| عيد الجزيرة
* القريات جريد الجريد:
العيد مناسبة إسلامية كبيرة لها وقعها وفرحتها في نفوس المسلمين هذه المناسبة نعيشها اليوم بشكل مختلف عن ما عاشها الآباء والاجداد الذين عاشوها بصور مختلفة كان لها طعمها الخاص مما جعلها راسخة في ذاكرتهم.. وللوقوف على هذه الصور كان لنا هذا الحوار مع احدى كبيرات السن في القريات للتعرّف على صور العيد في الماضي ومع الخالة«ام سليم».
بدأت أم سليم حديثها بشيء من الاسى وهي تستعيد شريط الذكريات وبعبارة الناس تغيّروا «ياوليدي» قلت لها كيف قالت في كل شيء كنا قبل العيد بفترة نبدأ بالاستعداد له من خلال التجهيز لطعام العيد والذي عادة ما يكون «الجريش» أو «التمن» أو «المعوقد» وذلك بجرش القمح وتجهيزه. أما الملابس فقد لاتصدق ان من تستطيع الحصول على ثوب«المشبوك» تكون من ذوات الحظ الكبير حيث قيل:
البيض لبسهن«مشبوك»
حتى الحمر ما يتمعننبه
وهناك ايضا ثوب الجراري ومن الاقمشة المشهورة والتي عادة ما كانت النسوة تخيطها بأنفسهن قماش دق النيرة والملس ودرب الموتر والدهسة والبيرمة.
وعندما سألنا الخالة أم سليم عن موديلات الملابس في الماضي ضحكت وقالت ليس هناك موديلات فثيابنا عادة ما تكون المقطع وهو يشابه تفصيل ثوب الرجل في الوقت الحاضر، اما الحلي فقالت ان هناك الخزاري والتنابيل والمزممه والزميم وخصور الدلق و«المنافيخ» وكانت اغلبها من الفضة. وعن ليلة العيد قالت كنا نقوم بتجهيز «الحنا» لليدين ونضعها على شعورنا، وعن ما يميز العيد في الماضي قالت هي صلاة العيد والتي يخرج لها كافة أهل القرية حتى الأطفال الصغار والنساء وكان الجميع يحرص على خطبة الصلاة التي عادة ما تكون مؤثرة لدرجة ان الجميع يبكي من شدة الخشوع ثم بعدها تبدأ المعايدة وتناول طعام العيد من كل بيت في القرية والذي نكون قد بدأنا بإعداده من قبل صلاة الفجر. أما عن الأطفال فهم يدورون على بيوت القرية لطلب العيدية والتي عادة ما تكون من حلاو«الملبس» أو «ضلوع الفاطر» وهي ايضا حلوى كذلك «البكيلة» وهي عبارة عن خلط مادة«السمح» مع التمر وفي نفس الوقت تجدهم يرددون الاهازيج والاغاني الشعبية واللعب.
وافضل ما يميز العيد في الماضي تلك الصلة الاجتماعية بين الجميع من خلال التزاور وتبادل التهاني منذ الصباح الباكر للعيد مما يشعر الجميع بروح الألفة وتشاهد تباشير الفرح تتطاير من وجوه الجميع وخاصة الأطفال رغم انه لا يوجد لديهم ما يلهون به سوى البراءة بعكس اطفال اليوم ومع كثرة النعم ولله الحمد تجدهم قد يمارسون حياتهم اليومية يوم العيد دون ان يشعروا بتغير فأطفال الأمس كان العيد يعني لهم اللبس الجديد الذي قد لا يتكرر دائماً بعكس اطفال اليوم.
وأخيرا شعرنا ان الخالة «أم سليم» تتمنى ذلك الزمان، رغم ما فيه من معاناة ومشقة والسبب حسب تأكيدها لنا بعبارة «يكفينا ان النفوس صافية والبال مرتاح».
|
|
|
|
|