|
| عيد الجزيرة
* الرس خالد محمد الخليفة:
تشكل الأكلات الشعبية في مائدة العيد واسطة العقد لها فالحنين إلى الماضي وبرودة الجو وتواجد كبار السن الذي يضفي على الحضور المزيد من الوقار والجاذبية ناهيك عن جودة إعدادها وقيمتها الغذائية الجيدة كل ذلك يجعل الإقبال عليها أكثر من غيرها من الأكلات وأطعمة المطابخ الحديثة ذات القيمة الغذائية القليلة..
هذا ما بدا واضحا خلال صباح العيد .. فالأحياء في معظمها بمحافظة الرس حرصت على استمرار حضور هذه الموائد كما كان في الأعوام السابقة وذلك تعبيراً عن تمسك الجميع بالعادات والتقاليد المرتبطة بهذه المناسبة السعيدة ففي أجواء من الحب والفرح المعطرة برائحة البخور والمزدانة بابتسامات وضحكات الأطفال الأبرياء يلتقي الجميع كباراً وصغاراً من أبناء الحي الواحد لتبادل التهاني بالعيد السعيد ولأداء واجباتهم الاجتماعية والدينية على أكمل وجه والملفت للنظر ان صغار السن والشباب يقبلون على تناول طعام العيد التقليدي أكثر من تناولهم الحلوى والتورتات التي تعد في بعض الأحيان خارج المنازل إشباعاً لرغباتهم وإرضاء لكبار السن الذين لايخفون سعادتهم وهم يرون الأجيال الجديدة تحافظ على عاداتهم وتقاليدهم مما يضمن استمرارها مستقبلاً وهو ما يشعر به كل حاضر لهذه الموائد.
وهذه بلاشك صورة مشرقة من صور تمسك الشعوب بموروثاتها الشعبية وماضيها العريق ومما يضفي على هذه الموائد مزيداً من النكهة الأصيلة والمذاق اللذيذ أنها تعد بأيد لها مكانتها العزيزة في نفوس الجميع..
الطعام ليس كل فرحة العيد لكنه بالتأكيد أحد مظاهره الجميلة الأصيلة التي تثير الذكريات الطيبة وتبعث في النفوس الدفء والسعادة هنيئاً للأحياء التي عبرت عن حرصها على الألفة والمحبة والتكافل الاجتماعي من خلال اجتماعها على مائدة العيد في صباحه المشرق.
وتمنياتنا للأحياء الأخرى التي غابت عنها هذه الموائد ان تعيشها في الأعياد القادمة وهذا بلا شك مسؤولية سكانها خصوصاً الذين ليس لهم كبار سن يجتمعون لديهم في هذه المناسبات العزيزة!
|
|
|
|
|
