| عيد الجزيرة
* نجران نوير القحطاني:
يمتاز العيد بفرحة خاصة تفرض على الإنسان الاستعداد والاحتفال به.. فكيف تستعد المرأة النجرانية للعيد وكيف تحتفل به؟! «الجزيرة» التقت بالعمة ن.س اليامي البالغة من العمر مايقارب الستين عاماً فحدثتنا عن هذا الجانب بقولها:
في سابق الزمان كانت المرأة النجرانية تستعد للعيد قبل ثمانية أيام وكان هذا الاستعداد يشمل أموراً كثيرة من أهمها تنظيف المنزل والذي كان يتكون بناؤه من الطين من خلال تنظيفه وصباغته بما يسمى قديماً (النورة) ذات اللون الأبيض من الخارج خاصة ومن الداخل أحياناً.. وهناك ألوان أخرى أهمها اللون الأخضر في الغالب. وكانت النجرانية تعد البخور قبل العيد بمدة كافية لاستخدامه أيام وليالي العيد وتبخير الزوار إضافة إلى تجهيز أنواع الزبيب والتمور والقهوة العربية لتقديمها للضيوف مع بعض الأكلات الشعبية التي تشتهر بها المنطقة مثل (القعنون) وهو قرص من البر يوضع على الجمر ويقدم مع اللبن أو السمن آنذاك وأكلات أخرى مثل الحريكه والتي تصنع من طحين البر والمرق وتقدم في وعاء يسمى المدهن مصنوع من الحجر ويوضع أعلاها اللحم إضافة إلى أكلات أخرى مثل الرقش والبر والسمن وغيرها.
وعقب الاهتمام بالمنزل يأتي الاهتمام بالأبناء والبناء من خلال توفير ملابس العيد لهم وبعض الألعاب والحلويات القديمة وتحظى البنت في ذلك الوقت باهتمام خاص من خلال تسريح شعرها وعمل مايسمى (بالماص) وهو اننا نقوم بأخذ ورق السدر ودقه حتى يصبح مادة لزجة ونضيف له كمية قليلة من الماء ثم نضعه على شعر البنت ثم نقوم بمشطه مدة زمنية معينة حتى يصبح الشعر سيلا (ليناً) ناصعاً ثم نقوم بغسل الشعر جيداً وندهنه ببعض الكريمات إضافة لعملية «الحنا» ونقشه في كفوف البنات وأرجلهن.
وكانت المرأة النجرانية آنذاك أحلى ما تلبسه في العيد هو الثوب (المكمم) الذي يتميز باتساعه واتساع أكمامه وله تطريز يحيط بالصدر وما تحت الخصر والقطابة أو الخيط على الرأس والقطابة عبارة عن شيلة معصوبة على الرأس بشكل دائري والخيط مأخوذ من صوف الغنم ومغزول بشكل دائري ويزين ببعض الحلي وخواتم الفضة وكنا زمان نتزين في الأعياد بلبس الحلي المكونة من الفضة الخالصة ومن أنواعها الخواتم الفتخ اللازم اللبة الخروص وغيرها.
وكانت المرأة زمان في نجران تقضي العيد في استقبال أهلها وزوارها في المنزل وهناك عادة خاصة للمرأة النجرانية لاتزال سائدة عند البعض حتى الآن وهي أنها عندما تقوم بزيارة لأهلها في العيد لا بد من أخذ ذبيحة لبيت أهلها أما حية أو مذبوحة يتم طبخها عند أهلها ويجتمع كافة أفراد الأسرة لتناولها جميعاً وهذه تسمى (زيارة).
وخلال اجتماع النساء في العيد يقمن بالرقصة الشعبية المعروفة في المنطقة وهي عبارة عن صفين من النساء متقابلين يرددن بعض الأبيات الشعرية المعروفة وبينهن بعض النساء يقمن بالرقص وهذا يسمى (السعب) وكانت هذه الألعاب تستمر من ثلاثة إلى خمسة أيام.
|
|
|
|
|