أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th December,2001 العدد:10679الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

مسؤولون وفنانون وشعراء في محافظة جدة يتحدثون عن العيد
* جدة علي السهيمي:
يعطر العيد السعيد أجواءنا ويلبسنا ثوباً جديداً وقشيباً كمظهر وكشكل تعوّدناه في كل عيد جديد وسنة جديدة.
لكن ماذا في دواخلنا؟ ما الذي قد يأتي به العيد من تغيير في سلوكياتنا وفي نفوسنا؟ هل يمكن لإطلالة العيد البهية الطاهرة أن تزيد من «بهائنا» داخلياً؟
وهل تستطيع إطلالة العيد أن تجلو الأنفس وأن «تطهّرها» وتجعلها جديدة من الداخل كما هي الأجساد التي تحملها تلبس الجديد والقشيب من الخارج؟
إنها الحكمة التي من أجلها كان العيد هبة الخالق لخلقه الذين يشهدون له بالوحدانية ويؤمنون له جلّ شأنه بالألوهية، فاللهم إنا نسألك أن تعيده علينا سنين مديدة وأياماً عديدة.
ولأن فرحة العيد لا تعادلها فرحة أخرى وإن طرأ عليها بعض الاختلاف بين الأمس واليوم لذا أحببنا أن نقرأ ذلك من خلال هذا الاستقراء لآراء بعض المسؤولين والفنانين والشعراء لنخرج بهذه الحصيلة.
الفرحة هي الفرحة
حسين عطية الحمراني مدير بيوت الشباب بمحافظة جدة يقول: بداية يسرني بالأصالة عن نفسي ونيابة عن منسوبي بيوت الشباب بالمحافظة إدارة وأعضاء أن أرفع أسمى وأرق وأطيب التهاني والتمنيات بمناسبة عيد الفطر المبارك إلى مقام حضرة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني ولسيدي سمو أمير الشباب وسمو نائبه ولجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة وأبناء الشعب السعودي الكريم وإلى جميع أبناء الأمتين العربية والإسلامية راجياً من المولى الكريم أن يعيده علينا وعليهم سنين عديدة باليمن والخير والبركات.
وعن العيد فإنني لا أرى أي تغيير كبير حصل في فرحته ما بين الأمس واليوم وقد يكون حدث بعض التغيير في طريقة أو أسلوب التعبير عن فرحة العيد بتغير الأجيال، إنما يبقى العيد هو العيد وفرحة لم شمل الأسرة والأقارب وفتح صفحة جديدة ونسيان أي نوع من الخلافات أو الترسبات الماضية.
وقال الحمراني: أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا صيامنا وقيامنا وأن يعيد الحق لأصحابه في فلسطين الحبيبة وأن يجمع أمة الإسلام على كلمة سواء وينصرها ويعلي شأنها إنه سميع مجيب الدعاء.
غاب الرونق
أما عبدالعزيز الخلاوي مدير الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون فرع جدة فيقول عن فرحة العيد: كان الناس سابقاً لا يعرفون لبس الجديد إلا يوم العيد حيث يتسابقون صغاراً وكباراً قبل حلول أيام العيد بفترة إلى شراء وخياطة الملابس للمناسبة ومن ثم لا يجددون عهدهم بالجديد إلا من عيد إلى عيد أما الآن فنرى أبواب محال الخياطة ومعارض الملبوسات مفتوحة طوال أيام السنة والجميع يخيط ويلبس الجديد حتى لمجرد حضور مناسبة عرس أو وليمة عند صديق فأصبح العيد مناسبة عابرة من ضمن المناسبات العديدة ولم يعد لها رونقها الخاص أو مظاهرها الاستعدادية الخاصة كما في السابق.
ورفع الخلاوي في نهاية حديثه باسمه وكافة منسوبي الجمعية أجمل التهاني والتباريك لمقام الوالد الحاني حضرة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبه الثاني ولكافة أفراد المجتمع السعودي وأبناء الأمتين العربية والإسلامية داعياً الله أن يكلأ الجميع بالصحة والعافية وأن يتوج جهود قادتنا وولاة أمورنا الساعين دوماً وأبداً لما فيه راحة المواطن وأمن الوطن بالعزة والمنعة والسؤدد.
أحب الأجواء القديمة!
أما الفنان القدير محمد حمزة صاحب البصمات الفنية المعروفة على الساحة الدرامية المحلية فبدأ الحديث بالقول إنه يحرص كل الحرص على أن يرى فرحة العيد التي كان يحسها ويستمتع بها في صغره في وجوه أبنائه وأحفاده ويحرص أكثر على أن يعيش والأسرة كلها أجواء فرحة العيد القديمة بعبقها الشعبي أيام «الحلاوة اللّدو والتبيازة» وغيرها من الأكلات الشعبية ذات المذاق الخاص والتي كانت ولا زالت لا تُصنع إلا لصباحية العيد وفي حارات جدة ومكة وتقوم بعملها ربات البيوت وإن كانت استبدلت عند البعض بالكيك والبابون والشكولاته.
وقال أبو وائل: أزف التهاني لمولاي خادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد الأمين ولسمو النائب الثاني ولحكومتهم الرشيدة وللشعب السعودي النبيل وأرجو من الله أن يجعل أيامنا كلها أعياداً ومناسبات سعيدة.
كما أهنىء كل الفنانين السعوديين والدراميين منهم على وجه الخصوص، ولقد رأينا أعمالاً بالجملة في رمضان وهذا شيء يشكرون عليه وأتمنى أن نرى أعمالاً تخص أيام العيد وتصور العيد في الماضي ليرى أبناء الجيل الحالي مظاهر العيد لدى الأجداد ويقارنوا.
كان.. يا ما كان!
ويقول الشاعر الغنائي المخضرم المبتعد عن الشعر وإن لم يبتعد عن أجواء الأعمال الفنية علي مختار مدير مكتب الفنان محمد عبده: إن فرحة العيد في الماضي كانت أجمل للكبار والصغار، إذ كانت الأسرة جميعها وإن باعدت بينهم المسافات إلا أنهم بحلول العيد يصرون على الاجتماع مع بعضهم البعض وينسون أي خلافات، بل إنهم يصرون أكثر على رأب أي صدع وتسوية أي خلاف وفتح صفحة جديدة في محيط الأسرة وعلى مستوى الجيران والجماعة وذلك في يوم العيد وفي جوّ يسوده الحب وتلفه روح الأسرة الواحدة والمجتمع الواحد. أما اليوم وإن كانت بعض تلك المظاهر لا تزال بين القليل من الناس إلا أن أغلبها قد أصبح موضة قديمة في نظر البعض وأصبح هذا البعض ينأى بنفسه أو يتقوقع بعيداً عن الناس متعللاً ببعد المسافة أو العمل والظروف وإن كلّف نفسه وبارك أو هنأ أحداً بالعيد فبمكالمة عن طريق الجوّال أو التلفون أو ارسال تهنئة ببطاقة مزخرفة بالورد لكنها تفتقر إلى الود.
وهنأ مختار الجميع بحلول عيد الفطر المبارك وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وأفراد الشعب السعودي الكريم. وقال في النهاية يجب ألا ننسى إخوة لنا يعانون الأمرين وتمر عليهم أيام العيد وهم يكابدون ويعانون جراء طغيان عدو لا يرحم، يحتل أرضهم ويعيث فيها فساداً، انهم أبناء انتفاضة الأقصى المباركة، نرجو من العلي القدير أن يرفع عنهم البلاء وأن ينصرهم ويسدد رميهم ويعيد لهم حقهم المسلوب إنه على ذلك لقوي قدير.
عيد الطراطيع
ويقول محمد النفيعي الشاعر الشعبي المعروف عن فرحة العيد وبدعابة وظرافة لا يجيدها إلا من كان مثله: لا شك أن فرحة العيد سابقاً كانت أجمل وأطهر وأنقى حيث كان العيد يشكل بالنسبة لنا ونحن صغار لبس الجديد لأننا كنا لا نحلم بالثوب والغترة الجديدة إلا بمناسبة العيد وكنا لا نعرف الخمسة ريالات ولا نراها إلا في أيدي كبارنا لكننا يوم العيد نلمسها بأيدينا ونضعها في جيوبنا، بل ونضعها في جيب الثوب الأمامي حتى يراها الجميع ونفاخر بها أقراننا ولك أن تنظر اليوم وتحسب كم خمسة ريالات تعطيها لإبنك طيلة أيام الأسبوع والشهر في الأيام العادية، أما يوم العيد فالويل لك إن لم تكن عيديته من خمسين ريالاً إلى مائة ريال، وطبعاً سيقضي عليها في أول أيام العيد وذلك بشراء «النفافيخ والطراطيع» والآيس كريم والحلويات التي أصبحت ظواهر عند طفل اليوم تليق بالعيد، لذلك فرحة العيد بالأمس كانت لبس الجديد أما اليوم فهي عيد الطراطيع.
ورفع النفيعي آيات التهاني والتبريكات لقائد الأمة ومليكها الملك فهد بن عبدالعزيز ولسمو ولي العهد والعضد الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله ولسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان وتمنى أن يعيده الله على الجميع وهم يرفلون في ثوب الصحة، كما بعث النفيعي بتحية رقيقة وتهنئة أرق إلى جميع الشعراء الشعبيين زملائه ورفقاء الدرب وطلب منهم جميعاً نسيان الماضي ونبذ الاختلافات وفتح صفحة جديدة يكتبون فيها ببياض قلوبهم وألفة مشاعرهم ويطرزون أحرفها بأعذب إبداعاتهم الشعرية النابعة من صفاء السريرة وائتلاف القلوب ونقاء النوايا.
لنبعد الجوّال في العيد
أما الشاعر الشاب خالد المسعودي فقال: ليس هناك اختلاف في فرحة العيد ماضياً وحاضراً كفرحة لا تأتي في العام الواحد سوى مرتين لكن الاحتفال بها وأساليبه طرأ عليها بعض التغيير الذي هو في حقيقة الأمر طبيعي جداً جداً ففي الماضي كانت مباهج الحياة قليلة ونادرة وعند البعض معدومة فلا يجدون ما يعبرون به عن فرحتهم إلا في هاتين المناسبتين عيد الفطر وعيد الأضحى وبالتالي هم سابقاً طبعاً يكونون طوال أيام السنة الأخرى في كدّ وشقاء من أجل لقمة العيش باحثين عن رزقهم في هذه الدنيا مع قلّة الموارد أو انحصارها في أمور مثل الرعي والفلاحة والتجوال في أصقاع الأرض بحثاً عن اللقمة، وبالرغم من صعوبة ذلك في الماضي إلا أن الناس كانت تعتبر فرحة العيد والتئام شمل الأسرة وتجمعها في يوم العيد واجباً مهماً وفرصة سانحة قد لا تتكرر إلا بعد عام آخر فكانوا يحرصون على عدم ضياع تلك الفرصة مهما كانت الأسباب وتباعدت السبل.
أما اليوم وإن لم تختلف فرحة العيد عن السابق فالعيد يبقى هو العيد تلك المناسبة الإسلامية العظيمة التي أقرها ديننا وسنّها كسنّة حميدة نشكر ونحمد ربنا عليها شكراً كثيراً ويجب علينا أن نتعامل معها من هذا المنظور وألا تطغى على فرحتنا بها أي فرحة أخرى لكننا لا ننكر أن احتفاءنا وفرحتنا بالعيد قد تطوّرا عن السابق من حيث المظاهر والظواهر التي لا أرى فيها ما يمكن أن نسميه بالتغيير أو الاختلاف، بل هو تعاقب الأجيال وتطورا الحياة والانفتاح الذي طرأ هو الآخر على المجتمعات جميعها وليس مجتمعنا السعودي وحده وإن كنت أرجو أن نسترجع الماضي دوماً وأن نجعله نصب أعيننا وأن نستعيد تلك الأيام الجميلة العالقة بالذاكرة ولا نجعل مباهج الحياة الحالية تنسينا حلاوة اجتماعاتنا واقترابنا من بعضنا البعض ولو أستطعنا أن نترك الجوّال والتلفون جانباً ونجعل من تهانينا ومباركتنا لبعضنا بالعيد تهاني وتباريك على «الهواء مباشرة» وذلك لن يكون إلا باللقاءات وجهاً لوجه وأخذنا لبعضنا البعض بالأحضان والقبلات حتى نزيل بذلك كل ما قد علق بالنفوس وما شاب المشاعر من جفاف وجفاء رسبته مشاغل الدنيا ومسالك الحياة.
ورفع المسعودي بهذه المناسبة أجمل التهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده الأمين وإلى سمو النائب الثاني والشعب السعودي وكافة أبناء الأمتين العربية والإسلامية كما رفع تحية خاصة وتهنئة حارة إلى أبناء الوطن الذين اضطرتهم ظروف أعمالهم لقضاء العيد على رأس العمل لتأدية واجبهم الوطني ولخدمة مواطنيهم.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved