| متابعة
*
* بكين أ ش أ :
أظهرت الزيارة التي يقوم بها الرئيس الباكستاني برفيز مشرف للصين حاليا الاتفاق الكامل بين البلدين على دعم التحالف القوي بالفعل بينهما في مواجهة اخطار مشتركة تواجه الحليفين العتيدين في ظل التطورات الراهنة على الساحة الاقليمية.
وعلى مدى اليومين الماضيين أجرى مشرف محادثات مكثفة مع جميع قادة الصين تقريبا وعلى رأسهم الرئيس جيانج زيمين ورئيس موتمر نواب الشعب لي بنج ورئيس الوزراء جو رونجي ونائب الرئيس هوجينتاو ووزير الدفاع تشي هاو تيان.
وقد أبدى الزعماء الصينيون تأييدهم لموقف برفيز مشرف من الحرب على الارهاب وأثنوا على دعمه للحملة الأمريكية على أفغانستان فيما تعهد مشرف بتأييد الحرب التي تشنها حكومة الصين على العناصر الانفصالية في اقليم شينجيان شمال غرب الصين والمتاخم لحدود باكستان.
ونقل التليفزيون الحكومي الصيني تصريحات لمشرف قال فيها إن باكستان ستبذل أي جهد ممكن لدعم الصين في حربها ضد العناصر الارهابية وتجدر الاشارة في هذا الصدد إلى ان الصين سبق ان ذكرت ان مئات من المقاتلين المسلمين من اقليمها الشمالي الغربي «شينجيان» قد تلقوا تدريبات في المدارس الدينية الباكستانية وفي افغانستان أيضا.
واتفقت مواقف الرئيسين الصيني والباكستاني في تأييدهما للحكومة الافغانية المؤقتة التي تم تنصيبها السبت الماضي في كابول ولجهود اعادة اعمار افغانستان التي عصفت بها الحرب.. حيث تقدم الرئيس الصيني بمعونة تبلغ 6.3 ملايين دولار لافغانستان عشية اداء الحكومة الجديدة لليمين الدستورية . . وتعهد الرئيسان بدعم بلديهما الحكومة الانتقالية خلال الاشهر الستة القادمة.
ويتفق البلدان في مخاوفهما بشأن استمرار الوجود الأمريكي في افغانستان وتأثير تزايد النفوذ الأمريكي بالمنطقة على الاوضاع الاقليمية . . وهي مخاوف تؤكد مصادر دبلوماسية انه قد تم بحثها باستفاضة وان لم تشملها التغطية الاعلامية الواسعة لهذه الزيارة.
وحثت الصين باكستان على ضبط النفس بعد الهجوم الذي تم شنه على البرلمان الهندي في الاسبوع الماضي والذي تلقي الهند باللوم فيه على مقاتلين تقول إن باكستان تدعمهم فيما تنفي باكستان أي تورط لها في الهجوم . . وأعرب الرئيس الصيني عن رغبة بلاده في تسوية النزاع بصورة سلمية.
ويذكر ان الصين من أهم موردي الاسلحة لباكستان . . ويبرر المسئولون الصينيون ذلك بأن باكستان والصين صديقان قديمان وان التعاون العسكري وتجارة السلاح بينهما هي جانب من جوانب هذه العلاقة.
وأكد وزير الدفاع الصيني تشي هاوتيان ذلك بقوله إن العلاقة المتينة بين جيشي البلدين هي انعكاس للصداقة الوطيدة بينهما.
وأضاف خلال لقائه برفيز مشرف أمس أن جيش التحرير الصيني سيواصل تعزيز التعاون والمشاركة مع القوات المسلحة الباكستانية في كافة المجالات في القرن الجديد . . فيما اعرب مشرف عن رضائه عن الحالة الراهنة للعلاقات بين القوات المسلحة للبلدين.
ولاشك ان البلدين يشتركان في نفس الشعور الآن فيما تحشد الهند قواتها على الحدود مع كشمير الباكستانية فيما تستعيد اذهان المسئولين بهما ذكريات الحرب التي نشبت بين الصين والهند عام 1962 والحروب الثلاث التي نشبت بين الهند وباكستان.
وعلى الصعيد الاقتصادي طمأن رئيس الوزراء الصيني جو رونجي الرئيس الباكستاني بان الصين ستتعاون مع حكومته وشعبه لدفع شراكة التعاون الاستراتيجي بين البلدين لآفاق ارحب وتعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات.
وأعرب جو رنجي عن رغبة الصين الصادقة في أن يتحقق الاستقرار والتنمية الاقتصادية لتلك الدولة الصديقة باكستان.
وخلال هذه الزيارة التي حرص الرئيس الباكستاني على اتمامها رغم الوضع المتفجر على الحدود الهندية الباكستانية في كشمير وتبادل اطلاق النيران بين جيشي البلدين فيما ينذر بتدهور اكبر في الوضع بينهما وقع البلدان عدة اتفاقيات للتعاون في مشروعات للطاقة وفي مجال البحث العلمي فضلا عن اتفاق تقدم الصين بمقتضاه قرضا لباكستان يستخدم في تطوير عمليات تعدين النحاس والذهب بها وقرضا اخر للوزارة المشرفة على شئون كشمير في باكستان.
وكرست هذه الاتفاقات التعاون الشامل بين البلدين وبددت المخاوف من تأثير العلاقة التاريخية بينهما بالتطورات غير المواتية في المنطقة.
وقد غادر برفيز مشرف العاصمة الصينية إلى مدينة شيان عاصمة اقليم شانشي الذي يقطنه ملايين المسلمين الصينيين ويضم العديد من الاثار الإسلامية.
ويتبع مشرف زيارته لشياو بزيارة مشروع سد الممرات الثلاثة على نهر اليانجتسي وجوانجو عاصمة اقليم جواندونج الجنوبي.
وكان مشرف وصل إلى بكين يوم الخميس الماضي في زيارة رسمية تستغرق خمسة أيام تلبية لدعوة من الرئيس الصيني جيانج زيمين.
|
|
|
|
|