| عزيزتـي الجزيرة
اتفق كل المحللين على أن النصف الثاني من القرن العشرين سينظر إليه في تاريخ التعليم على أنه العصر الذي توسع خلاله التعليم العالي في جميع أنحاء العالم عندما حدثت تغييرات في أنظمة التعليم العالي، وعندما فرضت تعديلات في تنظيم المؤسسات التعليمية، ويمكن أن يظهر ذلك من تحليل اتجاهات مؤسسات التعليم العالي على مدى الثلاثين عاماً الماضية، ان الأعمال الأساسية للتعليم العالي ترتبط وستظل مرتبطة بالموضوعات الأربعة التالية :
ايجاد معلومات جديدة.
تدريب افراد مؤهلين تأهيلاً عالياً.
توفير الخدمات للمجتمع.
الوظيفة الاخلاقية.
وبالاضافة إلى ذلك، ونتيجة للروابط الوثيقة بالمجتمع، فان مؤسسات التعليم العالي حسب طبيعتها ملتزمة بالتوافق الدائم مع الاتجاهات الاجتماعية، فهي في حالة تغير دائم، وقد ظهر ذلك حديثاً باتساع خطى التغيير في التركيبات الاجتماعية التي تعد العالمية عاملاً خارجياً أحد مظاهرها المهمة، ولا يقنع التعليم العالي بالحاجة إلى التغيير الداخلي نتيجة للوضع المتفجر الذي أحدثته أعداد الطلاب، المعلمون، والاداريون، وايضاً زيادة التكاليف. وقد كانت للعولمة آثار ايجابية، واخرى سلبية، كان يجب أن توضع في الاعتبار عندما يأتي الوقت لتحديد سياسات التعليم العالي، فبينما تهدف العولمة إلى التغلب على حواجز العزلة والأفكار المسبقة والنزعات المحلية الضيقة، فان مهمة التعليم العالي تدمير الاسوار الفاصلة التي تحافظ على الهوايات المنفصلة، وبذلك يخلق التفاهم ويعزز التعاطف، مع الحفاظ على الفوارق الثقافية والعادات والمعتقدات الدينية في الوقت ذاته. وبالرغم من أن الجامعة تقف على قمة الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الوعي بثقافات ولغات معينة، فان من تحديات التعليم العالي تقديم تعليم أرقى يحافظ على الهويات المستقلة، ويحترم الثقافات المتميزة. وفي تصوري أن مؤسسات التعليم العالي يجب أن تكون أكثر استجابة لاحتياجات سوق العمل، وأكثر تلاؤماً مع توليد المعرفة الجديدة في شتى التخصصات الاكاديمية. ومن الأهمية بمكان اجراء سلسلة من دراسات الحالة بشأن الاولويات التي ينبغي أن تؤدي مؤسسات التعليم العالي دوراً مهماً فيها. كما يجب أن توضع التكنولوجيات في خدمة عملية التعليم، وكذلك في تقدم البحث، وانها يجب أن تسهم في ادارة أكثر فعالية في أنظمة التعليم العالي. لذلك فإن سياسيات التعليم العالي عليها أن تؤكد أن التعليم العالي قد أصبح متاحاً لكل فرد على مدى العمر، وأن خدماته تفيد كل فرد مهما كان وضعه بما يقدمه من دراسات لبعض الوقت، التعليم عن بعد، برامج قصيرة، وتعليم موجه ذاتياً اذا دعت الضرورة، وعلى المؤسسات المهنية أن تعمل معاً في تحديد وتشكيل البرامج.
د. محمد سالم
جامعة الملك سعود
|
|
|
|
|