|
| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
لقد أصبحت المكتبة المدرسية الحديثة مركزاً للتعلم يستطيع المتعلم استخدام مصادرها المختلفة للحصول على المعلومات والبحث والاستشارة أو القراءة الترويحية أو حتى اثراء المناهج الدراسية ومواكبة الفكر التربوي الحديث الذي يؤكد على ضرورة توفير الفرص الكافية للمتعلمين لتحقيق النمو الكامل على أسس فردية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم. وبذلك فان المكتبة المدرسية الحديثة هي تلك التي تدمج الوظيفة الخاصة بهامع الوظيفة التعليمية لتكوين المتعلم المفكر وهي التي تجمع وتنظم وتحفظ وتيسر استخدام المواد المكتبية جميعها استخداماً من شأنه إثراء المنهج بمفهومه الشامل.وقد حرصت وزارة المعارف على فتح المكتبات العامة في كل محافظة وداخل أحياء المدن الكبيرة ووفرت الكتب والمراجع والمجلات العلمية وهيأت كوادر مؤهلة تدير وتشرف على هذه المكتبات. ولكن العائد من هذه المكتبات لم يصل إلى المستوى المطلوب والتطلعات المرجوة حيث ان أغلب الكتب والمراجع قديمة ولا تواكب القفزة التعليمية الراهنة اضافة الى انها تدار بشكل تقليدي لا يرقى الى مستوى التطورات الحديثة.ولذلك ترى عزوفاً واضحاً من المرتادين وضموراً بيّناً في انتاجياتها ومخرجاتها.ان المأمول في وجود هذه المكتبات كبير جداً نظراً لما يقدم لها من طاقات وكوادر ولكن الواقع يشير الى عدم وجود تناسب بين مدخلات هذه المكتبات ومخرجاتها وربما يتضح ذلك أكثر حينما تقوم الوزارة بدراسة علمية توضح مدى تأثير المكتبات المدرسية على تحصيل المتعلمين واتجاهاتهم؟ وهل تخدم المكتبات المدرسية بوضعها الحالي مناهج المواد المدرسية؟ وهل هناك مردود تربوي لتلك الجهود والامكانات التي تبذل على قطاع المكتبات المدرسية العامة؟والذي يظهر لي ان المشرفين على هذه المكتبات بحاجة الى دورات مستمرة لمواكبة التطورات الحديثة في مجال المكتبات ومصادر التعلم وذلك للارتقاء بمستواهم النوعي.ولتفعيل دورهذه المكتبات لابد من توفير الكتب الحديثة والدوريات التربوية الهادفة وتوفير التقنيات الحديثة مثل أجهزة الحاسب الآلي وبرامجها المتطورة اضافة الى تهيئة مكتبة سمعية وبصرية مصاحبة للمكتبة التقليدية وإصدار بطاقات عضوية للمرتادين من المعلمين والمتعلمين وتوفير أقسام للتصوير بأسعار مخفضة للأعضاء والمرتادين مع إيجاد قنوات واضحة وجسور بينة بين هذه المكتبات والمدارس.
محمد بن شديد البشري
مشرف تربوي مركز شرق الرياض
|
|
|
|
|
