| مقـالات
بدأت مشكلات أفغانستان عندما غدر الجنرال محمد داود خان بابن عمه الملك محمد ظاهر شاه وانقلب عليه، وكان الجو مهيئاً حيث أراد هذا الأخير التحديث بما يصطدم مع معتقدات شعبه المسلم، ولكن الجنرال لم يتمتع بغدره فقد سحقه الشيوعيون في انقلاب دموي تحت قصف الطائرات الروسية، ومن ثم حلّ الروس في أفغانستان لمدة عشر سنوات، وعندما ذاق الشعب الأفغاني الويلات منهم هبّ قادة الأحزاب والقبائل الأفغانية يستصرخون الشعوب العربية والإسلامية وكانوا يبكون ويستبكون بسبب جرائم الروس، واستطاعوا أن يستثيروا العاطفة الدينية وبخاصة عند العرب، وساعدهم على ذلك مشايخ ووعاظ استثاروا حماس الشباب الذين دون العشرين وحمسوهم لجهاد الروس، فخرج هؤلاء الشباب بصدق نية وقاتلوا الروس بشجاعة فهم لم يطلبوا مالاً ولا مناصب، وكما وصفهم الجنرال الباكستاني المتقاعد في الاستخبارات الباكستانية انور شير بأنهم أفضل المقاتلين، وأنهم لا يمكن رشوتهم بالمال كي ينشقوا او ينسحبوا بخلاف غيرهم الذين يقبلون الرشاوى ويغيرون الولاءات، كما ورد ذلك في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية «صحيفة الجزيرة 3 / 10 / 1422ه».
هؤلاء الشباب العربي الذين جاهدوا الروس وأخرجوهم من أفغانستان لم يدخلوا في صراعات قيادات الأحزاب الأفغانية التي فجرها أحمد شاه مسعود عندما دخل كابل بالقوة، فانفجرت الحروب الدامية بينهم حتى استطاعت طالبان التي دعمتها استخبارات اجنبية، ان تسيطر على الأمور عند احتراب زعماء الأحزاب، وكان يمكن لها أن تحكم البلاد لو لا الغلو الديني الذي ركبوه، واستعداء العالم على أنفسهم، واستقطاب من يماثلهم غلواً من خارج بلادهم الذين جلبوا لهم الدمار.
الآن غدر الأفغان بشباب العرب الذين غرر بهم باسم الجهاد حين كانت أعمارهم عندما بدأت الحرب ضد الروس دون العشرين.
فقتلهم الباشتون والأزبك والطاجيك على السواء أما بنو جنسهم فقد طلبوا منهم إلقاء السلاح فقط ثم الذهاب لقراهم بخلاف العرب الذين ذبح منهم «70» جريحاً في المستشفى وعشرات قضوا في حاويات مغلقة نقلتهم الى السجن ومئات قتلوا مكتوفي الأيدي في قلعة جانجي، وعرضوا بعضهم على شاشات التلفزيون ولم يعرضوا واحداً من جنود أو قادة طالبان من الباشتون.
أما الأدهى الذي يندى له جبين كل عربي فهو النساء العربيات في أفغانستان اللاتي انتهكت أعراضهن وقيل: ان جنود الشمال يكشفون غطاء وجه المرأة فإن كانت عربية انتهك عرضها وعذبت والحال كذلك بالنسبة للأطفال، وإذا كان قتل العربي المغرر به في أفغانستان بعد هزيمته مقبولا ممن لا شرف عنده في القتال فإن ما لحق بعوائل العرب من مآسٍ يدل على افتقاد أي روح للشرف عند الأفغان، وقد أوردت وسائل الإعلام حوادث لحقت بنساء العرب وابنائهم ما كان يتوقع أن تحدث من غير المسلمين فكيف من أفغان مسلمين حدث بينهم من القتال أكثر مما حدث من العرب الذين خرجوا من أجلهم ولقوا جزاء سنمار بل إن وجود بعض العرب هناك كان للإغاثة أو التعليم أو التجارة،
* للتواصل
ص.ب 45209 الرياض 11512 الفاكس: 4012691
AYEDHB@HOTMAIL.COM
|
|
|
|
|