| مقـالات
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن المشكلات الزوجية وتعددت الكتب والمجلات والدوريات والصحف التي تكتب عن الموضوع، واستقبلت الفضائيات العديد من الأخصائيين والأخصائيات من أنحاء العالم المختلفة، ومن اتجاهات مختلفة لمناقشة الأمر.
الأمر يستحق بالطبع ذلك وأكثر، وخصوصاً أننا من الذين أنعم الله عليهم بمعرفة أن الأسرة هي الحجر الأساس في بنيان المجتمع والأمة وقوتها هي قوة للأمة وضعفها لا سمح الله يعني العكس، ولكن قد تعود النقاشات بفائدة وقد تأتي بالعكس، وربما تكون القضية غير ما ذهب إليه أصحاب النقاش والرأي.. فالتباين بوجهات النظر بين الزوجين أمر طبيعي وهو يعطي للحياة الزوجية حلاوة ويكسبها طلاوة ويسر الإنسان العاقل به وتعيش الأسرة بربوعه بحيوية ونشاط، شريطة أن يتم التوافق والانسجام على الأساسيات، ومناقشة سبل التوفيق في الفروع والحفاظ على نقاط التماثل في حال عدم تأثيرها على الحياة الزوجية لا من قريب ولا من بعيد، وعموماً فإن الزوجين إذا صبرا وصدقا في العشرة بالمعروف وركّزا النظر على الصفات الجميلة فيهما وتجاهلا الصفات المذمومة وغضا عنها الطرف واستصحبا النية في ذلك فإن السعادة سترفرف عليهما بإذن الله.
إن بعض الأزواج يركِّزون على نواحي الخلاف وعدم التشابه أكثر من اللازم وينسون مئات من نواحي الالتقاء والتماثل، وهم بذلك يبحثون عن المشاكل بحثاً، ويحمِّلون الأمر أكثر مما يحتمل، وما هكذا يكون الأمر بين زوجين يربطهما رباط مقدس.
إن الأمر الخطير هو أن كثيراً من الحالات تعتبر طفيفة وتؤدي لكوارث، وأخشى ما أخشاه بالطبع هو حدوث حالات الطلاق وهو أبغض الحلال إلى الله، والضحية هم الأبناء بالطبع!، وقد قرأت عن إحصائيات في بلادنا تشير إلى أن الطلاق يحدث بنسب قد تتجاوز في بعض الأماكن 40% وهذا أمر خطير، ولا يمكن التصديق بأن عدم التوافق يصل لهذه النسب الخطيرة، وإلا كان علينا تحديد ماذا يطلب الرجل من المرأة؟ وماذا تطلب المرأة من الرجل؟ وإعادة التفكير بطرق التربية كلها.
إن الأمر عندما يصل إلى حد المشكلة فإن هناك العديد من الحلول التي وضعها الله سبحانه وبها يمكن تجنب الكثير من عناصر الخلاف والوصول لأسرة سعيدة، والعودة لحالة الوئام والمحبة التي أدعو الله أن يديمها علينا وعليكم، وبتقوى الله تتعزز رابطة الزوجية واحترام كل من الزوجين لنفسه ثم لصاحبه معين بإذن الله على تحجيم أسباب الخلاف وتخطيها. والله من وراء القصد.
alomari1420@yahoo.com
|
|
|
|
|