رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 25th December,2001 العدد:10680الطبعةالاولـي الثلاثاء 10 ,شوال 1422

فنون مسرحية

الجدار الرابع
إلى متى نستمر في مضغ (كومار)؟
فهد الحوشاني
لم تنته صورة كومار البائسة ذاك العامل او المستخدم الاسيوي من اعمالنا المسرحية التلفزيونية حتى بعد ان قعنا شوطا لابأس به في مجال الانتاج الدرامي فما يزال الاسيوي في نظرنا ذلك النمط من البشر الذي قولبناه كما قولبت هوليود العرب في اطار لم ولن تحيد عنه.
الاسيوي بالذات في اعمالنا الدرامية احيانا يخجل المرء من الوضعية التي تضعه فيها الكثير من المسلسلات والمسرحيات التي دأب منفذوها على استخدام القوالب الجاهزة وتقديمها كأنها مسلمات لا يمكن تغييرها. ولعله من المؤسف ان كثيراً من اعمالنا لا تكاد تخلو من كومار أو ممن هم من جنسيته ولو كان ذلك الكومار يأتي بوضع درامي جيد او مختلف من قصة الى اخرى لكان الامر طبيعيا، لكنه يأتي محل استهزاء وسخرية ويوصم بالغباء وبأنه لا يفهم اعتقادا منا ان اصحاب تلك الجنسيات اغبياء جميعهم وانهم اقل مستوى في الفكر ممن يصنع تلك المسلسلة او المشهد، وهذه من اكبر المشكلات التي تطرحها بعض مسلسلاتنا اذ انها تضخم لدينا هذه النظرة وتكرسها تجاه الاخرين وربما يكون لها بعض ردود الافعال التي لا نعيها الان ولا نشعر بها وهذا خطأ تربوي نلقنه لأنفسنا ولأولادنا فالاستهتار رسميا وعبر اجهزة الاعلام بأي جنسية لا يعتبر امرا جيدا خاصة اذا كان ذلك هو الامر السائد والمستمر، كما انهم ليسوا اغبياء وانهم اقل منا فهما وادراكا بل ان بعضنا يقع احيانا ضحية لهم ولألاعبيهم وذلك يعني عكس ما تورده المسلسلات وبعض المسرحيات هذا امر والامر الثاني ان ما يقوم به الممثلون من تقليد حركات تلك الشعوب بما يدعو للسخرية منهم سواء في كلامهم او حركات رؤوسهم عبر مبالغة قد تكون مضحكة ولكنها في النهاية لا توظف دراميا الا لكي يتم من خلالها السخرية منهم ومن طريقة تفكيرهم وجعلهم مادة فكاهية دون مبرر فني ودون عزلهم كأشخاص ضمن المسلسل او المشهد عن جنسياتهم التي ينتمون اليها، ان من المفروض الا نقع في الخطأ الذي تقع به هوليود مع العرب ومع فارق ان هوليود تفعل ذلك لأسباب منها الاساءة المتعمدة وثانيا لأن هذه الصورة التي توفرت لهم عنا وثانيا ان لا احد يمكن ان يدافع عنا حيث ينتجون افلامهم ويبيعونها لكل العالم وبعد الاحداث الاخيرة سوف ينتجون افلاما سيجعلون العرب فيها ارهابيين ابا عن جد! لكن اهل الدراما لدينا لا يفعلون ذلك مع كومار وبني جلدته بهدف الاساءة ولكن فقط لأنهم لا يستطيعون ان يجعلوه في صورة افضل دراميا لأن تلك الصورة الجاهزة والمكررة هي التي يجدونها في مخيلتهم الفنية عندما يبدأون يكتبون السيناريو أو حتى يرتجلون الحوار وستشاهدون مصداق هذا الكلام في المسلسلات الرمضانية هذا العام، ان علينا ان نقدم دراما نظيفة لا تمس احدا بسخرية او استهزاء او انتقاص له مهما كان ليكون الهدف من كل ذلك الاضحاك فقط فالكوميديا الحقيقة هي (التي تجعلك تضحك من وليس على) ان تلك المشاهد ربما تضحك البعض ولكن ألم نسأل انفسنا ويسأل الممثلون انفسهم ما موقف تلك الجنسيات من تلك المشاهد؟ وما موقفنا نحن لو اصبحنا مادة للسخرية في تلفزيوناتهم؟!
alhoshanei@hotmail.com


أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved