| وَرّاق الجزيرة
كان المقصد الأول والأساس الدافع للعلماء الأوائل في الكتابة في موضوعات العيد سواء كان عيد فطر أو أضحى هو تجلية الأحكام الشرعية والآداب والسلوكيات التي يجب أن يتحلى بها كل فرد في هذا العيد مثل اللباس والعبادات المختصة بهذه المناسبة.
ومع ان موضوعات هذه المؤلفات كانت مختصة بالعيد من هذه الوجهة الشرعية في أغلبها إلا أنها لم تخل من فوائد ومعلومات تخدم الباحث في العيد من وجهات نظر أخرى مثل المهتم بالدراسات الاجتماعية أو الاقتصادية أو مظاهر الترفيه؛إذ إن كثيراً من المراجع والمصادر العلمية تروي في تضاعيفها ما كان يلبسه الناس في العيد في تلك الفترات المتقدمة وصفة هذه الملابس أو ألوانها وغير ذلك مما يدل على أهمية أن يقف الباحث على هذه المصادر لعل وعسى أن يخرج لنا بنتائج جديدة ومفيدة.
وبنظرة عجلى نجد ان التصنيف في العيد قديم جدا إذ تورد لنا المصادر وكتب التراجم ان من أقدم الكتب التي ألفت في العيد هو كتاب ابن أبي الدنيا المتوفى في أواخر القرن الثالث ولم يطبع حتى الآن فيما أعلم. ثم تبع ابن أبي الدنيا آخرون وكل يتحدث عن العيد من وجهة نظره أو من خلال موضوع معين ومن أجل هذا لابد من جرد لهذه الكتب والبحث عنها ورصد المطبوع؛ والبحث عن المخطوط ومن ثم تحقيقه ونشره لتكون هذه الكتب النفيسة أرضية لكل باحث في هذاالموضوع.
كما ان كتب التراجم والتواريخ القديمة لا تخلو من رصد أحداث وقعت في العيد لابد من رصدها ومعرفة كيف كان الناس يقضون أعيادهم ومعرفة أوجه وحدود الترفيه في كل عيد.
وختاما لا يسعنا إلا أن نهنىء الجميع بعيد الفطر السعيد، وان يرفع الله عن المسلمين كل منغص أو كرب؛ وبالله التوفيق.
|
|
|
|
|