أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th December,2001 العدد:10679الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,شوال 1422

عزيزتـي الجزيرة

مبروك مقدماً والعقبى للمهندسين
أساتذة الجامعات.. ماذا لو تكون أبوابهم مطلية بالذهب؟!
الدعوة إلى زيادة رواتب اعضاء هيئة التدريس في الجامعات دعوة قديمة في نشأتها تبناها المدرسون أنفسهم باعتبارهم اصحاب الشأن وكانوا يثيرونها بين وقت وآخر، وقد أثارها مؤخرا د. علي القرني في مقالة له بعنوان كل عام وانتم ب9600 ريال.. وعقب عليه الاخ بدر محمد البدر فيما كتبه لجريدة الجزيرة بتاريخ 29 رجب 1422ه وضمنه وجهة نظر مغايرة لا ترى حاجة لمثل هذه الزيادة لسببين:
1 ان الرواتب الحالية ليست متدنية بالقدر الذي يستدعي زيادتها والراتب الذي اشير اليه هو اول راتب يتقاضاه الاستاذ المساعد.
2 ان المطالبة بزيادة الرواتب مبنية على أساس ان للاساتذة الجامعيين وضعا اجتماعيا خاصا وهذا اعتبره الاخ الكاتب دعوة الى الطبقية والى انعزال الاستاذ الجامعي في برج عاجي بعيدا عن المجتمع بما لا يتفق ورسالة المعلم التعليمية والتربوية الخ..
والواقع انه يمكن القول بصفة عامة ان اساتذة الجامعات في كل بلد هم بمنزلة العلماء او هكذا يفترض ان يكونوا والعلماء ما ينبغي ان يتركوا يفكرون في معاشهم والبحث عن مجالات اخرى لتحسين دخولهم بل الذي ينبغي هو اكرامهم وتحقيق ما يمكن تحقيقه من افضل مطالبهم المعاشية بصفة خاصة حتى ينصرفوا بكل جهدهم للعلم والتعليم وان يبدعوا ما شاء الله ان يبدعوا في البحث والتحقيق كما كانت حال العلماء في أبهى عصور الخلافة الاسلامية عندما كانت بعض أبواب اساتذة العلم مطلية بالذهب.
واذا كان الطبيب القدير عملة نادرة فان الاستاذ الجامعي القدير هو الآخر عملة نادرة فالتدريس الجامعي يختلف عن غيره من مجالات التدريس الأخرى وهو مهمة عسيرة لا يصلح لها كل صاحب شهادة عليا ولا حتى كل عالم لانها موهبة تجمع بين المقدرة على استنباط الحقائق الجديدة من خلال الاستقراءات والبحوث العلمية والقدرة على ايصالها الى الطلاب بأسلوب دقيق يقربها الى المدارك والافهام أي ان البحث العلمي جزء لا يتجزأ من مهمة الاستاذ الجامعي وقد يأتي بالدرجة الاولى والتدريس بالدرجة الثانية ثم ان الاستاذ الجامعي لا رقيب عليه في عمله سوى خالقه وضميره وانتماؤه الوطني ومن حاد عن هذا الطريق لم يعد استاذا ولا الجامعة جامعة وهذه الخصوصية للاستاذ الجامعي يفترض ان تجعله قدوة في الاخلاص وحسن التعامل كما يفترض ألاَّ نجعله يغتر بمركزه الاجتماعي فيتعالى على طلبته او افراد مجتمعه لمجرد حصوله على زيادة في راتبه. واحسب اننا نشعرهم بالخجل عندما نضطرهم الى المطالبة بأنفسهم بمثل هذه الزيادة التي لها ما يبررها لا لأن الرواتب الحالية متدنية ولكن لانهم يستحقون افضل منها واحسب ان هذه المطالبة هي الآن في مسارها الصحيح بعد ان قرر مجلس الشورى الموقر اعادة النظر في هذه الرواتب فمبروك مقدما وعقبال المهندسين.
محمد الحزاب الغفيلي

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved