رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th December,2001 العدد:10680الطبعةالاولـي الثلاثاء 10 ,شوال 1422

مقـالات

الحرُمات بين غطرسة القوة وصلف الخطاب..! 1/2
د. حسن بن فهد الهويمل
الأوضاع المتفجرة في بقاع كثيرة من العالم المستضعف فتن كقطع الليل المظلم، لا يعرف الغادون والرائحون في مدارجها مواطئ أقدامهم.وجرائر الفتن وطرق توقيها استوفاها العلماء، وتقصاها المجربون، ووثقها المؤرخون، وعرَّفها القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف، لمن أراد السلامة والهداية. فلقد حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته من إيقاظها أو الوقوع فيها. وصفُها بالنائمة مؤشر لما يعرف بالملفات الساخنة ويؤر التوتر: ينياً وطائفياً وحزبياً وحدودياً. وهي عبوات موقوتة، وبراكين خامدة، كما النائم المرتقب قيامه. ودول الاستكبار والغطرسة تلوح بالملفات لكل من عنده قابلية، وللحكماء مقولة تعد من معتصر المختصر:«إذا أقبلت الفتن لم يعرفها أحد من الناس، وإذا أدبرت عرفها كل الناس». وتلك مقولة واعٍ مجرب. وطبيعة الجهلة التهافت على اللهب كما الفراش، وسمة العارفين التأمل والحلم والأناة والاعتزال وتفويت الفرص على الأعداء، ولكنَّ معرفة المدْبر لا تغني من الحق شيئاً. والشريعة الإسلامية كان لها موقف راشد من الفتن، لمعرفة خطرها حين تقبل وآثارها حين تدبر، والناصحون الواعون من المسلمين تعاملوا معها بحذر شديد. قال تعالى«والفتنة أشد من القتل» ومن ثم أذن بالقتال للحيلولة دون حدوثها« وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة» ذلك أن«الفتنة أكبر من القتل».
ولأنها كالأوبئة تفتك بالمقيم والظاعن، وتطال المعتزل والضالع، ولا تفرق بين معتد ومسالم، ولأن أثرها التدميري يبقى على أرض الواقع، وأثرها النفسي يتجذر في الأعماق تتوارثه الأجيال في ترصد وتربص، فقد حذر الله منها، وحفز على اتقائها، والأخذ على يد السفهاء«واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة». والفتنة تكون: فكرية تنشأ من الاختلاف حول نظرية التلقي والتأويل والمرجعية، وتكون فعلية تحركها أصابع خفية ومصالح متصادمة، وينفذها مكرهٌ أو غبيٌ. والقرآن الكريم فصل القول في الفتنتين، وسوى بينهما، إذ كل واحدة منهما تفضي إلى الأخرى«فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة». والمخالفون لما أمروا به يعرضون أنفسهم للفتنة «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة». والفتن التي اجتاحت العالم الإسلامي عبر تاريخه الطويل منشؤها مخالفة الأمر الشرعي أو التأويل الطائفي للنصوص.
وهي دركات: فمنها مالا يبقى ولا يذر، ومنها ماهو كرياح الصيف. منها فتن محدودة، وأخرى شاملة، بعيدة الأثر، أو قصيرة المدى، منها فتن تكفرها الطاعة والتسبيح والاستغفار، ومنها مالا بد له من التوبة النصوح بشروطها عند الفقهاء، منها العارض المنذر، ومنها المفاجئ المباغت، وأشدها ما كانت كما وصفها عمر بن الخطاب رضي الله عنه تموج كموج البحر، وهي قد نفذت إلى الأمة بعد أن كُسِر بابها المغلق. ومن ثم فهي قائمة إلى قيام الساعة، حتى لقد قال عنها عمر: ذلك أحرى ألا بغلق بابها أبداً، ولا تكفي لمواجهتها حسن النوايا ولا سلامة المقاصد، بل لابد من بصر وبصيرة، ومعرفة بالحكم وتنزيله، واجتماع كلمة، واستطاعة مواجهة، والذين يتفلتون بفتاواهم وآرائهم، ويبادرون إلى القول الخارج على جماعة المسلمين إنما هم كقاصية الغنم، والمشاهد العربية والإسلامية تموج بالطوائف والأحزاب المتصارعة في القول وفي الفعل، مما يخدم العدو، ويشرع له التدخل إما للتحريش أو للتصفية.
والفتن كما اللهب للفراش، أو كما المتبرجات بزينة لمرضى القلوب، تجر أقداماً وتستهوي أنفساً، فقد يقع الإنسان في الفتنة مجبوراً أو مستبصراً أو عابر سبيل، يوقظها أو يسعى إليها، وكل أولئك يمسهم طائف منها، فيهلكون مهلكاً واحداً كما في الحديث الصحيح ولكنهم يصدرون مصادر شتى، إذ يبعثهم الله على نياتهم، ومن هذا الحديث يتبين لنا، أن الإنسان قد يكره على الوقوع في الفتنة، ثم لا يملك القدرة على التخلي منها، فيكون فاعلاً مكرهاً، وقلبه مطمئن بالإيمان. ومراجعة عائشة رضي الله عنها لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر الجيش الذي يغزو مكة ثم يخسف بأولهم وآخرهم، وإجابته لها، دليل على أن العذاب يعم، والجزاء يخص، فكل هالك يبعث على نيته. وقد يخرج الرجل من بيته مجاهداً في سبيل الله، متصوراً أن دعوى الجهاد قائمة، وأن الصراع القبلي، وصراع المصالح والاستراتيجيات، واللعب السياسية من الجهاد المشروع، فيقع أجره على الله، محيلاً الإثم على من غرر به، ومن جر قدمه بالقول أو بالفعل.
وقد تتقاطع الفتنة مع مصالح الأمة، بحيث لاتجد بداً من الدخول فيها على كره منها، وقد لا تكون في العير ولا في النفير، ولكن لأنها في سياق موبوء، يمسها طائف من دخنها. وتحذير الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتن والإشارة إلى مطارحها، حفز الناجين من صحابته رضوان الله عليهم إلى معرفة طرق الخلاص، وهم قد أشاروا إلى الإكراه والانطلاق بالمعتزلين إلى أحد الصفين، والرسول صلى الله عليه وسلم قد بين لنا أسلوب التعامل الراشد. والمكره أو المتقاطع أو المتعرض للفتن دون اعتراض: دولاً أو أفراداً، من واجبهم اختيار أهون الضررين والدفع بالتي هي أحسن، إذ النائم عن الفتن خير من اليقظان، واليقظان خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي خير من الساعي. وتلك مضامين أحاديث كررها الرسول صلى الله عليه وسلم على أصحابه، فوعاها من وعاها، وغابت عمن أراد الله له الوقوع في أتوانها: عقاباً أو تمحيصاً. ومن وجد ملجأ أو معاذاً، فليعذ به كما في الصحيح. ومن لم تكن له إبل ولا غنم ولا أرض يلحق بها، ويعتزل الفن، وجب عليه أن يدق على حد سيفه بحجر، ثم لينج إن استطاع النجاء. والكاتب الذي يحمل قلماً فاعلاً مؤثراً، والبليغ الذي يتوفر على لسان فصيح مثير، والعالم بالأحكام المتصدر للفتوى على جهل بالنوازل، وعدم معرفة بإنزال الأحكام عليها، لا يقل أثرهم عن الخائض بسلاحه، وواجب أولئك مراقبة الله، وتحري الأصلح للأمة، والمصير إلى ما يجمع كلمتها، ويقيها مصارع السوء، والصمت ورفع القلم للمعافى غنيمة باردة، إذ كل من لحق بالفتنة بناء على فتوى أو تحريض، فعلى المفتي والمحرض جريرة فعله، وكل من كان قوله سبباً في إشعال الفتنة عليه كفل منها. وحسان بن ثابت رضي الله عنه جمع بين سيفه ولسانه في التأثير، ووصفهما بأنهما صارمان بل زاد ليقول:«ويبلغ مالا يبلغ السيف مقولي». والحروب الطاحنة بين طوائف المسلمين يغذيها سلاح الأعداء، وتحريض الجريئين على الفتيا، والمغرِّر كالمموِّل سواء بسواء.
وإشكالية الفتن أنها تضل العقلاء، وتحير الحكماء، إذ ربما تقوم الفتنة بين فئتين دعواهما واحدة، فيما تكونان باطلتين، أو تكون إحداهما محقة والأخرى باطلة، وقد يخون المحقةَ سوءُ التعبير أو ضعفُ التدبير، وقد أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك. وما يعيشه العالم اليوم من قتل همجي مجاني وحروب أهلية، يؤزها المستفيدون، ويغذيها المصلحيون تحقيق لنبوأة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخبر عن كثرة الهرج وهو القتل. والقتال الشرس العنيف بين طوائف المسلمين، والحقد الدفين الذي يحمل على قتل الجرحى والأسرى، يبعث على الاشمئزاز ومراجعة النفس قبل الخوض مع الخائضين. فأين أخوة الإسلام؟ وأين ما جعله الله بينهم من مودة ورأفة ورحمة؟ وما ينال المسلمين المتناحرين من عدوهم دون ما ينالونه من أنفسهم. والمؤذي أن كل فتنة عمياء دافعها الحقدُ والضغينةُ وحبُّ السلطة تحالُ على الإسلام، وكل ممارسة إرهابية تجد من يشرع لها، والفارغون للقول ومن الورع، المتسرعون في إصدار الأحكام، يصدِّقون الدعاوي الكاذبة، حتى إذا انجلى الغبار، وبان العوار، صمت الكل، ولم يجرؤ أحدٌ على تصحيح فتياه، ولم تكن الجرأة في الاعتراف بالخطأ كالجرأة في دفع المتحمسين إلى أتون الفتن، وجاهزيات القول تشوه سمعة المسلمين، و تحرض المندفعين على تجريد السلاح من الأغماد.
والمُطمْئِن أن الله أعطى لرسوله وعداً، والله لا يخلف الميعاد. فلن يهلك أمته بسنة عامة، ولن يسلط عليهم عدوَّاً من سوى أنفسهم، يستبيح بيضتهم. والذين يمتعضون من الصراعات الدامية بين طوائف المسلمين، لا يستذكرون عدم استجابة الله لرسوله صلى الله عليه وسلم، حين سأله ألا يجعل بأسهم بينهم. وواجب العلماء الناصحين أن لا يذكوا البأس، وألا يشرعوا للفتن بتأييد طائفة على أخرى. أو تحريض المتحمسين على عدو يتربص بالآمنين الدوائر، ويملك أزمة الأمور، وإذا لم يتمكن القادرون من نزع الفتيل، فلا أقل من اعتزال الفتنة بالصمت، وحين لا يتحقق الوئام، فليكن فك الاشتباك، وكيف نتطلع إلى الوئام، وقد أخبر الصادق الأمين أن بأس المسلمين بينهم قائم، وتحقق هذه النبوأة تحمل العقلاء على ألا يكونوا بالضرورة من وقود الفتن، فالرسول الذي سلم بقيام الفتن بين طوائف المسلمين، أرشد إلى أهمية اعتزالها، وتوقي شرورها، وحتمية القيام تأتي في سياق الامتحان«أحسب الناس أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون». وإذا استحال الاعتزال، وتعذر لزوم الصمت، وجب على الواقعين معالجة الأمور باليسر والرفق والجنوح للسلم، وفي الحديث الصحيح أن الله يثيب على الرفق مالا يثيب على العنف، والتيسير مطلب إسلامي، والحلم والأناة في مواجهة الفتن سمة الناصحين لقومهم المؤتمنين على أموالهم وأعراضهم ودمائهم من قادة وعلماء ومفكرين، وهما خصلتان يحبهما الله، كما قال الهادي البشير«للأشج»، وقد وصف عمرو بن العاص الروم حين سمع أنهم أكثر الناس عند قيام الساعة بأنهم أحلم الناس عند فتنة، فمواجهة الفتن لا يتطلب الاهتياج الأعزل، ولا المبادرة الفجة، ولا التقحم المتسرع، ولا التصدر للفتيا المخالفة للإجماع، ولعل إيماء الرسول صلى الله عليه وسلم لكثرة الروم إنما مرده تفاديهم تقحم الفتن، وهو ما أحال إليه عمرو بن العاص رضي الله عنه.
وآيات الذكر الحكيم، والأحاديث النبوية الشريفة، وتقصي العلماء لبوادر الفتن وأنواعها ومستوياتها ومثيراتها ونتائجها مواعظُ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. وأصحاب القرار والنخب العلمية والفكرية والسياسية إن لم يكونوا على علم مفصل بأدق متعلقاتها، وما تجره من نكبات وفواجع، وما يتوفر لها من سهولة في قيامها، وعسر في حسمها، فإن واجبهم العلم قبل القول والعمل. فلقد جر الجاهلون المتسرعون على بلادهم الجوع والخوف والقتل، وأصلوا العداوة والبغضاء، وزرعوا الفتن، وفرقوا الكلمة، وامتد ذلك إلى الأمة العربية والإسلامية، فأذهب ريحها، وقعد بها عن القيام بواجبها، وسلط عليها عدوها الذي نفذت سلطته باسم توفير الحرية وحقوق الإنسان، حتى لقد امتلك بوثائق الإدانة حق التدخل العسكري، والمصطلون بلهيب الفتن يعرفون القدرة على إشعالها لكل مريد، وتأبى الخروج منها على كل داخل فيها متضرر منها.
ولسنا فيما نقول محكَّمين، نضطلع بمهمة التزكية أو التجريم لا لواقع فيها ولا لمحرض عليها، ولسنا مبررين لتصرف «النسر النبيل» أو دعوى«العدالة المطلقة»، ولسنا جاهلين بما قاله كل من«فوكوياما» عن نهاية التاريخ وما قاله« صامويل هاتنقتون» عن الصراع، وما قاله«فوليرايت» عن«غطرسة القوة»، وما قاله« أقطاب حلف الناتو» عن أن الخطر والعدو المقبل والمستهدف هو الإسلام، ولسنا غافلين عن التلويح بالحرية والحقوق وانحراف المناهج التعليمية، ولا مطمئنين على ما يتداوله الإعلام الغربي بتحريض من اللوبي الصهيوني، ولا مصمّين الآذان عن حقد« في . إس. نايبول» الذي دفعه ثمناً لجائزة نوبل. كل ذلك نعرفه حق المعرفة، ونعيه بكل تفاصيله. وليس الوقت مواتياً لتفصيل القول ولا للإصلاح بين الطوائف المتصارعة لخطأ في الاجتهاد أو لضلوع في اللعب، ولا الإمكانيات قادرة على مقاتلة الطائفة التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله. فلقد أنهك العقلاء وأجهد المتهورون، وأصبح الجميع بحاجة ماسة إلى من ينزع الفتيل، ويجفف منابع التوتر وبؤرها، دون أن يسأل عمن أشعل الفتنة. إن ما نريده أن ننظر في خاصة أنفسنا، كما ندب الرسول صلى الله عليه وسلم.
وعلينا وقد ادلهم الخطب أن نمسك بحجز المتدافعين الذين غَرَّر بهم من لا يُحسن الورود ولا الصدور. ومن أراد الحساب العسير أو اليسير فإنه سيعرض نفسه للعذاب، ذلك أن الفتن العمياء قائمة، والحقيقة الناصعة غائبة، والوضع المتردي لا يحتمل المساءلة ولا الإدانة. وإنما هو بحاجة إلى كم الأفواه، ورفع الأقلام، وتجفيف الصحف، وإغماد السيوف، ووضع الأوزار، والتعاذر، وتماسك الجبهة الداخلية في البلاد التي لم يُجر قدمها بعد لأتون الفتن، والتسلل من مسرح الأحداث قولاً وعملاً، ومعاضدة المؤسسات الدينية والسياسية والإعلامية لتوقي التفنة، والعبور بالأمة من عنق الزجاجة بأقل الخسائر، واستئناف الحياة بعيداً عن أي تماس يضيف أعباءً، ويعزز اتهاماً، ويشرعن لتدخل غاشم يتعطش لحرق الأرض وإذلال الأمة وفتح ملفاتها الأخطر عليها من عدوها المبين. ومن مسه طائف الفتن فإن عليه تخلية المواقع من الأشلاء وحطام المعدات، وتضميد الجراح، وبل الصدى، وسد الرمق، والإغماض عما مضى واستقبال ما هو آت. والبلاد التي لفحها لهيب الفتن، ولم تشتعل من أعماقها تستطيع جبهتها الداخلية أن تزور بوجهها عن وقع القنا، لكي يتفرّغ حماة الثغور لصد العوادي: إعلامياً واقتصادياً وعسكرياً، وفي هذه الظروف العصيبة الحساسة يجب الكف عن القيل والقال، وكثرة السؤال، وإضاعة الجهد والوقت والمال في البحث عن المحق أو المبطل، وطرح الخيارات، وتزاحم التصورات، وتحامي وضع الذات تحت دائرة المساءلة، وبخاصة في لحظات الاهتياج، وذروة الفتن، والنمر الجريح أمضى من السليم، ورفسة الذبيح مهلكة. وعندما تدلهم الأمور يجب أن تكون الكلمة واحدة. والدولة التي طُعِنت في الصميم، واهتزت مصداقيتُها، واخْتُرقت تحصيناتها ستذهل عن منطق الحق، وتتيه عن طريق الصواب، وتركن إلى غطرسة القوة، تطارد الأشباح، وتدك الصخور، وتدمر كل شيء أتت عليه، حتى تفيق من صدمتها، وتراجع حساباتها، وتعرف أن الإرهاب عارض لمرض، يجب حسمه ليزول العارض. وأن الذين شُحنت عواطفهم الدينية، وقُضيت بهم المآرب، لا يُتركون بعد تحقيق أهداف الغير يتيهون في الصحراء، واللاعب النفعي حين يصنع المنفذ، ثم لا يعيده إلى وضعه، يستمر في ممارسة مهمته، ويكون جاهزاً لكل مستثمر، ومن ثم ينقلب السحرُ على الساحر، والاستطلاع المجرى من مؤسسة أمريكية أثبت أن السياسة الأمريكية الخارجية وراء كراهيتها ووراء ظاهرة الإرهاب.
والإرهاب ظاهرة إنسانية لا يحال إلى دين ولا إلى جنس ولا إلى حضارة، يقوم به أفراد، أو جماعات، أو دول. وهو أسلوب من أساليب الحرب« والحرب خدعة». فإما أن يصنع بوعي، وإما أن يكون نتيجة فعل، وقد يتداخل الإرهاب المصنوع بالإرهاب الناتج عن أوضاع غير سوية، وواجب العالم تفهم الوضعين ومعالجة الظاهرة بما يناسبها، إذ ربما يكون تخلي الدولة عن أسلوب من أساليبها معالجة ناجعة لحسم ظاهرة الإرهاب، وليس من الخير أن يعالج الإرهاب بإرهاب مثله.

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved