|
| مقـالات
قال تعالى «ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البَرِّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً». في هذه الآية يخبر الله تعالى عن تشريفه وتكريمه للإنسان، ويدخل في هذا التكريم ما خصّ الله به الإنسان من هيئة حسنة في الخلق، وتسخير الكائنات والمصنوعات لتنقله في البَرِّ والبحر، ورزقه إياه المطاعم والمشارب، بل وتأكيد أفضليته «أي الإنسان» على كثير من مخلوقات الله.
وسوف يبقى حفظ كرامة الإنسان هو المسلّمة الأولى، بل هو المدماك الأول في أي حضارة إنسانية يُراد لها أن تقوم. إن حضارة لا تُبنى على احترام قيمة الإنسان وتأكيد كرامته حريٌّ بها أن تنهار. فتّش عن أي أمة متحضرة فستجد أن احترام كرامة الإنسان والرفع من قيمته كان ولا يزال هو الضابط الرئيس في نهوض وتطور تلك الأمة.
وعندما تتخلف الأمة فاعلم أن ضياع كرامة الإنسان والانتقاص من قيمته كان هو البداية الحقيقية للسقوط والتخلف. الانتقاص من كرامة الإنسان يظهر لدى الأمم المتخلفة في صور شتى، منها :
1 عدم توفير التعليم الحقيقي الذي يستثمر مخزون الإنسان من الإبداع، أحياناً خداع الإنسان وإيهامه بأنه يتلقى تعليماً متميزاً.
2 تعامل النظم مع الإنسان بتفرقة واضحة، فأحياناً تتقرر للأسف معاملة الفرد في ضوء خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية، ويكون هذا الأمر مأساوياً عندما تهدر بسبب تلك المعاملة آدمية هذا الإنسان وحقوقه.
3 ميل بعض المجتمعات إلى اعتبار إنسانها قاصراً وجاهلاً، لا يعرف ما له وما عليه.
4 عدم توفير حد أدنى من العيش الكريم الذي يحفظ الإنسان من الذل والمهانة.
5 يشعر الإنسان بالأمان والاطمئنان في ظل قانون ونظام يكفل له حقوقه وكرامته مقابل التزامه بواجباته، ويفتقد الإنسان للأمان والثقة عندما يشعر بأن هذا النظام يُخترق سراً وعلناً في اليوم ألف مرة.
6 سلب حق الفرد المروري (راكباً أم راجلاً)، إهانته دون وجه حق، سلب دوره في الانتظار، سلب الفرد فرصه التي يستحقها ومنحها لمن لا يستحقها، محاولة ممارسة التعسف معه وذلك بأن يفرض عليه ما لا يقره منطق ولا نظام، هذه جميعاً مجرد صور من صور انتقاص كرامة الفرد.
الحمد لله أننا ننتمي إلى بلاد تحتكم إلى دستور ربّاني يؤكد على احترام كرامة الإنسان.
كلية المعلمين بالرياض
|
|
|
|
|
