أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th December,2001 العدد:10679الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

وقت للمذاكرة بعد فرحة العيد
الإجازة الطويلة لا تعني إهمال الطالب لدروسه
* طريف محمد بن راكد العنزي:
يتمتع هذه الأيام أبناؤنا الطلاب ومعلموهم باجازة الاسابيع الأخيرة من شهر رمضان وإجازة عيد الفطر المبارك والتي تقدر في اجمالي مجموعها بأكثر من ثلاثة أسابيع، حيث يرى فيها البعض من الناس فرصة للطلاب للاستعداد للامتحانات الفصلية فيما يخالفهم الرأي جانب آخر يرى ان في طول الاجازة وظروفها الحالية ضياع لما اكتسبه الطلاب من علوم ومعارف طيلة الأيام التي كانوا فيها على مقاعد الدراسة في الفصل الدراسي الأول، وقد رصدنا آراء معلمين وطلاب وأولياء أمور الطلاب في الأسطر التالية:
سلاح ذو حدين
يقول سعد هجاج الرويلي معلم: برأيي أن هذه الاجازة تعتبر سلاحاً ذا حدين، فمتى أفرط الطالب فيها وأهمل الاستفادة منها في المذاكرة ومراجعة دروسه والاستعداد لامتحانات الفصل الدراسي الأول فإن ذلك بلا شك سيؤثر في مستوى تحصيله العلمي وسيؤدي إلى انخفاض في أدائه داخل قاعة الامتحان، أما إذا استغلها الطالب بالشكل الجيد ووجد فيها الدعم والاهتمام من أسرته فإن ذلك سيحقق له ما يصبو إليه، ويتطلب ذلك أن يضع الطالب لنفسه برنامجا معينا للمذاكرة يقوم من خلاله كل يوم بمراجعة مادة معينة، وتساعده الأسرة في ذلك بتوفير الاجواء الدراسية المناسبة له في المنزل ومحاولة تذليل كافة الصعوبات التي قد تواجهه في مادة معينة من خلال شرحها له أو البحث لها عن اجابة عند العارفين، فالمذاكرة اليومية ضرورة ملحة في هذه الأيام حتى يبقى الطالب على صلة دائمة بالمنهج الى حين استئناف الدراسة بعد العيد.
تنظيم الوقت
بينما يقول أحمد جروان الأشجعي موظف: نحن لا نضمن أبداً ان يستفيد كل الطلاب من فترة الاجازة بما ينفعهم فمنهم من يسافر مع الأسرة إلى أقاربهم في المدن الأخرى أو لأداء العمرة أو للنزهة أضف إلى ذلك ان بعضهم يستغلها في السهر والتواصل مع الأصدقاء والنوم في النهار والانشغال في العشر الأواخر من شهر رمضان في التسوق لعيد الفطر المبارك مما يجعل الوضع يخرج تماما عن سيطرتهم مهما حاولوا لعدم وجود الوقت الكافي والفراغ الذي يجعلهم يذاكرون دروسهم ويستعدون للامتحانات وذلك بسبب الاجواء التي يعايشونها كنتيجة طبيعية في رمضان، كما أن الأسر تهمل أبناءها وتنشغل هي كذلك بالعديد من الأمور التي تزداد مع دخول العشر الأواخر كأداء صلاة التراويح في المسجد ومن بعدها صلاة التهجد وتكون الفترة التي بينها لزيارة الأقارب والأصدقاء أو للتجول في المجمعات التجارية والتسوق استعدادا للعيد فتصبح غير متفرغة لأبنائها الذين يجدون في ذلك فرصة لهم أيضا لنسيان دروسهم وتأخيرها إلى ما بعد العيد وهو وقت غير كاف أبداً لتصحيح الوضع الذي اعتادوا عليه خلال الإجازة.
صعوبة التكيف
ويقول ماجد لافي العنزي طالب ثانوي: بأن هذه الاجازة ليست في صالح الطالب أبداً حيث يترتب عليها فقدان الكثير من المعلومات والدروس التي سبق دراستها وحفظها على مدى أيام الفصل الدراسي الأول مما يجبر البعض من الطلاب للبحث عن معلم خصوصي لتعويض ما فاته بسبب تلك الاجازة التي تسبق موعد الامتحانات الفصلية، وخاصة ان الكثير من المواد العلمية الصعبة تحتاج إلى تواصل مع المنهج وتحتاج ارتباطا تاما بمواضيعه ومراجعتها أولاً بأول حتى لا يفقد الطالب ما استوعبه من شرح وذلك لأن هذه المواد تتطلب توضيحا دقيقا من المعلم وتركيزا كبيرا من قبل الطالب لفهم مافيها من دروس ونظريات كما ان هذه الاجازة تعوّد التلاميذ لطولها على برنامج معين من السهر المتواصل للفجر ومتابعة ما يعرض في الفضائيات التي تحشد الكثير من البرامج في مثل هذا الوقت، بالإضافة إلى التسكع في الأسواق ولعب الكرة والسهر مع الاصدقاء في الاستراحات والمخيمات.
كما أن هذا الأسبوع الذي يعود فيه الطلاب إلى الدراسة بعد عيد الفطر المبارك ليس كافيا أبداً لاعادة التأقلم مرة أخرى مع أجواء الدراسة والتكيف على الوضع السابق بعد أن اعتاد على ليالي السهر واللهو كما انه غير كاف للمعلم لمراجعة الدروس مع الطلاب ومذاكرة المواد الصعبة معهم.
ويعتقد مرضي غازي الرويلي معلم: أن طول الاجازة الذي يتجاوز الثلاثة أسابيع سيكون له أثر سلبي على التلاميذ باعتباره الجدار الفاصل بين فصل دراسي كامل وبين الامتحانات التي تعتبر قياساً لمستوى تحصيل الطالب خلال تلك الفترة، ونتيجة لفصل الدراسة على مدى أربعة وعشرين يوما سيؤدي الى تشتيت ذهن الطالب بحيث تحرمه من الاستمتاع بهذه الاجازة الرمضانية التي هي فرصة عظيمة له لأداء العمرة وختم القرآن وأداء صلوات التراويح والقيام مع الجماعة في المسجد وصلة الرحم والتواصل مع الاصدقاء، وبين الإعداد لامتحانات الفصل الدراسي الأول الذي ما أن يعود الطالب الى مقاعد الدراسة بعد العيد حتى يجد نفسه في وقت غير كاف للمذاكرة واسترجاع ما سبق دراسته من دروس وواجبات والذي أعتقد برأيي انه سيؤثر في مستويات الطلاب لهذا العام كنتيجة طبيعية للفصل بين الدراسة بهذا الوقت الكبير من الاجازة.
الأمر لا يقلق
بينما يستغرب عبدالله هادي العنزي طالب جامعي من هذه الآراء فيقول: كل عام هناك اجازة في رمضان ولم تؤد إلى تدني المستوى التحصيلي للطلاب بهذه الدرجة التي يتصورها البعض من الناس، وإن كانت هناك نسب فلا يقاس عليها لانها نتيجة طبيعية للبعض من الطلاب الذين لا يجدون متابعة أسرية في الاجازة وقبلها، والامتحانات الآن تقلصت كثيرا عن السابق بعد أن أصبحت الصفوف الأولية (الأول والثاني والثالث) ابتدائي لا تعتمد على الدرجات وإنما يعتمد تقييمها على مجموعة من العلوم والمعارف والمهارات التي متى أتقنها الطالب فقد تحقق له النجاح، كما ان بقية الصفوف الابتدائية وما فوقها قد تحولت فيها المواد الشفهية الى تقويم مستمر طيلة الفصل وليس لها موعد محدد ضمن جدول الامتحان الفصلي، فإذن لم يتبق في الجدول إلا عدد قليل من المواد التي يدخل بها قاعة الامتحانات من بعد اجازة العيد وهذه بالتأكيد تتطلب من الطلاب وأسرهم ألا ينشغلوا كثيرا في الاجازة ولا يهملوا الاستعداد التام للاختبارات من خلالها وذلك حتى لا تذهب تلك المعلومات من أذهان الطلاب سدى.
بعض السلبيات
المعلم عثمان سالم يذكر شيئاً من السلبيات حيث يقول: ان فترة الاجازة ستعوّد الطلاب السهر والاهمال والانشغال عن الدراسة بأمور شتى وبالتالي ضياع كم هائل من المعلومات التي ترسخت في أذهان الطلبة خلال فترة وجودهم على مقاعد الدراسة، أما اليوم فالطالب المهمل سيجدها فرصة ليزيد من اهماله والطالب المهتم سيتشتت تفكيره بين استغلال الاجازة في الاستجمام وبين الاعداد للامتحانات وخاصة انها لم تأت كاجازة عادية بعد الانتهاء من الامتحانات وإنما هي اجازة عرضية فرضتها الظروف بسبب دخول شهر رمضان المبارك، وهذه العوامل قد تؤدي الى تدني مستويات الطلاب خلال هذا الفصل بسبب انقطاع الطالب فترة عن أجواء الدراسة أو ستجبره على البحث عن الدروس الخصوصية لانتشاله من رهبة الامتحانات والخوف من تدني مستواه الدراسي وكلاهما ليس أبداً في صالح الطالب ولا المعلم الذي يذهب مجهوده خلال الفصل الدراسي سدى نتيجة أنه لم يثمر بعد ذلك في صالح التلميذ.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved