| عيد الجزيرة
هل تشعر مثل الكثيرين ان العيد ليس مثل أعياد سابقة لم تزل تتذكرها بما فيها من فرحة كانت تتقافز في صدرك وتعلو محياك ومحيا كل من تقابلهم من أولئك الناس الهابين إلى صلاة العيد في الصباح الباكر وانت تسمع أصواتهم مكبرين في الطرقات جماعات وأفرادا رجالا ونساء وأطفالا وما ان تنقضي الصلاة حتى تتشابك الأيدي مباركة بالعيد السعيد وتفتح البيوت العابقة برائحة البخور استعداداً للمشاركة في التجمع الكبير في وجبة العيد التي تفترش الطرقات.. إذا كنت تتذكر ذلك وغيره من المظاهر التي اختفى بعضها عن عينيك لذلك فأنت لا تشعر بحلاوة العيد ولا ترى شيئاً من ذلك لأن عينيك الآن محمرتان كجمرتي غضا من جراء السهر المتواصل الذي تعودته في ليالي رمضان وكان آخر السهر ليلة العيد فأنت لم تنم وتشعر الآن بأن رأسك ليس رأسك فقد أصبح أثقل مما عهدته لذا فليس لديك الرغبة بالخروج من غرفتك لتهنئ الأقارب والأصدقاء ومشاركتهم فرحتهم أو لأنك تعتقد ان خروجك والسلام عليهم ربما يكون أداء واجب وليس لأنك تفرح مثلهم فهذا اليوم بالنسبة لك يوم كأيام الإجازة وتفضل ان تقضيه في النوم.. وأنت ترى ان الحياة تغيرت ولم يعد الكثير من أحداثها يجلب الفرح فقديماً كان لثوب العيد مفعول السحر على الأنفس حيث تُملأ النفس بالفرح والسعادة لمجرد ان يلبس المرء ثوباً جديداً واما الآن فالثوب الجديد لا يمكن ان يفعل ذلك بسبب قدرة الناس على تفصيل ثوب جديد متى ما أرادوا ذلك.
إذا كنت لم تعد تتذوق بهجة العيد فبإمكانك ان تحصل على الفرح الحقيقي الذي تعرفه أيام زمان، إذا اردت ذلك فاتجه الآن إلى الأطفال وانظر كيف يفرحون؟ فما زالوا هم الوحيدين الذين يعطونه حقه من الحفاوة وهو يبادلهم نفس المشاعر حيث يأتيهم بكل ما يفرحهم لذا فالفرحة الآن انحسرت من الكبار بشكل كبير وماتزال ترتع في قلوب الأطفال الصغيرة.. ان العيد يأتي للأطفال فيجدهم كما هم ببراءتهم وصفائهم ونقائهم لم تغيرهم ماديات الحياة، كما فعلت بك فجعلتك مجرد جسد من العسير اختراقه بمثل هذه المناسبة السعيدة فالمشاعر اصبحت لا تهتز وتتجاوب إلا مع عوامل الربح والخسارة في عالم سيطرت عليه الماديات. لقد تغيرنا نحن ولم يتغير العيد.. لذا اتجه إلى الأطفال لأنه وجدك لا تحتفي به فانظر إلى الأطفال من حولك، ما أجمل فرحتهم وابتسامتهم وتكون أجمل عندما تتذكرهم بهدية أو عيدية أو تأخذهم بزيارة إلى أماكن ترفيهية فعندها سوف يفرحون أكثر وستفرح من فرحهم! فضحكة الطفل هي الأجمل دائماً وتزيد جمالاً في العيد.. اقترح ان تجربوا العيد مضافاً إليه كميات كبيرة من فرح الأطفال الذين سيظلون يذكروننا كلما نسينا بأن العيد لم يتغير وانما نحن!.
alhoshanei@hotmail.com
|
|
|
|
|