أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd December,2001 العدد:10678الطبعةالاولـي الأحد 8 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

جيل الأمس يضوع بعاطر ذكريات عيده
د. غازي عوض الله: الإعلام وإبداعه لم يمسح عطر ذاكرة العيد
د. ليلى زعزوع: العمل الأكاديمي لم ينسني عيد بيت جدي بالشامية
* جدة عدنان حسون:
مشاعر الفرح بالعيد لا يمكن ان تبرح الوجدان حتى مع مرور الزمن وتعاقب السنين فالذاكرة تختزن جملة فائقة من الذكريات الجميلة مع شقاوة الطفولة السعيدة بمباهج العيد وزيه وحلوياته ومفرقعاته وتزاور الاهل والجيران، هنا نقرأ ذكريات عايشها جيل كان يوما في مضمار مسرح الطفولة فماذا نهمت تلك الورود من عطر الذكريات لترويها لنا الآن بعد اكتمال الشباب والميل لسنوات كلها نضج وعطاء وحب للوطن وأهله..؟
مناخة الحطب
* الدكتور غازي زين عوض الله رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز تحدث الينا وقال عن العيد بالرغم من انني بلغت من العمر عتيا لكن ذاكرتي عن ايام طفولتي ومراحل عمري في المدينة المنورة ما زالت في مرحلة شبابها ونضجها والفكر يحمل من الذكريات اشياء كثيرة خصوصا فيما يتعلق ببيئتنا التي نشأنا وترعرعنا في حضنها وسعدنا بمكانتها القدسية ويكفي ان تكون المدينة المنورة احب البقاع الى الله ويسكنها سيد الانبياء والرسل محمد صلى الله عليه وسلم.
لقد كنت احد سكان مناخة الحطب وسميت هذه الحارة بهذا الاسم لانها مكان بيع الحطب والفحم وتنوخ فيها الجمال التي تحمل الحطب والذين كانوا يتاجرون في هذه المهنة بادية المدينة وكنا نسعد بوجودهم في حارتنا لاننا نأنس بهم خصوصا في الليل عندما يشعلون النار للدفء اثناء الشتاء والذي يهمنا من هذه الذكريات وسؤالكم يدور حولها عن مظاهر العيد وكيف كنا نقضيه ونستمتع بأيامه الروحية وقيمه الاجتماعية والثقافية فكان العيد بالنسبة لاهل المدينة حالة خاصة ننتظرها في كل عام ونفرح كلنا كاطفال وشباب وشيوخ بمقدمه العزيز ونعد العدة له من ملابس جديدة وحلي وطعام خاص ورحلات خارج المدينة كالمزارات وغيرها.. يحملنا اليها اتوبيس (اللاوندي) وهو ما يعرف باسم سائقه ويمكنني أن ألخص اهم تلك المظاهر عن فرحة العيد حسب ترتيبها كنا نصلي في المسجد النبوي الشريف ونسمع الخطبة التي كان يشدنا اليها المرحوم الشيخ عبدالعزيز بن صالح وبعد ان نفرغ من صلاة العيد نعود الى المنزل لكي نتناول وجبة الطعام الخاص المميز في ايام العيد كالملوخية الناشفة (والديبازه) والمنزله باللحم والطحينة وبعد تناولنا لهذا الافطار نتوجه لمعايدة الاهل والاقارب وللمدينة المنورة عادات وتقاليد تميزها عن غيرها من المدن وقد تمارس هذه العادات في بعض المدن ولكن ليس بالشكل او المظهر كما كان في المدينة المنورة واحسب اننا كنا نبرمج الزيارات لكل حارة من حارات المدينة ونتعارف عليها في عرفنا الاجتماعي بتحديد كل يوم لحارة ويحس كل فرد من ابناء المدينة بمشاعر خاصة روحانية واجتماعية وثقافية ويسود فيها طابع التكافل الاجتماعي والترابط الاسري والتوحد العائلي وفي هذه الزيارات للحارات ودخول كل منزل فيها للمعايدة ليس بالشرط الاساسي أن تربطك وشائج صداقة او قرابة بمن تزورهم فأحيانا ندخل منازل لا نعرف اصحابها ونترك اسماءنا في سجل الزيارات وكثيرا ما يحدث تعارف وصداقة من خلال سجل الزيارات ويتخلل في كثير من الاحيان مقالب بين الاصدقاء اثناء المعايدة فيحمل احدهم إناء الحلاوة ويهرب به ذلك مجرد مزاح، وفي كل يوم من ايام العيد كان الاطفال في كل حارة يذهبون الى المناخة الكبرى يمارسون هوايتهم من الالعاب المفضلة كالمراجيح التي كانت تصنع من الخشب هذا بالاضافة الي ممارستهم للالعاب النارية وهكذا دواليك وكنا نحن الاطفال في ذلك الوقت في مرحلة طفولتنا نفضل عصير «الشربيت» الذي كان يصنع من الصبغ الاحمر ومع هذه المباهج والفرحة العظمى بالعيد من عادات وتقاليد وقيم ومظاهر اجتماعية نعيش نحن الآن في ذكرياتها التي ما زالت محفورة في اذهاننا وافكارنا ونزهو ونفتخر بها وكم كنا نتمنى ان تكون ثوابت نمارسها في كل عيد ونضيف اليها عادات وتقاليد معاصرة ولكن للاسف الشديد انقرضت كثير من تلك العادات واصبحت الاسرة وتجمع الحارة مقلة ولم يعد هناك في ظل الفضائيات زيارات اسرية او اجتماعية الا ما ندر وفي ظروف ضيقة وحتى ايام العيد في وقتنا الحاضر فقدت كثيراً من مباهجها وفرحتها واصبحت الزيارات عبر الهاتف والفاكس.
ولكن مع ذلك كله لم نفقد ولله الحمد قيمنا الروحية وثوابتها فالعيد بقيمته الاسلامية وشعائره ما زلنا نؤديها في صلوات العيد حسب تعاليمنا الاسلامية وشريعتنا السمحاء وما زال الخير في امتنا حتى تقوم الساعة.
طفولة الدكتورة زعزوع
فيما عبرت الدكتورة ليلى صالح زعزوع الكاتبة ورئيس قسم الجغرافية بجامعة الملك عبدالعزيز عن العيد وكيف كان بمكة المكرمة فقالت يحمل لي العيد الكثير من المشاعر الفياضة التي تذكرني بطفولتي عندما نقضي فترات اجازة العيد بعد انتهاء الدراسة وعمل والدي فننتظر هذه الايام الجميلة للذهاب الى مكة المكرمة والى حي الشامية حيث بيت جدي لوالدتي رحمه الله الشيخ حسن يوسف زعزوع حيث البيت الكبير الذي يضم افراد الاسرة في هذه الفترة من العام، ولي ذكريات جميلة اعيش بعبقها في ايام العيد حيث نمشي من منزل جدي الى الحرم عبر باب زيادة ونحن فرحون بملابس العيد وبرفقة الاسرة من الرجال والنساء ولان العيد كان فرصة للقاء الجميع كنا نذهب للحرم لاداء صلاة الفجر وفرش السجاجيد الكبيرة والجلوس وانتظار تهليل العيد والتكبير ومشاهدة الناس والسلام على كل من نعرفه من الجيران والاصدقاء ثم نرجع بعد ذلك للبيت لتناول الافطار ثم شراء (الزلابية) وهي نوع من انواع الفطائر الهشة المخصصة للعيد فقط حيث يقف ابناء مكة لبيعها في الشوارع والطرقات حيث يقف المصلون لشرائها كما ان هناك أكلة مخصصة اخرى للعيد هي أكلة (الديبازة) والمكونة من مجموعة من المكسرات مع قمر الدين ويشتهر بها اهل مكة.وبطبيعة الحال نفرح بالعيد للعيدية التي نحصل عليها من افراد الاسرة ثم نقضي الوقت عصرا في الذهاب لسوق المدعى لشراء الالعاب التي نلعب بها ونلهو.وتواصل الدكتورة ليلى حديثها كم فقدت هذه الايام بعد انتقال الاسر كغيرها من الاسر المكية الى خارج منطقة الحرم حيث منزل الاسرة الآن في حي الرصيفة حيث اصبحنا نصلي في جامع الامير احمد بن عبدالعزيز ورغم اننا اصبحنا كبارا فما زالت صورة العيد الجميل في مكة حيث التزاور وبخاصة بين الرجال حيث تفتح الابواب لاستقبال الزوار وشرب القهوة والتعطر وأكل الحلوى ومن ثم معاودة الكرة وهكذا حيث اصبحت اعيادنا الآن برسائل الجوال والفاكسات واضفنا لها البريد الالكتروني متع الله الجميع بالصحة والعافية وأمننا في اوطاننا.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved