| متابعة
*
* كابول د ب أ:
يتمتع رئيس الحكومة الأفغانية الانتقالية الجديدة حامد قرضاي «44 عاما» بالقدرات اللازمة لحل الانقسامات العميقة داخل أفغانستان فهو ينتمي قرضاي لكبرى الفصائل الأفغانية وهم البشتون، ولكنه أثبت في ذات الوقت أن لديه المقدرة على التعاون مع الطاجيك والأوزبك أيضا، ويتمتع الرئيس الجديد بقدر جيد من التعليم ويحمل ميولا غربية ولكنه يعرف عقلية شعبه المسلم المحافظ.
وكقائد يحظى قرضاي بمباركة الملك السابق ظاهر شاه ورضا الكثير من أصحاب النفوذ في أفغانستان، وهو قائد بشتوني واسع النفوذ من قندهار، المعقل السياسي لطالبان، وأحد أفراد نفس العشيرة التي ينتمي إليها الملك السابق، ويعتقد أن طالبان هي المسؤولة عن مقتل والد قرضاي، الذي كان نائبا سابقا بالبرلمان، أما جده فكان رئيسا للبرلمان إبان حكم ظاهر شاه، عاش قرضاي نفسه منذ ذلك الوقت حياته كأحد السياسيين، فبعد انتصار المجاهدين على أخر حكومة موالية لموسكو في كابول برئاسة نجيب الله، أصبح قرضاي مساعد وزير الخارجية عام 1992. وتلقى دراسته في الهند وعاش في الولايات المتحدة خلال الثمانينات عندما كان الاتحاد السوفيتي يحتل بلاده، وأنشأ سلسلة مطاعم ناجحة في بوسطن وبالتيمور وسان فرانسيسكو وشيكاغو، وخصص قرضاي جزءا من ثروته التي حققها من هذه التجارة في الولايات المتحدة للمساهمة في تمويل المقاومة ضد الاحتلال في بلاده وما زال يعتبر بطلا منذ ذلك الوقت.
وينظر إلى قرضاي، الذي يجيد الإنجليزية، على نطاق واسع على أنه مرشح المجتمع الدولي لرئاسة الحكومة الانتقالية، وقد اشتق اسم قرضاي من مدينته التي ولد فيها قرب قندهار والتي كان يقود القتال فيها ضد القوات الموالية لطالبان.
وفضل قرضاي عدم السفر لحضور مؤتمر الأمم المتحدة بشأن أفغانستان الذي عقد بالقرب من بون بألمانيا، وبدلا من ذلك ألقى خطابا من جنوب أفغانستان تم بثه خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر من جانب الأمم المتحدة الاسبوع الماضي، وفي أعقاب هجمات 11 أيلول /سبتمبر على الولايات المتحدة يقال إن قرضاي استقبل عددا كبيرا من القادة الأفغان وزعماء القبائل المستاءين في منزله بمدينة كويتا الباكستانية، وفي تشرين أول /أكتوبر عبر قرضاي الحدود إلى أفغانستان لحشد التأييد لعقد لويا جيرجا (مجلس قبلي أعلى)، ونجا من إحدى محاولات طالبان لأسره، واشتبكت قواته مع مليشيا طالبان بالقرب من معقلهم الأخير في قندهار، وعلى خلاف ما وقع للقائد عبدالحق الذي كان لديه خطط مماثلة لتأسيس حكومة ولكنه أعدم من قبل طالبان، أفلت قرضاي من الموت وبات الآن يمثل آمال الأفغان والغرب على حد سواء.
|
|
|
|
|