| متابعة
*
* رام الله علاء شلبي «أ.ش.أ»:
رغم الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية وحاجة المواطنين الى مايسد رمقهم في ليالي الشتاء الباردة.. الا ان الاستجابة للحملة التي أطلقتها اللجنة الوطنية لتشجيع المنتجات المحلية الفلسطينية ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية جاءت سريعة وعلى كافة المستويات.. رغم انها كانت مقتصرة على المؤسسات الحكومية والاهلية فقط دون الوصول بها الى عامة الناس في الاسواق والجامعات والمدارس وداخل البيوت.
وقد ترجمت ذلك سيدة فلسطينية عجوز هي المواطنة رضية الهمص أم السعدي «62 عاما» والتي لم يمنعها عدم معرفتها بالقراءة والكتابة من الوقوف دقائق أمام ثلاجة مليئة بمختلف أنواع الألبان والجبن تتفحص محتوياتها وتنظر الى ما رسم عليها من شعارات تدل على أن هذا الصنف من صناعة شركة «ثنوفا» الاسرائيلية وذلك الصنف من صناعة الشركات الوطنية الفلسطينية.. لم تتردد لحظة ومدت يدها لتناول ثلاث عبوات من اللبن المصنوع محليا وسددت الثمن وانطلقت الى بيتها.
هذه الحالة من الوعي التي وصلت اليها الحاجة «أم سعدي» لم تكن وليدة الصدفة أو حالة عابرة ربما تزول مع زوال الاسباب والدوافع.. بل هي نتاج حس وطني ولد معها منذ هاجرت من بلدتها قسرا تحت ضربات القذائف ليتجسد أكثر فأكثر كلما قامت بزيارة ابنها المعتقل في السجون الاسرائيلية منذ سنوات طويلة.
ومن جانبها شددت السيدة سنية الحسيني مدير الدائرة الاعلامية في المجلس التشريعي الفلسطيني على أهمية أن يكون للفلسطينيين اقتصادهم الخاص «القوي» القادر على المنافسة من حيث الجودة والسعر.
واشارت المسؤولة الفلسطينية الى أنها وجميع أفراد عائلتها لديهم موقف خاص رافض للتعامل مع كافة البضائع والمنتجات الاسرائيلية منذ الشهر الأول لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية.
وقالت سنية الحسيني ان جميع أفراد عائلتي لايطيقون سماع كلمة اسرائيلي فكيف نأكل منتجاتهم وقد اصبح المنتج الفلسطيني أكثر جودة ومطابقا للمواصفات والمقاييس التي تحددها الجهات المعنية وأقل سعرا.
واكدت المسؤولة الفلسطينية على اهمية ان يكون لدى المواطن الفلسطيني دافع وطني لشراء المنتجات المحلية من منطلق محاربة الاسرائيليين اقتصاديا وتكبيدهم خسائر أسوة بما يفعلونه بالشعب الفلسطيني واقتصاده.
وطالبت السيدة سنية الحسيني الجهات المعنية وخصوصاً وزارتي الصناعة والاقتصاد والتجارة في فلسطين والاتحاد العام للصناعات الفلسطينية واللجنة الوطنية لتشجيع المنتجات المحلية بوضع آلية عمل واستراتيجية واضحة دون الالتزام بالاتفاقات الاقتصادية التي لاتلتزم بها اسرائيل وتعمل دائما على خرقها من أجل الوصول الى حالة من الوعي الاستهلاكي لدى الجمهور وحالة من الوعي الانتاجي لدى المنتجين الفلسطينيين.
وفي هذا الاطار يقول عمر شعبان «خبير اقتصادي فلسطيني» انه وبعد مرور نحو عام على انطلاق الحملة الفلسطينية لمقاطعة المنتجات الاسرائيلية في شهر ديسمبر من العام الماضي في تحول المستهلك الفلسطيني العادي الى شراء المنتجات الوطنية كما ساهمت الحملة في قيام بعض الوزارات والهيئات في السلطة الوطنية باعتماد المنتج الفلسطيني في المناقصات الحكومية.
وقال الخبير الاقتصادي الفلسطيني ان الحملة أعطت المجال لجميع فئات المجتمع الفلسطيني للمشاركة في دعم الاقتصاد الوطني وجعلتهم يشعرون بأنهم يقومون بدور مهم يفخرون به وهو الحد من سياسة اغراق السوق الفلسطينية بالمنتجات الاسرائيلية كما كان يحدث قبل بدء الحملة وذلك لكون السوق الفلسطينية قريبة مما يجعل من السلع الاسرائيلية ميزة تنافسية في هذه السوق لا يمكن أن تتوفر لها فى أية سوق أخرى.
ويستطرد قائلا ان علاقة التبعية التي يعانيها الاقتصاد الفلسطيني منذ أكثر من ثلاثين عاما نتيجة لسياسة الاحتلال الاسرائيلي والتي تصب بشكل عام في مصلحة الاقتصاد الاسرائيلي تؤكد أهمية المقاطعة الفلسطينية للمنتجات الاسرائيلية من منطلق كونها وسيلة نضالية تعزز المسيرة الوطنية نحو الاستقلال والحرية وبناء الاقتصاد الفلسطيني الحر الذي يعود بالنفع على أبنائه.
ومن جانبها قالت المهندسة سهير شعث «ناشطة نسائية في مجال المرأة» ان زيادة وعي الجماهير تجاه مقاطعة المنتجات الاسرائيلية وتشجيع المنتجات الفلسطينية لم يكن سببه الترويج لحملة المقاطعة وانما كان بدافع وطني بحت.. مؤكدة أنه من أجل تعزيز نضال الشعب الفلسطيني وتوسيع دائرة المشاركة في فعاليات الحملة يجب أن يكون للجهات المعنية دور ريادي وكبير في ترويج وانجاح الحملة الوطنية لتشجيع المنتجات الفلسطينية ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية بهدف ايجاد مجهود شعبي منظم باتجاه تعزيز الاعتماد على الذات وترسيخ الاستقلال الاقتصادي الفلسطيني وتطوير المنتجات الوطنية.
وأشارت المهندسة سهير شعث الى أنه أصبح لديها الآن قناعة أكثر من أي وقت مضى بوجوب تفضيل المنتجات الوطنية الفلسطينية وشرائها حتى وان كانت أقل جودة نسبيا من مثيلتها الاسرائيلية.. مؤكدة أن هذه القناعة تعززت لديها نتيجة الاحداث الجارية وأعمال القتل والتدمير التي تمارسها اسرائيل ضد كل ما هو فلسطيني.
وتؤكد ريم كساب «سكرتيرة باحدى مكاتب القوى الوطنية الفلسطينية» ضرورة تنوع مصادر الدعاية لحملة المقاطعة بهدف الوصول الى شرائح متعددة من المجتمع الفلسطيني والابتعاد تماما عن أساليب الاجبار والاكراه.. مشيرة الى أن ارتفاع مستوى جودة المنتج الفلسطيني خلال الاشهر الاخيرة جعلها واسرتها يتخذون قرارا بشراء كافة احتياجاتهم من المنتجات الفلسطينية فقط.
وطالبت ريم كساب الجهات الفلسطينية المعنية بتشديد الرقابة على الاسعار ومنع الاحتكار من خلال تشكيل لجنة خاصة بالرقابة والمتابعة وتفعيل اللجان الوزارية ذات الصلة كوزارة التموين ومؤسسة المواصفات والمقاييس.. مؤكدة ضرورة مساعدة المستهلك في اتخاذ قرار التحول للمنتج الفلسطيني من خلال تزويده بقوائم للسلع المحلية البديلة.
|
|
|
|
|