أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 23rd December,2001 العدد:10678الطبعةالاولـي الأحد 8 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

عيد أطفال القريات
العيد هو العيد لكن الصورة تغيّرت بشكل جذري وخصوصا مع اطفالنا فلذات اكبادنا، ففي مثل هذه المناسبة حاولت رصد طفولة الماضي وفرحتهم بالعيد ومقارنتها مع طفولة اليوم.
حدثني أحد كبار السن عندما سمع اصوات«الطراطيع» ليلة العيد والأطفال يلهون بها بعد ما تبسَّم وقال كنا في الماضي نحتفل في ليلة العيد مثل هؤلاء الاطفال وبألعاب نارية غير مكلفة فقبل العيد بيوم نقوم بجمع جذوع النخل الخاوية ونضعها في مكان مرتفع بالقرية وفي ليلة العيد نقوم بإشعالها واللهو بجانبها وما كان يميز ذلك هو قرب القرى لبعضها حيث ان كل قرية يقوم اطفالها بفعل نفس الشيء ويحرص كل أبناء قرية ان تكون نارهم هي الأكبر ومما أذكر كنا نردد اهزوجة:
«باكر العيد والخضاب الليلة ومن عقب باكر تطلع ام جذيلة».
وفي يوم العيد كنا نلعب بالملاهي قلت له هل لديكم ملاه؟ قال نعم فكنا نصنع المراجيح بين اغصان«الاثل» بربط الحبال ومن ثم نقوم باللعب بها واطفال اليوم يلعبون بملاه أكثر تطورا وكنا ايضا نتناول «الشوكولاتة» فسألته بتعجب: هل تمزح علي؟ قال لا، بل هي الحقيقة فالشوكولاتة بالنسبة لنا في الماضي كنا نسميها «البكيلة» وهي تشابه طعم الشوكولاتة اليوم، بل هي افضل وهي مكونة من «السمح» و«التمر» عندها سألته عن ملابسهم في الماضي فقال: كانت الثياب اغلبها من قماش «الساحلي» اذا توفرت تخيطها لنا امهاتنا ونفرح بها كثيرا، حيث هي فرحة العيد الكبرى بالنسبة لنا، وأما الاحذية فهي نادرة واذكر انه كان لدي حذاء كنا نسميه«بيتون» وقد تقطعت ارضيته وأصبح الحجر يدخل على قدمي وصادف ان كان والدي رحمه الله يريد السفر الى الاردن لشراء بعض الحاجات وكان السفر على ظهور الابل وعندما ودعته طلبت منه ان يشتري لي حذاء جديداً فقال لي من الممكن ألا أجد لكن افصخ حذاءك وأعطني إياه لكي اصلحه لك وبالفعل اخذه معه وبعد فترة من الانتظار وأنا اترقب وصول والدي على احر من الجمر وصل والدي معه حذائي حيث قام بإصلاحه بوضع قطعة من كفر سيارة بأسفل الحذاء وقد طرت من الفرح وكنت عندما امشي انظر الى اثر الحذاء واتباهى به على الاطفال وهذه الفرحة من الصعب ان تشاهدها على اطفال اليوم رغم ما يحصلون عليه من أحذية جديدة وملابس من مختلف الاشكال لأنها متوفرة لديهم في كل يوم وليس مثل حياتنا في الماضي فقط يوم العيد، وعن ما يميزهم عن اطفال اليوم؟ قال كنا نحترم الرجل الكبير ونخافه حتى لو لم يكن له بنا صلة ولو فعل الطفل أي خطأ فمن شاهده من رجال القرية يقوم بضربه وتأديبه وكأنه والده وهذه الصفة لا تجدها اليوم بتاتا.

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved