| مقـالات
رغم اهتماماتنا المتباينة كمواطنين في هذه المنطقة المستهدفة من الطامعين الحاقدين تبقى عيوننا ترصد بأمل وتفاؤل الخطوات التي تتخذها الجهات الرسمية والتي توحي بتقارب القوانين والأنظمة سعيا نحو قيام اتحاد من نوع ما، والذي سوف يفضي في نهاية المطاف ان شاء الله نحو وحدة خليجية كنواة لوحدة عربية كاملة بالتدريج، بعد ان أثبتت الأحداث في العقود الماضية ان هذه الأقطار تواجه اخطارا لتقويض استقلالها بغية الاستحواذ على ثرواتها الطبيعية وبالتحديد مخزونها البترولي.
نعترف بأن ثمة مشكلات قائمة في بعض دول الخليج على رأسها هذه الجنسيات المختلفة والتي تكاد ان تزيد نسبتها احيانا عن عدد المواطنين الأصليين.
فهذه العقبة ينبغي دراستها وايجاد الحلول لها عن طريق استجلاب عمالة عربية عوضا عن هذه العمالة ذات الرطانة بصرف النظر عن كونها مسلمة لأنها تشكل خطرا على هوية المجتمع الذي تنتشر فيه.. اذاً فانه بحكم اهتماماتي الشخصية فان زياراتي لدول الخليج تجعلني أحسس واقع اكثر تلك الاقطار التي تكاد ان تسيطر على اسواقها جنسيات متنوعة، يتضح فيها العنصر الهندي والايراني في حين ان العنصر العربي وهذا مؤلم يكاد ان يكون غائبا لان فتح باب الهجرة على مصراعيه افرز هذا الطوفان الذي له الكثير من السلبيات.. وهكذا فإنني اطرح اسئلتي الحائرة احيانا على بعض الافراد العربية المغتربين في هذه المنطقة. ومن الطريف انني تعرفت على شاب من فلسطين يقود عربة اجرة حيث اعرب لي عن طموحه في ان يستقر في البلد الذي قابله فيه وقد عارضته لان الفلسطينيين بالذات يحتاجهم وطنهم في هذه المرحلة بالذات في وجه الهجمة الصهيونية التي تحاول تفريغ وطنهم من اهله الاصليين حتى يستوعب اعدادا اخرى من المستوطنين اليهود الذي يجري جلبهم من الشتات ليشكلوا اكثرية تواجه اصحاب الارض. وقد اخبرني ذلك المغترب الفلسطيني بأن الدولة التي يقيم فيها تشجعه على البقاء فيها بدليل انه بعد تخرجه وحصوله على شهادة طب الاسنان من الخارج افسحت له مجال العمل بدون مرتب حتى يكسب الخبرة لمدة ثلاثة اعوام يعار بعدها الى تعيينه بصورة رسمية ولهذا السبب فهو يعمل كسائق عربة اجرة ليتمكن من الانفاق على نفسه.. فتساءلت هنا لماذا لا يطبق لدينا نظام قريب من هذه الخطوة التي سعت اليها هذه الدولة لاستيعاب عمالة عربية مؤهلة؟.. لماذا لا نفكر بتشغيل بعض الشباب الذين يقف في وجه منحهم فرصة عمل افتقاد الخبرة كمتدربين لفترة معينة بدون مرتب يعار بعد ذلك الى تثبتهم في تخصصهم؟.. انها فكرة استقيت مدلولها من دولة عربية نامية تواجه نفس مشكلتنا في تعيين مواطنين عرب بدلا من العناصر الاجنبية اطرحها على المسؤولين عن التوظيف في وزارة الخدمة المدنية بالاضافة الى الاكثار من مؤسسات التدريب في شتى المجالات حتى نفسح المجال لشبابنا الذين يكاد القنوط يصيبهم من عقبات التوظيف لاسباب كثيرة منها خلوهم من الخبرة المطلوبة لشغل بعض الوظائف.
للمراسلة: ص . ب: 6324
الرياض: 11442
|
|
|
|
|