|
| مقـالات
عندما نحاول وبحسن نية أن نتدخل في تعلم أطفالنا فإننا نسلب منهم متعة التعلم، وهذه حقيقة قالها أحد التربويين الغربيين وهو يشير الى ان ما فطر عليه الطفل من حب الاستطلاع والاكتشاف للأشياء الغريبة عليه جزء أساس في بناء التفكير العلمي السليم الذي ينطلق من خلاله الى مرحلة الابداع، وتدخلنا هنا يعد عائقا نفسياً يولد الاحباط والاتكالية في حين ان المحاولة والخطأ في التعلم مدعاة الى رسوخ المعرفة وزيادة الخبرة لدى الطفل.
فهل ندع أطفالنا يحققون ذاتهم عن طريق المحاولة والخطأ دون تدخل مباشر يجعلهم يلبسون جلباب أبيهم أو معلمهم؟.
لقد أعجبتني قصيدة شعرية بعنوان الطفل الصغير مترجمة من شعر «هلين بوكلاي» اقتطف منها بعض فقراتها.
ذات يوم مضى الطفل الصغير الى المدرسة
كان لم يزل بعد طفلا صغيرا
وذات صباح قالت المعلمة
اليوم سنرسم صورة
وكان الطفل يحب رسم الصور
وكان يحسن رسم كل أنواع الصور: أسود ونمور دجاج وبقر
قطارات وبواخر
وأخذ الطفل علبة الأقلام
وشرع في الرسم..
لكن المعلمة قالت: ليس هذا وقت البداية
وانتظرت الى ان بدا الجميع مستعدين
الآن قالت المعلمة سنرسم زهورا
(مفرح) فكر الطفل الصغير
كان يحب رسم الزهور
وشرع في رسم زهرة بديعة
بأقلامه.. الوردي والبرتقالي والأزرق
لكن المعلمة قالت:
انتظروا وسوف أريكم كيف تفعلون
ورسمت زهرة حمراء ذات ساق أخضر
هي ذي قالت المعلمة
الآن يمكنكم أن تبدءوا
تطلع الطفل الصغير الى زهرة المعلمة
ثم تطلع الى زهوره هو
أحب زهوره أكثر من زهور المعلمة
لكنه لم يصرح بذلك
أدار ببساطة ورقته
ورسم زهرة مثل زهرة المعلمة
وكانت حمراء ذات ساق أخضر
و.. سريعا
تعلم الطفل ان ينتظر وان يتطلع
وان يرسم أشياء تماما مثل المعلمة
و.. سريعا
لم يعد يفعل شيئا من نفسه
وحدث ان انتقل الطفل وعائلته الى مدينة أخرى
وكان على الطفل الصغير ان يذهب الى مدرسة أخرى
***
وفي اليوم الأول قالت المعلمة:
اليوم سنرسم صورة
«مفرح» فكر الطفل
وانتظر ان تقول المعلمة
ما يجب على الأطفال فعله
لكن المعلمة لم تقل شيئا
وتجولت ببساطة بين الأطفال
وعندما وصلت قرب الطفل الصغير
قالت له: ألا تريد ان ترسم صورة؟
بلى.. ولكن كيف سأرسم هذه الصورة..
سأل الطفل الصغير؟
كما.. تريد أجابت المعلمة بلطف
عند ذلك شرع الطفل الصغير في رسم وردة حمراء
ذات ساق أخضر..
shaer@anet.net.sa
|
|
|
|
|
