أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 24th December,2001 العدد:10679الطبعةالاولـي الأثنين 9 ,شوال 1422

الاقتصادية

أخطار الاستهلاك الترفي في المجتمع السعودي
التويجري: الإسراف والتبذير والتباهي سمته
منى حسين: التبذير مظهرتجاوز الفردية إلى المجتمع - م، أسامة عارف: الظاهرة انتقلت إلى ذوي الدخل المحدود
د، زيد بن محمد الرماني
صورة من صور الاستهلاك المعاصر لدى عينة من الأسر، أضعها أمام القارئ في بداية هذا التحقيق وتتلخص الصورة الاستهلاكية في الآتي:
اثنان من اجهزة الفيديو، وثلاث ثلاجات عدا الفريزر، وجهاز تلفزيون في الطابق السفلي وآخر في العلوي، واجهزة راديو ومسجلات مختلفة الأنواع وأثاث منزلي متنوع الأشكال، وتجهيزات مطبخية عالية المستوى، وغيرها من الكماليات،
والسؤال بعد هذا كله: الى أيّ مدى تحتاج العائلة لكل هذه الأجهزة والمعدات والكماليات؟ ألا تؤثر على ميزانية الأسرة،
الاستهلاك الترفي: مفهومه واخطاره
يقول الأستاذ أحمد صالح التويجري في اجابته عن مفهومه الخاص للاستهلاك الترفي وابرز آثاره وسلبياته في المجتمع، يقول: ان الاستهلاك الترفي إنفاق على سلع كمالية وفي مناسبات غير ضرورية، يشوبه الإسراف والتبذير بقصد التباهي وحب الظهور وتعويض نقص اجتماعي معين،
ويضيف الاستاذ احمد قائلاً: ان الاستهلاك الترفي يُعد استنزافاً للموارد والدخول، اذ هو انفاق بدون عائد، ويعتبر من جهة ثانية استهلاكاً غير ضروري ويدخل في إطار اهدار الثروة،
الاستهلاك الترفي: آثاره ومخاطره
هل تنتقل عدوى الاستهلاك الترفي بين الأفراد والأسر والمجتمعات؟ يقول المهندس اسامة عارف معلقاً على هذا السؤال: لقد بدأت ظاهرة الاستهلاك الترفي في الانتقال الى ذوي الدخل المحدود، غير مدركين لحجم مخاطره، وقد اتجه بعضهم الى اكتساب المال بطرق شرعية وغير شرعية، لاشباع رغباتهم الاستهلاكية،
الاستهلاك الترفي: فوضى أسرية
تؤكد الاستاذة منى حسين ما ذكره المهندس اسامة عارف فتقول: تبرز فوضى الاستهلاك بوضوح، حينما تبدأ الزوجة بعرض نفقاتها لتكون نفقات من السلع والمواد الغذائية التي تبتلع فعلاً الدخل الشهري حتى آخر قرش فيه وتنتقل عدوى التبذير الى الاطفال فينمو معهم انعدام الحس بقيمة الأشياء، فلا يحافظون بالتالي على ألعابهم او كتبهم، وفي ظل ذلك لا يعود التبذير والترف مسألة فردية بل مظهراً اجتماعياً، ولا يعود قضية وقتية حالية، بل مسألة تمتد الى المستقبل، ولا يعود التبذير والترف أموراً تقتصر على الأسرة فقط، بل تصل الى مستوى الوطن،
الاستهلاك الترفي: إدمان
لقد أضحى الاستهلاك الترفي حالة مرضية تعاني منها المجتمعات والأسر، فإلى أي مدى تكون هذه العبارة صادقة؟! يقول الاستاذ محمد رشيد العويد: ان الإدمان على الشراء والاستهلاك الترفي لا يقل خطراً ودماراً نفسياً عن خطر الإدمان على الكحول او المخدرات، وقد يكون ردة فعل للكآبة والتوتر النفسي وحالات القلق، فيجد المرء المتنفس الوحيد له في الإغراق بالشراء والاستهلاك المترف، وقد يشتري سلعاً هو ليس في حاجة إليها، وقد يكرهها او يرميها بعيداً بعد شرائها،
الاستهلاك الترفي: في واقع العالم الإسلامي
يقول د، زيد الرماني: من الملاحظ ان العالم الإسلامي قد تحوّل الى مجتمع استهلاكي تسوده تطلعات عارمة للثراء السريع وان كان عند سكان الدول ذات الفوائض ما يشبع تطلعاتهم للرخاء والرفاهية، فإن السكان في معظم المجتمعات الفقيرة يشعرون بالاحباط، خاصة بعد ان تباطأت سرعة نمو الدخل في بلادهم،
الاستهلاك الترفي: المحاكاة والتقليد
يقول د، محمد احمد اسعد: ان النماذج التي تؤكد وجود ما يعرف بالمحاكاة والتقليد لاستهلاك الآخرين هو ما نشاهده من ان فساتين الأفراح لا تلبس لأكثر من مرة او مرتين وان زادت عن ذلك فإنها تدخل في نطاق العيب وكذلك المجوهرات، وأيضاً في الولائم لا يوجد حسن التدبير بل يوجد عنصر التفاخر،
وفي السياق نفسه يرى الاستاذ احمد بن صالح التويجري ان الاستهلاك للمحاكاة ومجاراة التقاليد الاجتماعية والتقليد الأعمى للآخرين ليس هو السمة الغالبة على السلوك الاستهلاكي لأفراد المجتمع، إذ إن معظم الأفراد قد أدركوا خطورة الاستهلاك الترفي،
ويضيف قائلاً: ان تأثير العادات الاستهلاكية الموسمية في شهر رمضان والأعياد هو تأثير مؤقت ولا اعتقد أنه يمثل ظاهرة خطيرة او مزعجة،
العقلية الاستهلاكية المترفة:
ان ثقافة الاستهلاك أصبحت في السنوات الأخيرة هي الثقافة المهيمنة على كثير من الناس، فعلى ماذا يدل وجود هذه الظاهرة؟! يجيب الشيخ عبدالكريم الصادق على هذا بقوله: ان عدم تجذر الثقافة الدينية لهو سبب رئيسي في انتشار ثقافة الاستهلاك، حيث أخذ الكثيرون يلهثون وراء المادة، فنسوا عقائدهم وتخلّوا عن قيمهم لأجل المال،
ويضيف فضيلته قائلاً: ولا شك ان للمال سحراً أخاذاً وجاذبية قوية بالنسبة للإنسان تجعله ينشد إليه ويسير باتجاهه، متصوراً ان المال سيحقق له كل طموحاته،
ان اكثر ما يشغل العقلية الاستهلاكية المترفة هو توفير الاحتياجات المادية واقتناء كل جديد معروض في الأسواق او على صفحات الاعلانات، إن ركيزة الانحدار عند الأمم والحضارات هو طغيان المادة وتركّز عقلية الاستهلاك السلبية في كيانها،
هيكل الاستهلاك الأسري:
في دراسة قام بها الدكتور حسن ابو ركبة عن سلوك المستهلك السعودي خلص الى ان 40 60% من دخل الأسرة السنوي ينفق على الغذاء، و15 20% على الكساء، ومثلها على الترفيه والعلاج والسياحة، و5 10% على التأثيث ومثلها على الاجهزة الكهربائية، و5 15% على التعليم ومثلها على السكن، ومثلها كمدخرات،
معاجلات مهمة:
مما سبق فإن الاقتصاديين والاجتماعيين يؤكدون على بعض الأمور لمعالجة غول الاستهلاك الترفي، ومن ذلك:
1 التخلص من القيم الاستهلاكية السيئة السلبية، حتى لا يسبّب الاستهلاك الترفي الفقر وسط الرخاء،
2 كبح الانفعال العاطفي ومراقبة الاستهلاك والتحكم في كميته ونوعه وسعره،
3 تشجيع الأفراد على الادخار وتيسير فتح قنوات فعالة لاستثمار مدخراتهم،
4 تقدير الكميات المطلوبة والجودة والنوعية،
خاتمة:
ختاماً ينبغي ان نسجل بافتخار تلك المحاولات الجادة التي ظهرت في المجتمعات الإسلامية للتخلص من الاستهلاك المترف واصبح معظم الأفراد يناقشون الأنماط الاستهلاكية الرشيدة والتسوق حسب الأصول العلمية، مما يبشر بمستقبل أسري ومجتمعي متين، ،
المشاركون في التحقيق
1 أ، أحمد صالح التويجري أستاذ اقتصاد، 2 الشيخ عبدالكريم الصادق فقيه، 3 د، محمد أحمد أسعد أستاذ اقتصاد، 4 د، حسن أبو ركبة أستاذ إدارة، 5 د، زيد محمد الرماني أستاذ اقتصاد، 6 أ، أسامة عارف مهندس، 7 أ، محمد رشيد العويِّد صحفي، 8 أ، منى حسين صحفية،
************
هيكل الاستهلاك الأسري للدخل السنوي
النسبة % جهة الإنفاق
40 - 60 الغذاء
15 - 20 الكساء
15 - 20 ترفيه وعلاج والسياحة
5 - 10 الأثاث والأجهزة
5 - 10 التعليم
5 - 10 مدخرات وسكن

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved