أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Friday 21st December,2001 العدد:10676الطبعةالاولـي الجمعة 6 ,شوال 1422

الاولــى

باول أقنع الأوروبيين بعدم استقبال عرفات .. إسرائيل تنسحب من مناطق أعادت احتلالها
7 جرحى في قتال بين حماس والسلطة أفشل اعتقال الرنتيسي
* * غزة بنابلس روكسل الوكالات:
انسحب الجيش الاسرائيلي أمس الخميس من المناطق التي أعاد احتلالها على مشارف مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، كما افاد شهود ومصادر أمنية فلسطينية.
من جهة أخرى جرت مواجهة مسلحة بين ناشطين من حماس والشرطة الفلسطينية مجسدة على أرض الواقع المخاوف من شرخ في الصف الفلسطيني تعمل إسرائيل على إذكائه فيما تعزِّز على الصعيد السياسي التقارب بين المواقف الأمريكية والأوروبية تجاه الاوضاع في المنطقة خصوصا من جهة الضغط على الرئيس الفلسطيني .
وجاءت المواجهة الفلسطينية الفلسطينية الجديدة في أعقاب دعوة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات مؤخرا بوقف العمليات المسلحة وهو الأمر الذي رفضته كل من حركتي حماس والجهاد.
وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أمس الخميس ان سبعة فلسطينيين بينهم شرطيان أصيبوا بالرصاص خلال المواجهات عندما حاولت الشرطة الفلسطينية اعتقال عبد العزيز الرنتيسي أحد القادة البارزين في حركة حماس. وقال مصدر أمني في بيان تلقته فرانس برس انه «عند وصول الشرطة الفلسطينية الى منزل عبد العزيز الرنتيسي فوجئت (الشرطة) بوجود مجموعة من المسلحين الذين بادروا باطلاق النار على الشرطة وجمهور المواطنين الذين تجمعوا حول منزله ونتج عن اطلاق النار اصابة سبعة مواطنين بينهم شرطيان».
وأكد ان «حالة الجرحى السبعة بين متوسطة وخفيفة».
وحملت الشرطة الفلسطينية «الرنتيسي المسؤولية عما حدث من اصابات وتعتبره متهما مطلوبا للشرطة بتهمة مقاومة إلقاء القبض عليه واثارة الجماهير لضرب الوحدة الوطنية التي نسعى جميعا للمحافظة عليها». مشيرة الى ان «أفراد الشرطة اضطروا الى مغادرة مكان منزله دون اعتقاله».ونوه المصدر الأمني الى ان «الشرطة سبق وان أخطرت الرنتيسي بضرورة حضوره للتحقيق معه ولكنه لم يحضر فاصدرت النيابة العامة مذكرة (في هذا الصدد) طبقا للقانون»، موضحا ان «الرنتيسي أعد نفسه مسبقا لمخالفة القانون والمقاومة المسلحة للأمر الصادر بإلقاء القبض عليه».
وفي بيان تلقت فرانس برس نسخة منه قالت حركة حماس ان «الرنتيسي مازال محاصرا بقوات كبيرة من رجال السلطة المدججين بالأسلحة النارية وهم يطلقون العيارات النارية والقنابل اليدوية والصوتية بكثافة على منزل الرنتيسي مباشرة وعلى جموع المواطنين الذين تجمهروا بالقرب من المنزل»، لكن مراسل فرانس برس أفاد ان الشرطة غادرت منطقة منزل الرنتيسي.
وأشار البيان الى ان «مساجد قطاع غزة اخذت تنادي على المواطنين بضرورة التوجه الى منزل الرنتيسي لفك الحصار عنه ومازالت حتى اللحظة ( صباح أمس ) جموع المواطنين تتوافد وهم يرددون الشعارات المناوئة لاعتقال الدكتور (الرنتيسي) وتطالب بالافراج عن كافة المعتقلين السياسيين».
وكان شهود عيان فلسطينيون أفادوا مساء الأربعاء ان أجهزة الأمن والشرطة الفلسطينية حاولت في المساء اعتقال أحد القادة البارزين في حركة حماس في قطاع غزة لكن مئات الفسطينيين وعددا من مسلحي حماس تجمعوا حول منزله وحالوا دون اعتقاله.
وأشار الشهود الى ان «عددا من المسلحين على ما يبدو من عناصر حماس اطلقوا النار خلال محاولة الشرطة الفلسطينية الاقتراب من منزل الرنتيسي لاعتقاله».
وحظر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات تحت ضغط دولي بعد موجة من الهجمات الانتحارية على اسرائيل الأجنحة العسكرية لحماس وغيرها من الجماعات واعتقل عشرات الناشطين.
وقال أمس الدكتور عبد العزيز أنه مستعد للموت وناشد أنصاره عدم إطلاق النيران على قوات الأمن الفلسطينية التي لازالت تحاصر منزله بحي الشيخ رضوان بمدنية غزة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته معه قناة الجزيرة القطرية من منزله فجر أمس وقال الرنتيسي ان «المئات» من «قوات (الرئيس الفلسطيني ياسر) عرفات» يقومون بإطلاق النيران «بغزارة» في اتجاه منزله «وأحيانا بطريق القنص» ولا تعبأ تلك القوات بوجود زوجته وأبنائه بالداخل بينما يواجه أنصاره هذا الهجوم باستخدام «الحجارة».وقال «أنا أواجه الموت .. وقبل أن استشهد» أوصي كل فلسطيني بالحفاظ على الأمانة في عنقه «وأمانة المقدسات .. لقد عشنا شرفاء». وناشد أنصاره عدم إطلاق الرصاص أو «إراقة الدم» الفلسطيني .
وذكر الرنتيسي أنه ليس لديه علم بصدور أمر بالقبض عليه إلا أن عملية المحاصرة تأتي بعد ساعات قليلة من انقضاء الاجتماع الأمني الفلسطيني الاسرائيلي المشترك بحضور أمريكي مساء الاربعاء بالضفة الغربية دون التوصل لنتائج تذكر.
وأضاف أنه في حالة وجود هذا الامر. فمن المؤكد أنه صدر لأجهزة الأمن الفلسطينية لتنفيذه من قبل جهاز «الموساد» الاسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية «سي.آي.إيه» التي شاركت عناصر منها في هذا الاجتماع الأمني المشترك نفسه مع الجانب الفلسطيني.
كما نفى الرنتيسي نفيا قاطعا تقارير إعلامية تقول بأن قيادة حماس قررت وقف عملياتها داخل إسرائيل تطبيقا لقرار عرفات.
وأكد أن حماس «حركة مقاومة إسلامية» للدفاع عن الشعب الفلسطيني وتقاوم الاحتلال الذي مازال «جاثما».
وقال مروان البرغوثي أمين سر حركة فتح في الضفة الغربية لرويترز ان الفصائل الوطنية والاسلامية تدرس سبل ووسائل مقاومة الاحتلال ولا سيما «الهجمات الاستشهادية».
وقال مسؤول أمن فلسطيني بارز يوم الأربعاء ان السلطة الفلسطينية قبضت على ما لا يقل عن 12 من رجال الأمن في اطار سعيها لقمع الناشطين المعارضين لاسرائيل.وأضاف: إن الرجال الذين ينتمون جميعا الى جنوب قطاع غزة معتقلون منذ يوم الاثنين وهو اليوم التالي لدعوة عرفات المنظمات الفلسطينية الى وقف العمليات العسكرية ضد إسرائيل.
وقال المسؤول لرويترز «اعتقلوا لمخالفتهم أوامر وقف اطلاق النار».
وتابع: إن المعتقلين الذين يشغلون مواقع في أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ينتمون ايضا الى الجناح العسكري لحركة فتح.
وجاءت المعركة المسلحة في غزة في أعقاب يوم من الهدوء النسبي في نحو 15 شهرا من المواجهات الفلسطينية الاسرائيلية العنيفة.
وأكد جبريل الرجوب مدير الأمن الوقائي في الضفة الغربية من جانب آخر ان الاجتماع الأمني الفلسطيني/الاسرائيلي الذي عقد مساء أول أمس في الضفة الغربية فشل في تحقيق اى نتائج.
وقال في حديث لاذاعة «صوت فلسطين» الرسمية صباح أمس الخميس .. ان الاجتماع الأمني الثنائي الفلسطيني/الاسرائيلي فشل في التوصل الى اى نتائج مشيرا الى ان الاجتماع الذي عقد بحضور مسؤولين أمنيين كبار من الجانبين اخذ طابع الاجتماع العسكرى وليس الأمني.
وذكر الرجوب ان المنطق الاسرائيلي لم يتغيير موضحا انهم طلبوا منهم الانسحاب من كافة المناطق المصنفة «أ» الخاضعة للسيطرة الفلسطينية لكنهم الاسرائيليون طرحوا الانسحاب من مدينة فقط مقابل رؤية امكانية السيطرة الفلسطينية والهدوء التام وهو مارفضه الجانب الفلسطيني.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني فلسطيني مسؤول قوله .. ان الجانب الفلسطيني طالب الجانب الاسرائيلي بالانسحاب الفوري من كافة المناطق التي أعيد احتلالها وتمركزت الدبابات الاسرائيلية فيها كذلك رفع الحصار والاغلاق المفروض على الأراضي الفلسطينية.
وأضاف المصدر.. إننا طالبناهم بالتوقف الفوري عن سياسة الاغتيالات وعمليات القتل والقصف والاعتداءات اليومية ضد شعبنا الفلسطيني من أجل عودة الهدوء الى المنطقة وانجاح الجهود الدولية.
ويقول مسؤولون فلسطينيون: إن القيود الاسرائيلية على التنقل تجعل من العسير على رجال الأمن تنفيذ عمليات ضد الناشطين الذين يشنون الهجمات الاستشهادية ضد اسرائيل.
وقال احمد عبد الرحمن مساعد عرفات «القضية ليست رفع الحصار عن منطقة للقيام بمهمة أمنية» بل يريد الفلسطينيون ان يشهدوا انسحابا اسرائيليا شاملا وكاملا من الأراضي الفلسطينية ووضع حد للاغلاق والحصار.ومن جانب آخر توغلت القوات الاسرائيلية تساندها عدد من الدبابات الاسرائيلية أمس حيث قامت باحتلال قرية قرارة بني زيد.وذكر الأهالي الفلسطينيون في القرية ان القوات الاسرائيلية معززة بالدبابات قامت بتمشيط المنطقة واعتقال 6 أفراد من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة فتح.
وأفاد الأهالي ان القوات الاسرائيلية بدأت بحملة تفتيش واسعة ومداهمات ومازالت القوات الاسرائيلية تواصل أعمالها العدوانية ضد الفلسطينيين في البلدة.
هذا وقد ذكرت مصادر أمنية ان القوات الفلسطينية أغلقت ورشة في غزة تستخدم في صنع قذائف المورتر واعتقلت ثلاثة من ملاكها. وأغلقت السلطة الفلسطينية عشرات المكاتب لحماس والجهاد الاسلامي.
واتهمت اسرائيل الرئيس الفلسطيني بانه يلاحق النشطاء غير الرئيسيين بدلا من ان يعتقل النشطاء البارزين الذين تسعى اسرائيل لوضعهم في السجون وتقول ان المعتقلين سرعان ما يفرج عنهم.
الى ذلك أكدت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الاربعاء على موقف مشترك من الصراع في الشرق الأوسط بعد مناقشات في الآونة الاخيرة بشأن أفضل السبل للتعامل مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي كولن باول بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء البلجيكي جاي فيروفستات الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وخافيير سولانا منسق السياسة الخارجية للاتحاد «إني سعيد جدا ان مواقف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة متقاربة جدا».
وكان مسؤول أمريكي رفيع قال الأسبوع الماضي ان الولايات المتحدة مستاءة من عادة الرئيس عرفات السفر في رحلات دولية تشمل عواصم أوروبية كلما تفجرت اضطرابات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال المسؤول: ان باول أثار المسألة مع نظرائه الأوروبيين وطلب منهم ألا يدعوا عرفات الى بلادهم حتى «يبقي قدميه في النار» في الداخل.
وقد تفجر العنف بعد ان بدأ المبعوث الأمريكي للشرق الاوسط انتوني زيني بعثة سلام في أواخر نوفمبر تشرين الثاني. واستدعى المبعوث أوائل الأسبوع في اعقاب موجة من التفجيرات الانتحارية الفلسطينية والغارات الجوية الاسرائيلية.
وعلى الرغم من استدعاء زيني للتشارو فان باول قال: إن الولايات المتحدة لم تفقد الأمل في احلال السلام.
وقال «هناك بعض العناصر التي تبعث على التفاؤل في المعادلة. تجرى بعض المشاورات بين المسؤولين الأمنيين من الجانبين».
وقال فيروفستات «أود ان أؤكد انه بعد المناقشات المثمرة فان هناك موقفا مشتركا للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الوضع في الشرق الاوسط».
وأضاف قوله «ما أكدت عليه في هذا الشأن هو الضرورة المطلقة لمواصلة الضغط علي الجانبين لكن على رئيس منظمة التحرير عرفات مواصلة تنفيذ كل ما قاله في كلمته».
وقال «وأعتقد انه بالتعاون البناء بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي فانه يمكن قطعا تحقيق نتائج جديدة أفضل خلال فترة زمنية قصيرة».

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved