان المواطنين اقروا بضرورة التخلص من الارهاب والذي عانوا منه كثيرا وكانوا اول ضحاياه.
وأكد حميد قرضاي في حديثه الخاص إلى شبكة «سي ان ان» الاخبارية ان الشعب الافغاني كان حريصا على التخلص من نظام طالبان ومن الارهابيين وعندما لاحت له الفرصة قرر الخلاص منهم بمساعدة الولايات المتحدة واصدقاء أفغانستان.
وقال ان الملاحظ ان الشعب الأفغاني كان له دور فعال للغاية في الوقوف في وجه الارهاب واجبار طالبان على الرحيل من أفغانستان.
وردا على سؤال يقول هناك تقارير متناقضة تفيد بانك قد تعرضت للاصابة بجروح خلال غارة جوية امريكية على جنوب أفغانستان وان القوات الأمريكية قامت بنقلكم باستخدام طائرة هليكوبتر فما هي الحقيقة بالنسبة لهذه التقارير.. قال قرضاي لم اتعرض في الواقع لاصابة خطيرة فقد كانت مجرد خدش بسيط في الرأس غير ان بعض الاصدقاء اصيبوا بجراح بل مات بعضهم ومن بينهم افراد من القوات الامريكية.. غير انه لم تكن هناك حاجة إلى نقلنا بالطائرة من موقع الحادث.. ففي هذا اليوم بالذات تلقيت نبأ تكليفي رسميا برئاسة الحكومة الانتقالية في أفغانستان كما تلقيت في نفس هذا اليوم ايضا رسالة من حركة طالبان تفيد برغبتهم في الاستسلام.
وردا على سؤال آخر يقول «ان المرأة في أفغانستان تعرضت للقمع خلال حكم طالبان فهل سوف تمنحون النساء حقوقا متساوية للرجال في حكومتكم الجديدة التي تضم سيدتين قال قرضاي ان المرأة لعبت دورا في تاريخ أفغانستان في الماضي وتاريخ أفغانستان يحفل بنماذج عديدة لنساء لعبن دورا قياديا في شؤون أفغانستان.. ولا اريد ان اتطرق إلى تفاصيل بهذا الصدد.. غير انه في التاريخ القريب أي منذ نحو 30 عاما كانت هناك سيدات افغانيات يتمتعن بعضوية البرلمان واعتقد ان النساء لهن دور رئيسي في قطاعات التعليم والصحة وان اكثر من خمسين في المائة من القوة العاملة في هاتين الوزارتين حاليا من النساء.
ومضى قرضاي يقول ان النساء سيقمن بدورهن في اطار الاسلام والتقاليد الافغانية واعتقد ان هذا الدور سيكون دورا مهما.
وحول حجم ما تحتاجه أفغانستان من اموال من اجل اعادة اعمارها سواء من الولايات المتحدة أو الدول المانحة قال قرضاي إننا في حاجة إلى مليارات الدولارات من اجل اعادة تعمير أفغانستان.. فهذه الدولة تعرضت لعمليات تدمير منظمة لسنوات عديدة ومرافق الحياة الاساسية في أفغانستان تعرضت للتدمير الكامل أو الاتلاف الجزئي ومن ثم فإننا في حاجة إلى اعادة بناء مرافقنا الأساسية فقد عانى الشعب الافغاني طويلا سواء على ايدي الارهاب أو التدخل الخارجي.
واختتم قرضاي حديثه الذي انفردت به شبكة سي.ان.ان الاخبارية الامريكية قائلا «انه من الطبيعي ان تكون أفغانستان في حاجة إلى المساعدة والمساعدة الكبيرة من جانب المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة.
وأضاف: إننا نأمل في الحصول على المال اللازم من اجل اعادة تعمير افغانستان والتي تمثل مهمة شاقة قد تستغرق عدة اعوام.
|
|
|
|
|