|
| الفنيــة
* جدة صلاح مخارش:
بدأ الإعداد والتجهيز للأوبريت الغنائي الضخم الذي سيشهده حفل افتتاح مهرجان التراث والثقافة بالجنادرية الذي ستنطلق فعالياته هذا الشهر. والأوبريت (أنشودة العروبة) الذي كتبه معالي الدكتور غازي القصيبي ولحنه الفنان محمد عبده سيشهد ولأول مرة مشاركة عدد من نجوم الغناء في العالم العربي حيث علمت (الجزيرة) أن المشاركين في الشدو بهذا الأوبريت هم محمد عبده، عبدالمجيد عبدالله، شادي الخليج، نور مهنا، سعدون جابر، هاني شاكر، أحمد فتحي وعبدالهادي بلخياط. وقد حصلت (الجزيرة) على النص الكامل لهذا الأوبريت ومشاهده الخلفية.
أوبريت
أنشودة العروبة
شعر: غازي القصيبي
المشهد الأول: العالم العربي
«الخلفية خارطةالأمة العربية ومن المستحسن أن تكون خارطة فنية لا سياسية بمعنى أن تبرز المعالم الرئيسية والطبيعية والحضارية دون تسمية الدول أو رسم الحدود».
إسلمي يا أمة العُرب إسلمي.. إسلمي تفديكِ روحي ودمي
وخذي من أمسِ أغلى القِيَمِ.. واحمليها للغدِ المبتَسمِ
**
من ذُرى أوراس.. من شَمِ الجبالِ.. لخليجٍ حالمٍ فوقَ اللالي
وطن يجمعه حبُّ المعالي.. وطن متحد لم يُفصَمِ
**
مدن العَرب جميعاً.. مُدني.. تلك بيروتي.. وهذي عَدَني
كلُّ شبرٍ عربيٍ.. وَطَني.. وطني الفرد الذي لم يقسمِ
**
قلّبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ(1)
المشهد الثاني: ظهور الإسلام
«الخلفية مكة المكرمة والمدينة المنورة»
ها هنا مَّكةُ.. من مَّكةَ نادانا الضياءُ
وُلدِ الهادي.. فقلُب الكْون حبٌ ودعاءُ
طافتِ البشرى على الأرضِ.. وضمّتها السَماءُ
وتهاوى الشرك مذعوراً.. كما طار الهباء
نزل الوحي.. وفي الآيات نور.. وشفاء
شرعة الله تعالى الله عدل.. وإخاء
وهنا طيبة.. من طيبة يمتد النداء
دعوة التوحيد.. تطوي الأرض.. فالأرض رجاء
ومساواة.. وإحسان.. وعز.. وإباء
جاء نصر الله بالفتح.. وفاز الشهداء
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
**
المشهد الثالث: الدولة الأموية
«في الخلفية دمشق والجامع الأموي وقصور ورايات وجنود»
من دمشق خرج الفرسان.. يحدوهم هشام
بيرق يخفق في الريح.. ومجد لا يرام
وفتوح تتوالى.. ومغاوير عظام
وقصيد سار.. ترويه قصور.. وخيام
زهرة الدنيا.. دمشق.. باسمها غنى الحمام
بردى يخطر في الغوطة.. والورد حزام
لوحة أظهرها الفجر.. وغطاها الغمام
يشهد التاريخ أن المجد دنياه الشام
ملعب للعز.. في ساحاته الصيد الكرام
وعروس من شموس.. في علاها.. لا تضام
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
**
المشهد الرابع: الدولة العباسية
«في الخلفية بغداد ونهر دجلة وقصور وجوامع ومعاهد»
هذه بغداد.. من دجلتها عب الخلود
وعلى شرفته يخطر هارون الرشيد
وعلى الأفق سحابٌ.. في المسافات بعيد
قال: أمطر حيثما شئت.. خراجي سيزيدُ
أينما أمطرت أرضي.. ليس للفتح حدود
هذه بغداد عقد.. بالمروءات.. نضيد
أصبحت حاضرة العالم.. تبني.. وتشيد
هذه بغداد.. فقه.. وعلوم.. وقصيد
وأبو تمام يشدو.. في رباها.. والوليد (2)
أمه تسكب أنواراً.. ودنياً تستزيد
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
المشهد الخامس: فتح الأندلس
«في الخلفية طارق بن زياد وجنوده في مواجهة العدو بينما السفن تحترق في البحر»
طارق ابن زياد.. ورؤى المجد تنادي
قال: يا قوم! تعالوا.. ها هنا سوق الجهاد
خلفكم بحر.. وفي البحر سفين من رماد
وحواليكم مدى الآفاق حشد من أعاد
ليس غير النصر.. إلا الموت في ساح الجلاد
أطلعت أندلس زينتها في كل واد
هتفت بالفاتح العادل.. أسلمت قيادي
فغدت غرناطة الغراء.. نبراس البلاد
وحكت قرطبة الخضراء.. أمجاد البوادي
ذلك التاريخ مسطور بفخر.. لا مداد
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
المشهد السادس: معركة حطين
«الخلفية صلاح الدين الأيوبي وجيوشه في مواجهة جيوش الصليبيين».
وهنا حطين.. في حطين تاريخ البسالة
وصلاح الدين يرمي.. في الأعاصير رجاله
يتحدى غاصب القدس.. ويشتاق نزاله
حشد الغرب على الشرق أفانين النذالة
سرق الأقصى وألقى.. في المحاريب رحاله
ظل جيش الغدر قرناً.. عربد البغي خلاله
وصلاحُ الدين في حطين.. ما أروع حاله!
تخذ الإيمان درعاً.. جعل الحق نباله
جمع التوحيد والوحدة.. فالنصر حياله
راجع مسجدنا الأقصى إلينا.. لا محاله!
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
المشهد الثامن: انتفاضة الأقصى
«في الخلفية المسجد الأقصى وأطفال الحجارة يواجهون المدرعات والدبابات الإسرائيلية»
وقف العالم مبهوراً بأطفال الحجارة
روعوا البغي.. وهزوا.. بالحصى قلب الحضارة
حجر أرعب إسرائيل.. فهي المستثارة
تحرق الزيتون.. والليمون.. والطفل.. وداره
خسئت: لن تطفىء النيران للثأر شراره
وقف الطفل شجاعاً.. يتحدى كل غاره
يتلقى طلقة الغدر كمن يلقي البشارة
ويضم الموت مشتاقاً كمن عانق جاره
ودم «الدرّة» يمحو.. وصمة الذل.. وعاره
ويعيدُ المسجد الأقصى إلينا... وجداره
**
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
المشهد التاسع: وحدة الإسلام والعروبة
«الخلفية مبنى الجامعة العربية في القاهرة ومبنى منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة وأشخاص يرتدون الثياب العربية وأشخاص يرتدون ثياباً من مختلف أنحاء العالم الإسلامي»
عربي أنا لولا الدين ما حققت مجدا
فبه أرسيت عزا وبه أرسلت جندا
إن بين العرب والإسلام عبر الدهر عهدا
قل لمن فرق ما بينهما: لا نلت رشدا!
لا تقل جدّي! جعلت الدين لي أصلاً وجدا
وحَّد ا لعرب فساروا في جيوش الفتح أسدا
يذكرون الله لا قيساً.. وبكراً.. ومعدا
توّج الإسلام تاريخي.. وما أخلف وعدا
يملأ الدنيا هداه.. طاب هذا النور وردا
عربي أنا لم أرفع سوى الإسلام بندا
قّلبي يا أمتي سْفرَ الخُلودِ.. وانظري إشراقة النورِ الوليدِ
توقظ الدنيا على عهدٍ جديدِ.. اسمُه الزاهر نصرُ المسلمِ
**
ذلك التاريخ.. تاريخي المنير.. وعلى أثاره سوف أسير
ما مصيري؟ وحدة العرب المصير.. وحدة ترفعنا للقمم
**
من ربى النيل... إلى أقصى ظفار.. كل دار هي رغم البعد دار
كل من فيها شيوخي وصغاري.. وحدتنا نخوة المعتصم
**
سوف يبقى وطن العرب أبياً.. شامخاً يستهدف النجم العليا
عربياً.. عربياً.. عربيا.. قسماً باللهِ! هذا قسمي
(1) هذا المقطع لازمة تتكرر قبل كل مشد
(2) الوليد هو البحتري
|
|
|
|
|
