أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 22nd December,2001 العدد:10677الطبعةالاولـي السبت 7 ,شوال 1422

عيد الجزيرة

من العايدين
دعوة لتذوق العيد
فهد الحوشاني
هل تشعر مثل الكثيرين ان العيد ليس مثل أعياد سابقة لم تزل تتذكرها بما فيها من فرحة كانت تتقافز في صدرك وتعلو محياك ومحيا كل من تقابلهم من أولئك الناس الهابين إلى صلاة العيد في الصباح الباكر وانت تسمع أصواتهم مكبرين في الطرقات جماعات وأفرادا رجالا ونساء وأطفالا وما ان تنقضي الصلاة حتى تتشابك الأيدي مباركة بالعيد السعيد وتفتح البيوت العابقة برائحة البخور استعداداً للمشاركة في التجمع الكبير في وجبة العيد التي تفترش الطرقات.. إذا كنت تتذكر ذلك وغيره من المظاهر التي اختفى بعضها عن عينيك لذلك فأنت لا تشعر بحلاوة العيد ولا ترى شيئاً من ذلك لأن عينيك الآن محمرتان كجمرتي غضا من جراء السهر المتواصل الذي تعودته في ليالي رمضان وكان آخر السهر ليلة العيد فأنت لم تنم وتشعر الآن بأن رأسك ليس رأسك فقد أصبح أثقل مما عهدته لذا فليس لديك الرغبة بالخروج من غرفتك لتهنئ الأقارب والأصدقاء ومشاركتهم فرحتهم أو لأنك تعتقد ان خروجك والسلام عليهم ربما يكون أداء واجب وليس لأنك تفرح مثلهم فهذا اليوم بالنسبة لك يوم كأيام الإجازة وتفضل ان تقضيه في النوم.. وأنت ترى ان الحياة تغيرت ولم يعد الكثير من أحداثها يجلب الفرح فقديماً كان لثوب العيد مفعول السحر على الأنفس حيث تُملأ النفس بالفرح والسعادة لمجرد ان يلبس المرء ثوباً جديداً واما الآن فالثوب الجديد لا يمكن ان يفعل ذلك بسبب قدرة الناس على تفصيل ثوب جديد متى ما أرادوا ذلك.
إذا كنت لم تعد تتذوق بهجة العيد فبإمكانك ان تحصل على الفرح الحقيقي الذي تعرفه أيام زمان، إذا اردت ذلك فاتجه الآن إلى الأطفال وانظر كيف يفرحون؟ فما زالوا هم الوحيدين الذين يعطونه حقه من الحفاوة وهو يبادلهم نفس المشاعر حيث يأتيهم بكل ما يفرحهم لذا فالفرحة الآن انحسرت من الكبار بشكل كبير وماتزال ترتع في قلوب الأطفال الصغيرة.. ان العيد يأتي للأطفال فيجدهم كما هم ببراءتهم وصفائهم ونقائهم لم تغيرهم ماديات الحياة، كما فعلت بك فجعلتك مجرد جسد من العسير اختراقه بمثل هذه المناسبة السعيدة فالمشاعر اصبحت لا تهتز وتتجاوب إلا مع عوامل الربح والخسارة في عالم سيطرت عليه الماديات. لقد تغيرنا نحن ولم يتغير العيد.. لذا اتجه إلى الأطفال لأنه وجدك لا تحتفي به فانظر إلى الأطفال من حولك، ما أجمل فرحتهم وابتسامتهم وتكون أجمل عندما تتذكرهم بهدية أو عيدية أو تأخذهم بزيارة إلى أماكن ترفيهية فعندها سوف يفرحون أكثر وستفرح من فرحهم! فضحكة الطفل هي الأجمل دائماً وتزيد جمالاً في العيد.. اقترح ان تجربوا العيد مضافاً إليه كميات كبيرة من فرح الأطفال الذين سيظلون يذكروننا كلما نسينا بأن العيد لم يتغير وانما نحن!.
alhoshanei@hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع













[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved