| مقـالات
في رمضان المبارك لفت نظري خبران محليان.. الأول تقديم شركة الإلكترونيات المتقدمة ساعة مواقيت الصلاة إلى سيدي ولي العهد والتي تقوم الشركة بتصنيعها.. والثاني مضاعفة ميزانية مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
بالنسبة للخبر الأول لابد أن يكون في تلك الساعة التي قدمت بكل الفخر إلى سيدي صاحب السمو الملكي الامير سلطان ومن ثم في رمضان إلى سيدي ولي العهد بحضور وزير التخطيط ورئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ورئيس شركة الإلكترونيات المتقدمة.. وهي إحدى الشركات الناجحة في برنامج نقل التقنية.. أقول لابد أن يكون في تلك الساعة شيء ما تم الاحتفاء والافتخار به أمام قادة البلاد وواكبه نشر حملة إعلانية تسويقية.
وبالنسبة للخبر الثاني أي مضاعفة ميزانية مدينة الملك عبدالعزيز هذا العام.. فقد أثار تساؤلات مهمة منها.. هل للظروف العالمية الحالية دور في ذلك؟
الغريب ان أغلب الناس لا يعرفون ما هو عمل المدينة.. وما هي النتائج التي حققتها منذ تأسيسها قبل ربع قرن. فالمفهوم العام عنها إنها تعمل على إجراء ودعم الأبحاث والدراسات العلمية وتسجيل براءات الاختراع الوطنية.
المثاليون يقولون ان المدينة تلعب دور المجمع العلمي والبحثي التقني.. في ظل تحول جامعاتنا إلى مدارس تخرج موظفين.
وهناك من يقول إنها إدارة بيروقراطية عدد العاملين فيها 1500 منهم 1200 إداري.. ومقرها مبنى فاخر يقع على أرض كبيرة في حي راق.
تضاربت الأقوال والانطباعات عن المدينة.. وهي تحتاج لاشك إلى جهد إعلامي يعرف بها.. ففي هذا الزمن المكفهرنحن في حاجة إلى معرفة بعض مؤسساتنا المضيئة العاملة للمستقبل.
البعض يقول ان ميزانية المدينة هي للانفاق على صيانة تلك المنشآت الضخمة والموظفين الكثر.. وان المدينة لا تعتبر مركز ابحاث على المستوى الرسمي بدليل انه اذا عدت مراكز الأبحاث تم الاكتفاء بذكر سابك وجامعة الملك فهد والمستشفي التخصصي.. دون الإشارة إلى المدينة.
فإذا لم تكن مدينة الملك عبدالعزيز مركز ابحاث فماذا تكون؟. في ظل المعلومة المفقودة عن المدينة.. وتحت إلحاح الشعور بأهمية المدينة فإن القسوة إلى حد التطرف بالحكم على المدينة والقائمين عليها هي النسق العام للحديث والانطباع العام في ذهن أغلب الناس.
انا شخصياً لي تجربة مع المدينة.. ففي رمضان 1415ه اتصلت بالمدينة لمتابعة تسجيل اختراع لشركة محلية كنت أعمل بها.. مستندات تسجيل الاختراع قدمتها الشركة قبل ذلك بسنوات وكادت الشركة من طول المدة ان تنساها.. لكننا تابعنا الموضوع بعد الاطلاع على خبر صادر عن المدينة نشر في الصحف عن اصدار ثلاث براءات اختراع.
وبالاتصال بأحد مسؤولي المدينة وسؤاله عن متى سيتم تطبيق اجراء تسجيل الاختراع المقدم من شركتنا وتسجيله؟. رد ان الموضوع يحتاج إلى وسائل اختبار لا تمتلكها المدينة.. وان البراءات التي قدمتها شركتكم مع مئات طلبات تسجيل براءات الاختراعات الأخرى تحتاج إلى المزيد من الوقت.
استفسرت منه عن البراءات الثلاث التي أصدرتها المدينة ذلك الشهر.. ضحك بملئ فيه وقال. هل اطلعت على الاختراع الذي نشر قبل أسبوعين في الصفحة الأخيرة في احدى الصحف المحلية.. رغم ان صاحب الاختراع لم يتقدم لنا لتسجيله إلا ان هذا هو نوع الاختراع الذي لدينا وسائل اثباتها. طبعاً لم اصدقه وافترضت انه موظف محبط.. ويريد فقط انتقاد المدينة.. فقد كان الاختراع الذي ذكره ونشر في الصفحة الأخيرة في احدى الصحف المحلية هو اختراع سكين يمكنها تقطيع«الجح» بأحجام متساوية بضربة واحدة!.. لابد انكم تتفقون معي ان ذلك الموظف لم يكن صادقا بل محبط.
بمناسبة إعلان الميزانية العامة ومضاعفة ميزانية المدينة صرح مصدر مسؤول في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية للصحف السعودية اعلن فيه انه ومنذ إنشاء المدينة حتى تاريخه تم تمويل«455» بحثاً بتكلفة اجمالية قدرها 3800 مليون ريال.. أي بتكلفة 33.8 مليون ريال للبحث الواحد .
هل هو متاح معرفة مواضيع تلك الابحاث.. وكيف كانت نتائجها؟.
|
|
|
|
|