أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd December,2001 العدد:10678الطبعةالاولـي الأحد 8 ,شوال 1422

متابعة

إرهاب الدولة الإسرائيلي موجه للأطفال
قوات الاحتلال قتلت 105 طفلاً في العام الماضي
المنظمات الدولية تدين أعمال العنف الاسرائيلية ضد الأطفال اسرائيل تستخدم أطفال فلسطين كدروع بشرية وفي تجارة الأعضاء
* * القاهرة مكتب الجزيرة محمد العجمي:
يوماً بعد يوم تنتشر جثث الأطفال الأبرياء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتؤكد الاحصاءات ان 40% من شهداء الانتفاضة من الأطفال، وفي الشهور الثلاثة الماضية استشهد أكثر من 94 طفلا فلسطينيا، فإلى متى قتل هؤلاء الأبرياء؟ وهل يتلذذ الاسرائيليون بقتل الأطفال؟ وكيف يعامل الأطفال داخل السجون والمعتقلات الاسرائيلية؟
استيقظ العالم قبل أسبوعين على صوت انفجار أدى الى تطاير التلاميذ الخمسة في الهواء وهم في طريقهم الى مدرسة «عبدالله صيام» الابتدائية التي ترعاها الأمم المتحدة في مخيم خان يونس للاجئين والتصقت أشلاؤهم بجدران المنازل والأشجار، وتمزقت أعضاؤهم لتختلط أحبار كتبهم المدرسية بدمائهم وطار جسد أحدهم الى سطح منزل مجاور، خرج الأطفال الخمسة الى مدرستهم وفي قلوبهم براءة الأطفال وفي سن الزهور فالشقيقان «أكرم نعيم عبدالكريم الأسطل» 6 سنوات و«محمد» 12 سنة وأبناء العم «أنيس ادريس الأسطل» 10 سنوات وعمر ادريس الأسطل 11 سنة و«محمد سلطان الأسطل» 12 سنة، واقترب التلاميذ الى مكان الانفجار فشاهدوا رأس طفل مبتور تغطيها الدماء ويد وأشلاء صغيرة متناثرة هنا وهناك فأصيب الأطفال بحالة من الهستيريا.
اصطياد الأطفال
لم تتوقف أيدي السفاحين يوما عن قتل الأبرياء بل انها تتعمد اصطياد الأطفال الفلسطينيين وقتلهم لأنها ترى أنهم عندما يصيرون شباناً سيكونون من الفدائيين. محمد الدرة.. ايمان حجو وفارس عوده.. ريهام نبيل وغيرهم العشرات تغتالهم رصاصات المدافع الصهيونية بلا رحمة. والاحصاءات تؤكد ان 40% من شهداء الانتفاضة من الأطفال فهناك حوالي 200 طفل شهيد حتى الآن وسبعة آلاف جريح، و530 مصابين بعاهات مستديمة منذ بدء الانتفاضة وحوالي 63% قتلوا برصاص في الرأس و31% برصاص في الصدر وهو تصويب متعمد بهدف القتل مع سبق الاصرار والترصد.
محمد الدرة
أطفال في عمر الزهور تقتلهم مدفعية العدو الصهيوني فالطفلة «ايمان» اصابتها رصاصة في ظهرها وعمرها 10 شهور، وقتلت رصاصات الاحتلال محمد الدرة وهو في حضن أبيه، والطفل فارس عودة دهسته دبابة اسرائيلية لتطحن جسده النحيل.. ويقول السفاحون أن خبرا لا يسعدهم إلا مقتل هؤلاء الأطفال لأنهم لو تركوا حتى يكبروا لكانوا مؤثرين في تدمير دولة اسرائيل.
الطفل الفلسطيني أصبح رمزاً للقوة والمواجهة وأطفال فلسطين كتبوا على صدورهم في مواجهة المدفعية والآلة العسكرية الاسرائيلية مقولة «لن تمروا».وأصبح واضحا ان الاسرائيليين يتلذذون بقتل الأطفال الفلسطينيين بحجة أنهم يشكلون خطراً عليهم ويجدون ذلك مبررا لسفك دمائهم الطاهرة واعتقالهم بالمئات وتعذيبهم بأبشع ألوان العذاب في معتقلات «تالموند» حيث يجبر الأطفال على البقاء عرايا ومعلقين من أرجلهم للاعتراف بأسماء زملائهم ولو بالكذب كما يحرمون من استخدام الحمام أو النوم. وقد ندد ممثل صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة «اليونيسيف» في الضفة الغربية وقطاع غزة «بييربوبار» بسوء المعاملة التي يتعرض لها 160 صبيا فلسطينيا معتقلين في سجون الاحتلال معظمهم متهم بإلقاء الحجارة على جنود العدو يتراوح أعمارهم بين 12 الى 18 سنة ويمضون خمسة أيام في مراكز الشرطة في ظروف قاسية ويزج بهم في السجون لسنوات دون أن يتمكن أهاليهم من زيارتهم في انتظار المحاكمة.
تعذيب المعتقلين
وقال علي عياد 10 سنوات في شهادة نشرتها اليونيسيف وقد اعتقله جنود الاحتلال في 10 يوليو الماضي في مركز عتصبون الاسرائيلي بالقرب من بيت لحم «ضربوني على جسدي بأنابيب من البلاستيك، واضطررت الى اجراء عملية جراحية في ذراعي التي زرع فيها الجراحون قضيبا من البلاتين، وأرغموني على نزع ثيابي وأمضيت الليل كله ويداي مكبلتين وعيناي معصوبتين ولم يسمحوا لي بالذهاب الى المرحاض طوال يومين».
ويقول محمد الجابري 16 سنة معتقل من مخيم العروب للاجئين «اقتحم حوالي ثلاثين جنديا اسرائيليا منزلي في الساعة الثالثة والنصف فجرا يوم 17 اغسطس الماضي واقتادوني مع شقيقي الى مركز استجواب اسرائيلي وطلبوا منا معلومات حول أشخاص تلاحقهم سلطات الاحتلال وتقول اليونيسيف أنهما تعرضا للضرب بخوذات الجنود وللاهانة تلقيا تهديدات بممارسة العنف الجنسي ضدهما ثم وضعا في غرفة مغلقة بطول ثلاث أمتار وعرض مترين مليئة بالحشرات. ويقول برتراند بينفيل «مسؤول اليونيسيف في القدس الشرقية» ان اسرائيل اعتقلت أكثر من ستمائة طفل فلسطيني ووضعتهم في ظروف سيئة وطالبت اليونيسيف اسرائيل بالكف عن استهداف الأطفال الفلسطينيين.
ومازال مسلسل قتل الاطفال مستمراً استشهد وائل علي رضوان 15 سنة بعد ان اطلق جنود الاحتلال الاسرائيلي النار بشكل متعمد على مجموعة من المتظاهرين في اعقاب جنازة تشييع الشهداء الخمسة وعقب اغتيال وزير السياحة المتطرف «رحبعام زئيفي) آمر السفاح شارون بالرد الوحشي فراح ضحيتها 99 شهيداً من الاطفال دون الثانية عشرة واصيب الطفل عمر رمضان 4 سنوات بطلق ناري في بطنه قرب معبر المنطار شرق غزة.
واستشهدت تلميذة وأصيب آخرون من الاطفال في أثناء الهجوم الوحشي على رام الله والبيرة وجنين وقصف مدن رفح وخان يونس وأغلقت الشوارع ومداخل المدن حتى لا يتم انقاذ هؤلاء الاطفال واستشهد ناصر هاني قرعان متأثراً بجروحه التي اصيب بها خلال المذابح الاسرائيلية في مدينة قلقيلية بشمال الضفة الغربية.
الموت أفضل من ترك القدس
كشف تقرير لوكالة رويتر ان اطفال فلسطين يحلمون بالانتقام من الجندي الاسرائيلي الذي قتل محمد الدرة وهو في حضن والده.. وان محمد الدرة لم يكن الطفل الوحيد من بين شهداء الانتفاضة، أكد التقرير استشهاد طفل من بين كل 3 جرحى اصيبوا في المواجهات مع جنود الاحتلال. واشار الى تطلع التلاميذ الفلسطينيين الى اعادة فتح مدارسهم لانها تتيح الفرصة لتجميع الاطفال لرشق جنود الاحتلال بالحجارة بعد انتهاء اليوم الدراسي كما أكد التقرير ان اطفال فلسطين الذين لم يبلغوا السابعة بعد يفضلون الموت على ترك المسجد الاقصى.
حالات نفسية
وأكد جان هيرفي بدو دول «رئيس منظمة أطباء بلا حدود ان الاطفال الفلسطينيين هم الاكثر تضرراً من الاجراءات التعسفية الاسرائيلية في الاراضي المحتلة واضاف ان الاطفال الفلسطينيين يعانون من حالات نفسية واضطرابات وعدم استقرار بسبب الاحتلال الاسرائيلي وأوضح ان العديد من الاطفال الفلسطينيين يعانون من الشلل الوقتي وعدم السيطرة على التبول خلال الليل مما يسبب آلاماً رهيبة لهؤلاء الاطفال.
وقال جورج ابوزلف المدير التنفيذي للحركة العالمية للدفاع عن الاطفال ان قوات الاحتلال قتلت 105 من اطفال فلسطين خلال العام الماضي دون 18 سنة وأصيب كثيرون آخرون بإصابات بالغة بسبب اعتداء قوات الاحتلال على المسيرات الجماهيرية أو على ايدي القناصة الاسرائيلية وقد استشهد 94 طفلا خلال انتفاضة الأقصى في الثلاثة اشهر الاخيرة من العام الماضي كما لقي 15 طفلاً مصرعهم بعد ان اصابهم رصاص «دمدم» المحرم دولياً.
تجارة الأعضاء
وتختلف ألوان القسوة والوحشية التي تمارس ضد الاطفال الابرياء في فلسطين فتؤكد الصحف انتشار سماسرة تجارة البشر وتجارة الاطفال وأعضائهم في اسرائيل وهؤلاء يديرون تجارتهم عبر شبكات الانترنت كما يتخذ الاطفال كدروع بشرية وقد فعل جنود الاحتلال ذلك مع حوالي 8 أطفال تتراوح اعمارهم بين 9 و14 عاماً واجبروهم على السير امام الدبابات باتجاه منطقة وادي ابو رمان وهي وقائع تحذيرات من عودة الامراض للاطفال التي اختلفت من قبل بسبب تصدي قوات الاحتلال لمندوبي منظمة الصحة العالمية وتقوم بقصف المؤسسات الطبية والمستشفيات وسرقة سيارات الاسعاف لاستخدامهم في عمليات الاغتيالات والاعتقالات.
الغاز السام
وتؤكد نتائج مسح قام به الجهاز المركزي للاحصاء ان هناك 84% من الاطفال يتعرضون لاستنشاق الغاز السام الذي تطلقه اسرائيل و7% من اصابات الاطفال بالرصاص تتركز في الرأس و12% في الصدر و52% في البطن و37% اصابة في الاطراف واظهرت النتائج ان 26% من الاصابات تركت اعاقات دائمة و28% اعاقات مؤقتة و22% تشوهات وأظهرت ان حوالي 596 الف طفل ظهرت عليهم علامات خوف و839 الف طفل ظهرت عليهم حالات الخوف من الظلام. فهل تطارد ارواح هؤلاء الاطفال الشهداء شارون الذي يستقبل نبأ استشهاد طفل وهو يضحك في سعادة بالغة ويشعر براحة غير عادية؟.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved